عن وزارة الثقافة الأردنيّة؛ صدر العدد( 433 ) من مجلة "أفكار" الشهريّة، تضمن مجموعةً من الموضوعات والدراسات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبةٌ من الكتّاب من الأردن وخارجه.
استهلت الروائية سميحة خريس العددَ بمفتتح بعنوان: "أشياءُ لا تُشترى" ومما جاء فيه: "(هي أشياءُ لا تُشترى)، لهذا لا أخاف على ما نحمل في قلوبنا من محبة لأوطاننا، ولا على فهمنا الأصيل لمعنى الوطن، ولكن أخاف من الجهل، من تضييع معرفتنا لتاريخ أرضنا وأهلنا، ولعلَّ الروائيين الفئة التي استشعرت هذه المخاوف فراحت تغوص في العمق بحثاً عن البذور الأولى، حدث ذلك في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات فزادت الروايات التي تعالج التاريخ السياسي والمجتمعي للأردن، وكأنَّنا نتحسس بلدنا الصغير ونقدّم سيرته إلى الأجيال القادمة، أستذكرُ أعمال:(زياد قاسم وهاشم غرايبة وأعمالي وأعمال إلياس فركوح ومؤنس الرزاز وجمال ناجي وآخرين..)، ولم تكن الروايات التي تعالج مفاصل تاريخية في المنطقة أو تلك التي تفكّك المرويات الاجتماعية والفكرية للمجتمع إلا محاولة لتأصيل الانتساب إلى الأرض، وإلى تلك الحضارة العظمى التي ننتمى إليها؛ رغم أنَّنا اليوم مواطنون في بلد صغير، لكنَّه كبيرٌ في عمقه وأفقه المستقبلي".
وأضافت خريس من جانب آخر: "يصطفُّ المخلصون من مفكرين ومبدعين ومؤرخين في موقع المقاومة العسكرية والدبلوماسية والسياسية؛ وهم قادرون على رصد توهج طرائق المقاومة الناعمة المتمثلة بالأدب والفن والفكر، وإذا كنا مُنينا بانقطاع تيار التفكير النهضوي الذي قاده عددٌ من المفكرين في مطلع القرن العشرين، فإنَّنا مطالبون اليوم بإحياء تيار جديد نهضوي يتصدّى للمؤامرة التي تترصد هُويتنا وأرضنا ووجودنا كعرب مسلمين ومسيحيين أصحاب مشروع حضاري بعيد في التاريخ، متطلع إلى المستقبل، يحمل في يده لواء المحبة والسلام، ولا يجوز له الانحناء أمام فيض الشر والتفاهة والنفاق العالمي الذي يدّعي حقوق الإنسان، ثم ينساها على أعتاب الشرق الأوسط!!."
وتضمن العددُ ملفًا بعنوان: "المؤرخُ د. محمد عدنان البخيت؛ مسيرةٌ حافلةٌ بالبحث والعطاء" من إعداد وتقديم د. هند أبو الشعر. تضمن المواد التالية: د. محمد عدنان البخيت أستاذاً وباحثاً ومؤسساً/ د. هند أبو الشعر. د. محمّد عدنان البخيت مَجْمعيًّا رئاسة المَجْمع؛ تتويجٌ لمسيرةٍ حافلة/ د. هُمام غَصيب. د. محمد عدنان البخيت مؤسساً لجامعة آل البيت/ د.حسين محمد القهواتي. الإشراقُ الثقافيُّ في جامعة مؤتة زمن البخيت/ د. فايز القيسي. مدرسةُ البخيت التاريخيّة في الدراسات الشامية/ العثمانية/ المهدي الرواضية. جهودُ د. محمد عدنان البخيت بالتأريخ للقدس/ د. عصام عقلة. المناشطُ الثقافيّةُ في جامعة آل البيت خلال مرحلة التأسيس/ د. عليان الجالودي.
وفي باب دراسات ومقالات نُشر ما يلي: " معوّقاتُ التعليم وإشكاليةُ التحوّلات الحضارية في العالم العربي/ قراءةٌ في كتاب د. إبراهيم بدران. / مجدي ممدوح. "فَتْحُ المُغَلَّقَاتِ لِأَبْيَاتِ السَّبْعِ المُعَلَّقَات" لزين الدين بن أحمد الفاكهي/د. عدنان محمود عبيدات. المدينة بما هي مشي الهوينى/ إبراهيم غرايبة. اغتراب الذات في رواية "البحر الأسود المتوسط" لهزاع البراري/ سعيد بوعيطة. " من أوراق الموريسكي " للشاعر العراقي حميد سعيد./ عِذاب الركابي. تجلّيِات الـحنيـنِ فـي المشكال لإيـمـان عـبـد الهـادي/ مراد رفيق البياري. نحو نظرية فلسفية في مواجهة التطرف والعنف والإرهاب./د. أماني غازي جرار. قلقُ المنفى في "عزاءات المنفى" لتيسير أبو عودة/ ابتسام الحسبان. الربابةُ والناي: آلتان موسيقيتان شرقيتان/ هشام اسماعيل عدرة. البوذيةُ والروحانيات الجديدة/ سمر الفوالجة. تنميقاتٌ على زي الحرف العربي/محمد أبو عزيز. رسائل بين: "هانا أرينت ومارتن هيدجر"/ جميلة عمايرة.
أمَّا في باب "إبداع" فنقرأ القصائد: السابعُ الميمونُ/ عبدالحكيم أبو جاموس. بينَ لؤلؤةٍ ولؤلؤةٍ...أراكْ/ مازن شديد. الألوانُ ثقيلةُ الظل/ صهيب العوضات. ونقرأ في العدد القصص: المعجزة/ماري لؤيسه كاشنيتس/ ترجمة: علي عودة. بعد فواتِ الأوان/ حسام الرشيد. الحوارُ مع الموتى لا يُجدي/ حنان باشا. نظرةٌ عابرةٌ/ إيزابيل بروم/ترجمة: محمد زين العابدين.
وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية"، فيما كتب د. محمد مقدادي عن تجربته الإبداعيّة في باب "مدارات البوح". العدد من إخراج المصمّمة حنان الطوس، ولوحتا الغلافين الأمامي والخلفي للشاعر والفنان التشكيلي حسين نشوان.