تُعرض حاليًا مجموعة من أعمال الفنانة التشكيلية الأردنية روان العدوان في غالري جو-دار، حيث تقدم سبع لوحات مستوحاة من إرث النقوش الصفائية الموجودة في شمال البادية الأردنية.

أن هذه الأعمال المعروضة هي محاكاة للنقوش الاصلية بروحها وتكوينها، حيث انها تحمل الطابع المعاصر .

وتتميز لوحات روان العدوان بملمسها الخشن وهارمونية الألوان، والتي تحاكي ملمس الصخور البركانية والتي تميز منطقة الحرة الأردنية.

وتستخدم العدوان الوان الاكريلك ومواد مختلفة في تنفيذ لوحاتها، مما يمنحها عمقًا وثراءً بصريًا. إن خبرتها كخزافة ساعدتها في التمكن في الاشتغال على سطح اللوحة، حيث يلاحظ التاثيرات الخزفية في اعمالها من ناحية تكنيك اللون وملمس اللوحة.

توتسم هذه المجموعة بالطابع التجريدي والتعبيري السردي، حيث تحكي كل لوحة قصة تعكس حياة أسلافنا العرب الذين عاشوا في منطقة الحُرّة ما بين الالف إلى 500 سنة قبل الميلاد، حيث ان هذه النقوش والرسومات هي فنًا حديثًا سابقًا لعصره، الهم العديد من الفنانين في العصر الحديث والمعاصر.

وفي احدى لوحاتها المعروضة والتي هي بعنوان اثر تستمد هذه اللوحة ايحاءها من احدى فنون الصخور الصفائية، تعني الارض المغطاة بالصخور الصلبة، وهذه التسمية اطلقها عليها البدو العرب، هذه اللوحة تمثل مشهد صيد ، حيث تُظهر شخصيةً كانها تمتطي جوادا غير مكتمل رسمه ،تم تشكيل الخطوط ببساطة وباسلوب كانها رسوم الاطفال ،هذا الرسم يبدو انه سهل للوهلة الاولى ، ولكنه مدروس من ناحية بناء اللوحة وتشكيل الخطوط ،، هذا الاسلوب يذكرنا بممارسات التعلم المبكرة التي وُجدت على شكل ركام من الصخور ، حيث كانت تُستخدم كأدوات لتعليم القراءة والكتابة بلغة عربية قديمة. يُرمز عدم اكتمال الرسم إلى الطبيعة العابرة للوجود، مشيرًا إلى تأثيرات الزمن والبيئة على الذاكرة والشكل. يعكس نسيج اللوحة، السطح الخشن للصخور القديمة، مما يعزز من أصالة العمل وارتباطه بهويته، ان الالوان المتداخلة مع درجات أعمق— خلقت تفاعلًا ديناميكيًا، الرموز والخطوط مضيئة كانها انعكاس لضوء القمر على سطح هذا النقش في عتمة الليل ، كما ان هذا العمل بالرغم من اختلاف الموضوع ، الا ان الوانه لها روحية الاجرام السماوية المضيئة ،وكان هناك ارتباطا وثيقا ما بين هذه الرجوم ورسومات النقوش، انه عمل يدعو إلى التأمل لفهم ما هية الاسرار التي تخبئها هذه النقوش ، التي لربما تخفي في طياتها حضارة لربما لم تكتشف بعد.

في عمل اخر بعنوان قافلة النور والظل
وهي لوحة نفذت بالوان الاكريلك ومواد مختلفة ،الوانها كانها انعكاس اشعة الشمس على الرمال التي خبات النقوش في شمال شرق الاردن والمعروفة بنقوش الصخور ، هذا العمل والذي يحمل طابع تجريدي ،رمزي ،تعبيري، يظهر قافله من الجمال وكانها نهضت للتو من بين الصخور التي نقشت على اسطحها هذه الرسومات ، حيث تعد رسوم الجمال من اكثر النقوش المتداولة هناك .

في توقيتين مختلفين ، الشروق والغروب ، هذا التباين ،خلق تناغما لافتًا ما بين الضوء والظل، ولعله يرمز الى مرور الوقت ورحلة الحياة،تتداخل الالوان الدافئه للشروق بسلاسة مع الالوان الاكثر برودة للغروب ، مما يخلق انتقالا متناغما للالوان ياسر المشاهد ،هذه الثنائية لا تعزز من جمال مشهد اللوحة فحسب ، بل تدعو المشاهد للتامل في رمزيتها ،انها المغامرة ، السعي وطبيعة الوجود.

ان ميزة رؤية العمل من جوانب مختلفه ، تثير الفضول ،وتدعو المشاهد للتفاعل مع عناصر اللوحة وكانها تخاطبه شخصيا ،يتميز هذا العمل ، بقوة التكوين ،سلاسة الالوان ، الملمس ،عمقه الموضوعي ومرونته ، انها لوحة فنية متميزه بطابعها الشرقي المعاصر والذي لا يشبه اي عمل.


تجدر الإشارة إلى أن روان العدوان هي خريجة جامعة اليرموك عام 1995، وهي فنانة تشكيلية مقيمة في سويسرا. تميزت أعمالها بالتأثيرات المستمدة من التراث الأردني، تاريخ الفن، والطبيعة في كل من بريطانيا وسويسرا. كرمت وزارة الثقافة روان لاسهامها في نشر هذا الإرث الثقافي والفني ، حيث انها خصصت فنها لهذا الارث على مدار اكثر من خمسة وعشرون عاما ،.
ان العدوان هي عضو في نادي تشلسي العريق بلندن كما انها عضو برابطة الفنانين التشكيليين ، غطت اعمالها الفنية ، صحف اعلامية معروفة في الاردن والوطن العربي ، بالاضافة الى قناة يورو نيوز ، الجزيرة والصحيفة المعروفة في سويسرا Tribune de Genève .

إن معرض روان العدوان في غالري جو-دار يمثل فرصة رائعه للجمهور للتفاعل مع أعمال فنية تعكس تاريخًا عريقًا وثقافة غنية، مما يساهم في تعزيز الفنون المعاصرة في الأردن ويشجع على استكشاف الجذور الثقافية التي تشكل هويتنا.


من ناحية اخرى قالت الفنانة التشكيلية رائدة شاهين صاحبة غالري ومحترف جو -دار انها ندعو الجميع لزيارة المعرض والاستمتاع بتجربة الاطلاع على هذه الاعمال، حيث ان اعمال روان تاخذ المشاهد في رحلة عبر الزمن، اين تلتقي الأصالة بالحداثة

.و يعد غالري جو-دار من قاعات العرض الفنية المعروفة في الاردن ويُعتبر مركزًا للفنون المعاصرة، حيث يهدف الى عرض اعمال فنانين متميزيين، بما في ذلك اللوحات، النحت، التصوير الفوتوغرافي وغيرها، كما يقيم النشاطات، المحاضرات والندوات التي تساهم في اثراء الساحة التشكيلية والثقافية في الاردن .

المصدر: وكالة عمون الاخبارية