هل لنا أن ننظر للفن بنظرة بانورامية ؟!

التشكيلية مها زغلول 

للفن نظرة بانورامية من فكر وعمق وفلسفة ولها من جذور تدريب وتطوير وإدراك لنعبُر بأحاسيس الفنان حينما يكون وراء عمله الفني .

هُنا اتجّه بقلمي نظرة شاملة للفن من الجوهر إلى الإطار اللازمني والخارج عن حالة الأحاسيس التي تتخطى كل الوقت إلى آفاق بعيدة : منذ التقاط الفكرة إلى أن تنتهي بالتعبير الحقيقي الذي يكون فيه الفنان بِمُسمّى ( حالة الخلق الفني ) .

والبطولة المُطلقة لهذه الحالة النظرة البانورامية التي أذكر فيها اللازمان الحسّي ( فيكون هنالك شعلة غامضة من الفكرة تُضيء بروح الفنان وتطير مُتشابكة الأجنحة بلا وقت مُعين فيخلط ما بين الإستمتاع وجمال الطابع الذي يملكه فيكون له إنتاج فني مميز بفلسفته الخاصة برمز خاص به وأفكار يلوذ بتطويرها في ( اللازمان ) الذي تم ذكرها ). 

وبين وقت لآخر نعيش بتغيرات بمراحل التجلّي المحسوس الذي ينتج عن الروح الداخلية وما بين اللاّواقع ؛ ونعيش وقتُها بتيّار فني مُتجدّد بأساليب ِ التشكيل المتعددة التي تخص الفنان الحقيقي .

وما أؤمن به حقاً أن ( الفن فلسفة بوشائح ِ فكر وعُمق ) لها آفاق مفتوحة المدى ، وديناميكية معزولة عن الواقع ، فهذا ما يكون تحت ظل التأثيرات المعاصرة بمساحات غامضة وإبداعية ومُلهمة . 

حينما نود الوصول لهذه المرحلة فيسهل علينا بالتدريب وتزويد قدراتنا في إدراك الفنون المختلفة والثقافة البصرية لنصل إلى بؤرة فك الغموض الفني التي تكون بباطن الأعمال الفنية سواء للمتذوق أو المتلقي أو حتى الفنان ذاته ، 

فهنالك من فنون تحمل قضايا عاكسة للحياة وكينونتها مُشتعلة بثقافات وتأمّلات خاصة ؛ لكي نصل إلى مرحلة استيعابها يجب أن تعلو روحنا عن الأرض لونا وفكرا وثقافة .