السيدة ألمها الشرقاوي، شاعرة فلسطينية، مقيمة في المملكة العربية السعودية، تتمتع بروح اجتماعية عالية، وذكاء حاد، ولديها طموحات كبيرة لتتطور وتتقدم إلى الأمام، إنسانة مجدة ومجتهدة، ومثقفة، وصريحة أيضاً، وتملك إرادة وعزيمة قوية، للسعي نحو الأفضل، تمتلك شخصية قيادية، ساعدتها على شق طريقها بنجاح. ألمها الشرقاوي عاشقة للكتابة، ولديها قدرات كبيرة على كتابة الشعر النبطي، والشعر باللغة الفصحى، كون كل صديقاتها المحيطات بها، يتكلمنها بطبيعتهن البدوية، بدأتْ بكتابة النثر، بخواطر قصيرة ونثريات، من عمر أربعة عشر عاماً، ألمها اجتماعية من الدرجة الأولى، فهي تحب التعارف والصداقات، وتحب الناس، ومتفائلة دائماً، وهذا يحفز لديها الطموح. كتاباتها الشعرية مطولة ومتنوعة في مضامينها، وكلماتها عذبة، وممتعة وأخاذة، ورومانسية حالمة وساحرة ومنتقاة بعناية فائقة، وتملك صوراً تعبيرية جميلة جداً، كي توصل لك الفكرة التي تنوي قولها. القراءة والكتابة، يمثلان الجزء الأهم من حياتها، خاصة الكتابة، فهي ملاذ خيالها، التي تخلق فيه احمل واقع. تقرأ لنزار قباني ولمحمود درويش، واحمد شوقي، والشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، والشاعر الأمير خالد الفيصل، وطلال الرشيد، والشاعرة الليبية ردينة الفيلالي.
تميزت بالكتابة في المدرسة منذ صغرها بجمال التعبير، ومن هنا شجعتها مدرسة العربي بان تستخدم خيالها، وكل يوم تكتب لها عن شيء مختلف، فتنوعتْ الكتابات لديها. (ترانيم ألمها) لها اتجاهين في الكتابة:في العشق والرومانسية، وفي الإبداع وتطوير الذات. تعشق الكتابة بشكل عام، التي تعتبرها هبة، فهي لها ملاذها الدائم، بدأتْ بكتابة النثر بعمر أربعة عشر عاماً، بخواطر قصيرة ونثريات، بدأتْ محاولة كتابة الشعر في عمر الثامنة عشر، حيث بدأتُ بكتابة الشعر النبطي، قبل كتابة الشعر الفصيح، كونها نشأت في بيئة لهجتها بدوية، فأحبتها وراقتْ لها جداً، وكل صديقاتها ينتمون لها، فطبيعي أن تتقنها تلقائياً، كانت تقرأ للشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، وللشاعر الأمير خالد الفيصل، وللشاعر طلال الرشيد، وكانت متأثرة بهم من حيث الشعر النبطي او البدوي، بالطبع، هي تعشق أشعار نزار قباني ،ومحمود درويش، فلهما الأثر العميق بحرفها، توقفتْ عن الكتابة لمدة عشر سنوات تقريباً، وعادتْ لقلمها قبل ثلاث سنوات، لتحيي به خيالاً، وتجسدُ بحرفها واقعاً، كتاباتها باتجاهين:ترانيم ألمها، في الرومانسية والعشق، وترانيم ألمها، في عالم الإبداع، وهي عبارة عن مقالات هادفة، لتنشأة مجتمع ايجابي، ذو رؤية سليمة، وطموح قوي الإرادة، واثق من قدراته، لا يعيقه عائق، وكما تقول هي والخيل روح واحدة..تفهمها وافهمها، ترافقني صورها، كرمز، بأغلب كتاباتي (ترانيم ألمها)، لديها طموح لاستكمال دراستها، كي تطور من مهاراتها، وتمتلك مفاتيح الأبجدية، وتبدع أكثر، وتكتسب كل ما يفيد، ويفيد الآخرين بعالم الأدب والشعر .

هذه قصيدة من قصائد شاعرتنا الفلسطينية ألمها الشرقاوي لمناسبة العدوان الهمجي الصهيوني على غزة:
فلسطين...العروبة لا تحزني، فلسطين .المروءة لا تجزعي، صامدة أنت رغم المحن لك الله بإذنه ستُنصري، أبطالك من رحم الكرامة تساقطوا شهداء فداء لك، في حب الله ثم الوطن، هناك جريحاً، وآخر يُقتلِ، يا أم الشهيد لا تفزعي، وتفاخري، وهامتك ارفعي، بوليد مكرم أصله فلسطيني، لا ننتظر....
من أحد الا الدعاء، فالله كفيل ..برد غزو المعتدي .
في قصيدة لها بعنوان:الكبرياء أنثى، تصف فيها شاعرتنا ألمها، مواصفات الأنثى الحقيقية وشموخها، فحواء داخلها النقاء، ويلفها الأصالة والبهاء، وكل الرجال لن يصلوا لها، إلا من امتلك منهم مفتاح الرجاء، لنقرأ ونستمتع ونحن نتابع قصيدتها الرائعة:(الكبرياء أنثى) ونقرأ ما تود أن تعبر عنه شاعرتنا من مواصفات المرأة الأنثى، والرجل الذي ينجح بالوصول إليها وقطفها:
ورنتْ لكنف حرفك باستحياء، يكللها طوق من الفخر والوفاء، كيف لا ....وهي سيدة النساء، بل هي معنا، لحواء تاج كل أنثى داخلها النقاء، يلفها حلل من الأصالة ببهاء، نعم يا من قيدته عظمة منها وكبرياء، كل الرجال لن يصلوا لمملكتها، العقلاء منهم والأشقياء، إلا من امتلك مفتاح الرجاء، اسمح لي يا سيدي ربما قد قصرت بتوصيفك لها، رغم ما كان من وصف ودهاء، وما تقصيرك إلا لأنك لم تدرك بعد...انك من تنتظر منه إشارة، بشهب السماء او لمحة..من طرف عينه يصيبها بالإعياء، مضمونها حب وعشق حتى ولو بإيحاء، أنت الفارس...الذي توشح شرف الثناء، وفارسها الذي اجتاز حدودها دون عناء، يتلمس منها تفاصيل، لا يفقهّا إلا هو...وما أبرعه حين يكتشف منها سر حواء، وثق يا سيدي لولا أنها أنثى استثنائية، لما تمردت وتمنعتْ وتشرطتْ وأوقدتْ اللهيب بكل درب يسكنه إغواء، هنيئا لك حيث تقلدتَ منها وسام الاستثناء، وتفردت بمنصب يليق بك، دون أي استجداء، فهي رغم شموخها، أمامك طفلة ترجو حنانك دون اكتفاء، ترجوك العمر كل العمر، نبض وعطاء، لتنال القبول منها، ويصبح لك الرجاء، يا سيدي أنت أسميتها ملكة على كل النساء، لأنك تملك ذات الكبرياء، ولمجدها بعزك البقاء.
في قصيدة لها بعنوان:يا رجلاً كل البشر تصف بها حبيبها وما يمثله لها من حب وسعادة وهناء، فقد ملك من عمرها الأحلى والأغلى، وكان نعيم حياتها التي تحلم به وكلنها كانت بها تشقى وتتألم، فهي عند ذكره وذكر حركاته، تشعر به بأنه كل شيء لها، حبها وعشقها، لنقرأ ونتابع ونستمتع بما تود قوله شاعرتنا، الشاعرة الرائعة ألمها الشرقاوي، وكيف تصف حبها لحبيبها، ومدى تعلقها به ومعاناتها منه:
يا رجلا أتيت من بين الغمام حالماً هائماً، باني أنثاك متيقنا، واني لك ملاذا وأنت لي موطناً، لكن مهلاً..! لم اتهمك زوراً أبدا!! ولم أضع لك قيوداً!! غدوت بعمري، تملك منه الأحلى والأغلى، وغدوت نعيم الحياة التي كنت بها أشقى، نعم...لان حين اذكر منك تفاصيلك، يعني أن قلبي بك متيمٌ حين اتتبع وصف حركاتك، أكون قد همت بك عشقاً، حين انظم بك قصيدة، تكون انت بدايتي، وخير موئلاً، وما بين السطور يزداد عمقاً، يا رجلا أتيتك طوعاً بملئ إرادتي، فلا تهمل مني ما تظنه بسيطاً، وحين يعني الحب لك، حب إي امرأة، والعشق عشق لأنثاك متفرداً، ثق انك إيماني وبأنك ملاذي، أنت لي معنى الحب والعشق موثقاً مملكتي لا ينازعك عليها مخلوقاً، لأنك تسمو فوق كل الاحتمالات، ولأنك بعيني كل البشر...واغلي البشر.
وفي قصيدة لها تعبر فيها عن مدى عشقها وحبها للحبيب، وتعلقها به، تقول له فيها، تمرغ بكبريائي، ودمر قلعتي، وتناسى استيائي، وزلزل كياني ومضجعي، وافعل ما شئت بي، لكنك تبقى كل شيء في حياتي، فبعدك يدمي قلبي، وغيابك يطفئ شمعتي، وهو مصرعي أيضاً، لنقرا ونتابع شاعرتنا ألمها الشرقاوي، كيف تعبر عن مشاعرها الجياشة، وعن حبها لحبيبها وبعده عنها، كل هذا بأسلوب رومانسي سلس، وبكلمات عذبة جياشة وممتعة وشيقة، لنتابع ونقرأ ونستمتع بما تود قوله شاعرتنا عن حبها وعشقها لحبيبها:
تفضل سيدي، تمرغ بــكبريائي، حطم قلعتي، تنكر من استيائي، زلزل مضجعي، وغيابك هو إنذاري، نعم تغيب وتُخمد شمعتي وأنت النــور وإبصاري، وغياب طيفك مصرعي، كالوردة تذبل إجـــباري، وبعـدك يُدمـي قلـبـي 
ويُنهك روحي بإكراهي، ما العمر دونك حبيــبي، إليك وحدك أســفاري، اختلاف بينـك وبينــي، أجج العشق بإذعــانِ، أثار جمـــرات شـوقي، ويل لك من إعصاري، فحين تُــعلن ثـــورتـي، ستدرك، كم بك تعلقي وإصراري، ارثني إن شئت متيمي، فانا أعشقك حد الإدمان، وأهيم بحبك، وكيف لي ان أبرهن بكل أفعالي، أولد فيـــه ألف مــرة، وألف مثلها استشهادي، لان نبضك يا مهـــجتي، مبعث حياتي وانتمائي، فكن لي كل ســـندي، احتاجك ولك احترامي..
في قصيدة لها، تعبر فيها عن ما سببه لها حبيبها من لهيب ونار في جوانحها وأشواقها، فهو قد اوقد جمر نارها، وإنها ستخمد هذا اللهيب بجمرها، وستسكب عليه سعير نارها، وستهب عليه إعصاراً، وتختصر هذه النيران التي أشعلها بها، وستفتتْ الشوق بتنهيداتها، قطعاً وارباً، وستغرقه بكل أسرارها، لنقرأ ونتابع ونستمتع، بما تود قوله شاعرتنا الرائعة والخلاقة والإبداعية ألمها الشرقاوي، كيف تقابل شوقها لحبيبها، ونيرانه التي أشعلها في عواطفها وأشواقها:
جمر ناري أوقدتَ لهيبا لا تُدرك حرّها، وأنا سأُخمِد اللهيب بجمري، سأسكب عليك دوامة سعيري، وأختصر النيران بإعصــاري، واجتاح كيانك بأفكاري.. سأفتتُ الشوق إرباً بتنهيدي سأغرق فيك..كل أسراري فأنت من تحدّيت وتجرّأت واعتَليْت أسوار قلعتي واقتحــمت وامتلكت صومعتي وأنت من روّض مناعتي ودثّرني والنجم والقمر أهديتني فكنتَ فجري واخترقتَ جدران صمتي وهتفتَ بشعارات لتدخل تاريخي قبلكَ كنتُ ملكة على جوارحي والان أمقتُ دونك أيـــــامــي أنت من شرّع للحب أبوابي ولاح بالافق نور اسمه بفؤادي كسرت قيدا وايُ قيد...يحبس بركاني كم كنتُ أوثقه خوفاً...من ثوران أطواري فجئتَ انت لتستبيح أنفاسي يا من امتزج عنفوانهُ بكبريائي يا مــن غيّر قراري وبدّل شهادة ميلادي، أوقدت لهيبا لا تُدرك حرّها لذا..سأطفئ اللهيب بجمر ناري.
في قصيدة لها بعنوان:أنثى أنا، تصف حالها بأنها أنثى جاءت من ثوران الأفق بعاصفة شوقية، وتحمل بلورتها الماسية، كي تضيء بها سماء حبيبها، وانه يعتقد بإهماله لها يرمي بها إلى الهاوية، لنقرا ونستمتع ونتابع بقراءتنا لكلمات شاعرتنا الرائعة ألمها، كيف ترد على اتهامات حبيبها لها:
أنثى أنا...من غسق الدجى آتية...أنثى أنا من ثوران الأفق السرمدي بعاصفة الشوق حانية..أنثى أنا احمل بلورتي الماسية لأضيء عالمك، بسهم عيني الرامية، أنثى أنا يا من تظن انك ترمي بي بإهمالك نحو الهاوية، وتستعير نارك غيظاً وقهراً، وتتهمني باللا مبالية، وبعد ان تصحو من إغمائك، وتسترد روحك العافية، تأتيني تستجدي الحب وتوقظ مشاعر غافية، وتقبل معصمي الذي لطالما كان جسراً لإحساس ملهب بمشاعر نامية، مشاعر كانت لا تنطفئ، ولا يخمدها أي شي مهما كان، تبقى راسية مؤججة بفوح العشق وترانيم بتفاصيل خالدة، تبقى طول الدهر بصدق الحرف باقية، ورمزاً للوفاء لسنوات خالية... أنثى أنا، ومن يملك مثلي ذاك العنفوان وذاك الكبرياء، لا تهزه الرياح مهما كانت عاتية، فأبراج روحي شاهقة، لا يصلها انس إلا من ملك روح راقية، أنثى أنا..يا من ظننتُ بيوم إني أنثاك التي تسكن حرفك والقافية، لتعلم يا سيدي أنثى أنا...ولتعلم انك ستفتقدني... وسابقي وحدي من تتسيد بحياتك كل زاوية.
هذه هي شاعرتنا المتألقة والخلاقة والإبداعية، وهي تعبر عن وصف مشاعرها وعواطفها، بأسلوبها الشيق، والممتع، والرومانسي، عبر قصائدها المطولة، وبكلماتها العذبة المدوية والحالمة، وبروحها الرومانسية الهادئة والراقية، وبكلماتها المنتقاة بكل دقة وعناية فائقة، فألف إلف تحية لشاعرتنا الرائعة والساطعة، الشاعرة الفلسطينية ألمها الشرقاوي، ونتمنى لها المزيد من التقدم والتطور والنجاح.
إنتهى موضوع: قراءة واستعراض
في أشعار الشاعرة الفلسطينية المها الشرقاوي