عمّان
ضمن شروط التباعد الاجتماعي التي فرضتها الظروف الصحية، أفتتح صباح أمس الأول معرض تشكيلي شخصي للفنانة الأردنية ربا ابو شوشة، وذلك في فضاءات جاليري دار المشرق بعبدون حيث يستمر العرض يوميا حتى نهاية الشهر.
صلات روحية
 وتحت عنوان «في خفايا الأفق أسرار ... أنصت»، قدم جاليري دار المشرق للمعرض:
 تقدم رُبا أبو شوشة في معرضها الشخصي الثاني ما يحمله الأفق في ثناياه من أسرار وتجليات للمتفكر، ذلك الأفق القريب البعيد.
 تعكس أعمال رُبا الصلة الروحية بين الأرض والسماء بامتدادات أفقية وعمودية، تخفي في تداخلاتها رموزاً لحروف تنسج الارتباط الأرضي بالعلوي، الحياة الأرضية التي يعيشها الانسان في عالمنا اليومي، وذلك ما مثلته الخطوط المستقيمة والزوايا، التي ترمز إلى كل القوانين التي تحكم حياة الإنسان والنواميس الحاكمة للكون.
أما ما يخفف من وطأة تلك الصرامة الكونية، يتمثل في كل ما يرنو إلى أفق جديد عبر إدخال تقاطعات هندسية بألوان، تارة متناغمة وتارة متضادة، كأنها الموسيقى في المكان، لتنصت الى خفايا وآيات عبر جملة ..كلمة ..حرف.
 في هذا الأفق ...
أرتقي بحثاً عن الروح في فضاء ما وراء ذلك الأفق، في ذاك الأفق.
أسلك طريقاً على مرأى العين، ليس بعيد المنال للمتأمل ...
مسافة حرف، مسافة خط، ذلك هو الأفق القريب البعيد.
 أفق يتوهج في هذا المعرض ليحكي رواية العودة من خلال الخطوط الأفقية المتراقصة، فتمتد ... وتتواصل ... ثم تتشابك ... لتنسج في النهاية ذلك التناغم ذو التوازن والوحدة.
الفنانة في سطور
ولدت الفنانة الأردنية رُبا أبو شوشة في عمّان عام 1986. حصلت على درجة الماجستير في فنون العمارة الإسلامية التقليدية من معهد الفن الإسلامي والعمارة/ جامعـة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن عام 2013،ثم عملت بعد ذلك في كلية الفنون والعمارة الإسلامية. شاركت في العديد من المعارض وأقامت ورشات عمل في عدد من الدول وفازت بعدة جوائز، منها جائزة بالمرتبة الاولى عن اعمالها الفنية بعنوان «سماء عمّان» عام 2012، كما شاركت في «ورشة العمل الفنية المشتركة» في أكاديمية الفنون البصرية في ليبزيج الألمانية عام 2007.  تقدم رُبا في أعمالها نظرتها المميزة التي تعكس مبادئ عليا ورموز تجسد رؤيتها الفنية من خلال وسائط وأنماط متعددة،كما تصور سماء عمّان بألوان متناغمة تعكس الخطوط العريضة للمدينة، تروي من خلالها علاقة روحية بين الأرض والسماء في سلسلتها «أدراج عمّان» التي عرضت عام 2018، حيث كانت أكثر تعبيرًا عن المعنى والرمزية، وبلغت ذروتها في معرضها الشخصي الأول بعنوان «الأفق المتألق». شاركت رُبا في العديد من ورش العمل في عمّان والمغرب، حيث كانت واحدة من أربعة فنانين يتم اختيارهم ودعوتهم للمشاركة في الندوة الدولية السنوية «تمكين المرأة من خلال الرسم والكتابة»، تبعها اقامة فنية في جامعة تطوان والتي اختتمت بإقامة معرض فني.
عودة الحراك التشكيلي
ويذكر أن عددا من صالات العروض الفنية عادت لافتتاح أبوابها خلال حزيران الفائت مع الاعلان عن اجراءات تخفيف الحظر، مع غياب الافتتاحات الرسمية للمعارض والتي تشهد ازدحاما وتجمهرا، كما تحرص تلك الصالات على تعليمات التباعد والتعقيم المستمر، بينما أعادت بعض الصالات عرض مجموعاتها الخاصة من أعمال فنانين عرب وأجانب واعلنت عن توقف استقبال طلبات جديدة لافتتاح معارض شخصية حتى اشعار آخر.