صدر عن وزارة الثقافة وضمن اصدارات المفرق مدينة الثقافة الأردنية كتاب بعنوان "الشعر الحر في المملكة الأردنية الهاشمية 1948-1967"، لأستاذ الأدب القديم في جامعة آل البيت، الدكتور أحمد الحراحشة.
الكتاب الذي جاء في جزاءين الاول يتناول نشأة الشعر الحر، واتجاهات في الاردن، بينما يتناول الجزء الثاني وهو تحت عنوان "الدراسة الفنية" فيتحدث عن الصورة الشعرية والرمز والأسطورة واللغة الشعرية، والموسيقى في الشعر الوزن القافية.
ورأى نائب رئيس جامعة آل البيت د. محمد الدروبي، في تقدمة للكتاب أن "الكتاب يأخذنا في رحلة إلى عوالم الشعر الحر في بلد حمل أهلوه بين حناياهم هموم الأمة وآلامها وآمالها، وعاشوا حياة ملؤها العزم والشدة والكد والجد، واصطلوا بوقع الأحداث الجسام التي هزت الأمة بأسرها، ولا سيما مأساة فلسطين التي كانت باعثا رئيسا لحراك الشعر الجديد في المملكة".
واعتبر أن الحركة الشعر في الأردن تأثرت بمثيلاتها في العالم العربي من الانكسارات والهزائم، لتنفلت في الافاق الابداعية، ولم يشطح شعراؤها في متاهات، ومعاقل الغموض، بل حافظوا على الالتزام المطلوب، واخلدوا إلى التجديد الخلاق، غير منسلخين عن الموروث العريق، موظفين صورة ورموزه.
ولفت إلى أن  دراسة الحراحشة تطل على مشهد مفصلي من مشاهد الحركة الادبية في الأردن، قبل نصف قرن.
من جهته، رأى الحراحشة أن حركة الشعر الحر في الأردن هي جزءا من حركة التجديد الشعرية التي ولدت في العراق وانداحت حتى غمرت معظم ارجاء الوطن العربي، وبفعل الحركة النقدية الجادة وثقافة الشعراء الرواد استطاعت هذه الحركة الجديدة وضع قواعد وأسس في فترة زمنية قصيرة، ما خلق حالة من التشويش، جعل الباحثون يحملون الشاعرة العراقية  نازك الملائكة مسؤولية سرعة استنتاجاتها لهذه القواعد والزام الشعراء بها.
وبين الحراحشة أن الملائكة من خلال خطوتها استطاعت "تجسير الهوة بين الشعراء والباحثين وبين الحركة مما سهل الطريق لدراسة هذه القواعد وتعديلها أو تغييرها ورفضها، لكن مع وجود بدائل".
ولفت إلى تجارب شاعر الأردن مصطفى وهبي التل "عرار"، في العام 1942، التي جاءت ضمن سياقات ضرورة للتعبير عن حالة نفسية مؤرقة.
واوضح ، أن حركة الشعر الحر في الأردن إرتبطت بمجلة الأفق الجديد التي صدرت في العام 1961، في القدس، وفتحت أبوابها للشعراء والأدباء الشباب ينشرون تجاربهم وآراءهم النقدية.
وقال الحراحشة إن أهم ملامح الشعر الحر في الأردن هو "حمله هموم القضية الفلسطينية ووقفه عليها وتمحوره حولها في معظم اتجاهاته، فهو شعر ولد بين النكبتين وعايش شعراؤه ما وقع على الوطن في فلسطين من احتلال وظلم وعدوان".
كما ان الشعر الحر، وفقا الحراحشة، ابتعد عن النزعات الجنسية والغزل الحسي المكشوف والخمريات والتزامه الصارم بالأخلاق والتقاليد والقيم المرعية في المجتمع الأردني وبعده عن التطرف والتزلف إلا للوطن وهمومه سيما ان معظم الشعراء ينتمون إلى طبقة البرجوازية الصغيرة وما دونها في الريف الأردني في الضفتين.
ورأى الحراحشة أن سبب فشل القصيدة الأردنية في تجاوز الحدود المحلية إلا ما ندر، يعود اولا الى عامل النشر التي ابقت على الشعر والشعراء في نطاق الساحة المحلية على الرغم من غزارة الانتاج وكثرة الشعراء فضلا عن تدني مستوى كثير من الشعراء وجنوحهم للغموض.
واستعرض  الشعراء الذين كانوا يتربعون على على عرش الشعر التقليدي في الأردن وهم "عبدالمنعم الرفاعي، حسين فريز، رشيد زيد الكيلاني، عيسى الناعوري، فدوى طوقان، أمين شنار، راضي صدوق، كمال ناصر".
 واشار إلى تخلي كل من الشعراء "فدوى طوقان، أمين شنار، راضي صدوق، كمال ناصر" عن نظم هذا الشعر التقليدي، وبدأوا في نظم الشعر الحر،  مبينا أن الشاعر عبد الرحيم عمر انضم إلى حركة الشعر الحر بعد عودته من الكويت في العام 1959.