أحمد الشوابكة

مادبا- تتخصص الفنانة التشكيلية أماني سليمان أبو عيشة بأشكال وأنواع الفن التشكيلي كافة الذي درسته منذ ما يزيد على ربع قرن، وبخاصة فن الكولاج (Collage Art)، الذي يعد أحد الفنون الحديثة التي نشأت في بدايات القرن العشرين على يد فنانين أمثال: بابلو وبيكاسو وجورج براك.
وتتمرد أبو عيشة على العالم الواقعي لترسم بيديها دون استخدام الفرشاة عالمها الخاص الذي تراه في مخيلتها من بنات أفكارها، وفق ما ذكرته لـ”الغد”.
وتقول “أرسم بروح ما أراه في العالم بعيون لامعة متمردة”، رافضة إملاء أفكار العالم الجاهزة عليها، فتقوم بقلب الصورة التي تراها في هذا العالم وترسم صورتها الخاصة والملائمة مع أفكارها.
واكتشفت أبو عيشة شغفاً جديداً مع فن الكولاج؛ لأنها لا تبدأ من الصفر، بل لأنها تستخدم موارد فنية أخرى كأساس تبني عليه من خلال التركيب والتجريب، وفق قولها، “فن الكولاج منحني الفرصة أن أكون مبدعة ومسلية بتغيير القواعد”.
وكانت أبو عيشة مغرمة بالفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي، ثم اتجهت لتكريس ذلك العشق بدراسة الفنون الجميلة، وبعد تخرجها، قامت بالعمل في تصميم الغرافيك والديكورات للمدارس الخاصة والمستشفيات، وعقد ورشات تدريب وتدريس مادة الفن التشكيلي في مدارس الرشاد النموذجية الخاصة لتخرج العديد من الطلاب والطالبات المهتمين، الذين يمتلكون موهبة الرسم بمختلف أشكاله.
وتقول أبو عيشة: “تبدأ عملية الإنتاج الإبداعي لدي من خلال إيجاد الفكرة، ومن ثم البحث عن الموارد الفنية المتاحة، لكن في بعض الأحيان تجيء معضلة عندما أبحث عن صور بجودة عالية، أو عند محاولة إيجاد صور قديمة، يمكنني أن أبحث على مواقع صور وأرشيف مثل “ناشيونال جيوغرافيك”، بعد ذلك أقوم باللعب والتجريب حتى أنتهي منها، ثم أبتعد عما نفذته لفترة وجيزة، ثم أعود بروح جديدة لأكتشف بعض العناصر الناقصة
وترمي إلى العيون وأسرارها في أعمالها كإحدى السمات”، مشيرة إلى أن العيون تعطي شعوراً بالراحة مرتبطة بفكرة التنوير، فهي ترمز لما وراء الأشياء المباشرة، وهناك بعد فلسفي يرتبط بالعيون.
في خضم ذلك ظهور السريالية في أعمال أبو عيشة، بخاصة سريالية ممزوجة بقدر من التمرد والرغبة في إثارة عقل المشاهد في طرح أسئلة حول العالم المحيط، بحسبها: “في أعمالي الفنية أميل للسريالية التي أعبر من خلالها عن تفاصيل قد لا نراها أو ننتبه إليها، ففي كل الأشياء التي أنتجها، أحاول أن يكون هناك هدف أو فكرة، وليس مجرد منتج من دون ارتباط أو تناغم.. يجب أن يكون هناك بُنية للعمل”.
ولا تنكر وجود المرأة في معظم أعمالها كعنصر مهم، فهي، بحسبها، الحاضنة للحياة والطبيعة والجمال، وتفسر أعمالها بأشكالها المختلفة التي ترمز إلى القيمة الجمالية والإبهار البصري في اختيارها اللوني المعبر الذي يبرز الأوجه الكثيرة لفكرة اللوحة، التي تفرض من خلالها تساؤلات للمشاهد في تفكيك ألغازها واستخراج واقعية الفكرة وما ترمز إليه، وهنا الذكاء الذي تبتكره أبو عيشة في أعمالها الفنية.
وتحاول أن تتمرد على الشكل النمطي في قالب بصري محدد، وفق رؤيتها التي تنطبق مع الفكرة المراد رسمها في عملها التشكيلي، موضحة “أحول الفكرة الأساسية التي أراد المصور الفوتوغرافي فرضها لتغييرها والتمرد عليها بإيجاد معنى مفهوم يتلاءم مع الواقع لهذه الصورة، وبأسلوب يدخل المتفرج للوحة في المعترك الذهني ليضع تصورات عدة، وهنا المغزى الحقيقي الذي أبحث عنه في مجمل أعمالي الفنية وهي تحريك الدماغ، وليس للفرجة”.
وعلى مدى ربع قرن في مجال الفن التشكيلي، نفذت أبو عيشة أشكالا عدة من الفن التشكيلي في “النحت والتصوير، الرسم على النحاس والسيراميك، الحرق على الخشب، فن الكولاج، رسم الكاريكاتير، فن المانديلا والرسم بالحبر الصيني”.
وأسهمت أبو عيشة العام 2019 في تأسيس قناة على السوشيال ميديا تعليمية للأطفال والمعلمين والأهالي لحفظ الحروف العربية عن طريق الرسم والخيال.
وتضيف أبو عيشة، أنها دخلت عالم التصميم وتدوير الخامات الى لوحات ذات قيمة، فكانت تذهب الى المدارس الحكومية والخاصة للرسم على الجدران واستغلال الخامات الموجودة بها لتجميل المدارس، ولمساعدة الأطفال على الابتكار والخيال عن طريق الخامات الموجودة لديهم من ورق وأخشاب وأوراق أشجار.
وتجهز أبو عيشة حالياً لتنفيذ فكرة تعليمية رائدة في مجال تعليم الفن، التي تساعد الطفل على الإبداع والخيال والابتكار.
وحرصت أبو عيشة على المشاركة بالمحاضرات الفنية، وأكدت أنها قامت بعقد العديد من الدورات المختصة بالفن، منها تعليم الرسم على “الكانفس”، وتعليم مبادئ الرسم.
أما بالنسبة للمعارض، فشاركت بمعارض في مدارس الرشاد لمدة ثلاث سنوات، وانضمت لمراكز متعددة داخل مادبا وخارجها، ومن أبرزها المشاركة في معرض المئوية الأولى لتأسيس الدولة الأردنية الذي نظمته مديرية ثقافة مادبا في حرم الجامعة الألمانية الأردنية ورعاه وزير الثقافة علي العابد، وبمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين داخل مادبا وخارجها.

المصدر: جريدة الغد الاردنية