قراءة نقدية للناقدة منوبية الغضباني تناولت قصيدة د. موسى الشيخاني بعنوان "قالت....انت ملكت قلبي" 

قالت....

انت ملكت قلبي...

والمالك...سلطان

قلت.....

انت اميرتي...

توجتك على عرشي

سيدة كل النساء

سبحان الخالق..

اعطاك من الجمال

والرقة والحنان

في حضورك ...

انشدك داخل الفؤاد

احس اني امتلك الكون

وفي غيابك ..

اكتفي بك عن باقي البشر

عشقك يداعب..

كل حرف في قصيدتي

انفاسك طبيب

يداوي اسقامي

انت الضجيج...

في سكوني ووحدتي

ذوقك آسرني..

ياأجمل امراة في عيوني

وطيفك يأتيني..

في كل شروق وغروب

وعيوني تبحث عنك..

في كل الدروب....

✍️د. موسى الشيخاني 

قصيد للشاعر الدكتور موسى الشيخاني  ناء فيها البوح بما الهمته حبيبة عندما 

قالت...

فقولها هو المحرك للقصيد ..ومن قولها سيتشكل الخطاب الشعري برمّته جماليّا ووظيفيّا ودلاليّا 

قالت 

انت ملكت قلبي...

والمالك...سلطان

فضمير المخاطب "أنت" وحده كفيل بتسيّج وجدان المخاطَب أي الشاعر بالترف والحميمية 

ولعلّ حضور لحظة المكاشفة الشّعريّة متصل بما تلفّظت به الحبيبة عندما قالت 

(ملكتَ...مالك...سلطان) فهي فانتازيا العشق التي توسّع بها الحبيبة المتكلّمة دوائر كلام سيختطّهُ الشعر لها..

فما تنشئه هذه الكلمات من معان يحملنا الى عروش ملوك وسلاطين في الحبّ ..وما المالك للقلب الا سلطان في الحبّ ..

وعلى قولها يشعل الشاعر فتيل الكلام فيجيئ الرّد مفعما نابضا ملتحما شابكا القول بمثله واصلا المعنى بالمعنى 

قلت.....

انت اميرتي...

توجتك على عرشي

سيدة كل النساء

ويعمد شاعرنا منذ البداية الى نتتويجها ملكة على عرشه 

وجعلها "سيّدة لكلّ النّساء "

فالدّوال في (توجتك...عرشي....ملكة لكل النّساء..)تغرقنا في لجّ مملكة من الحبّ ...وللحبيبة حضورساطع طاغ دون بقيّة النّساء 

وعلى هذا السيّاق يستمرّ الشاعر في بناء شعرية النص فنقف على توظيف مكثّف لصفات الحبيبة اذ نقف على مواطنها بما يعبر عن حب عارم للحبيبة ..

سبحان اللّه

اعطاك من الجمال

والرقة والحنان

يسبّح بذكر الله لفرط ما حباه به من جمال وحسن 

ورقّة وحنان 

ومن خلال هذا المقطع الإقتتاحي يتجّه بنا الشاعر الى ما يعتمل بدواخله من حسن الحبيبة ويتوسل بلغة شفيفة جلية المعاني 

في حضورك ...

انشدك داخل الفؤاد

احس اني امتلك الكون

وفي غيابك ..

اكتفي بك عن باقي البشر

عشقك يداعب..

كل حرف في قصيدتي

انفاسك طبيب

يداوي اسقامي

ويوظف لذلك الأسلوب الخبري الوصفي ويستند بشكل لافت الى الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع على غرار(أنشدك...أحس.. أكتفي..يداوي أسقامي..يداعب.حروفي ..)وقد حضرت أدوات الرّبط مُتقنة الإستعمال بين الوحدة النّصية للمقاطع ...

وقد رفدت صفات الحبيبة الصورة الشعرية في مختلف الصور البلاغية على غرار قوله للحبيبة 

ملهمة للشعر..عشقها يداعب حروف القصيد

فمنح الجماد صفة العاقل وهو مايصطلح علية بلاغة التّجسيد والتّشخيص هو ملمح فني يعني إبراز المعنوي ( الذي لا يدرك بحاسة من الحواس الخمس ) في صورة حسية. 

وهما يمثلان صورة بلاغية تنزل فيها الأفكار والمعاني منزلة الأشخاص، 

وأنفاسها طيب يداوي الأسقام )

فنقف على استعارات منها ماهو صريح ومنها ماهو ضمنيّ ...

أنفاسها طيب 

ثم يتضخم الوصف ليرتقي الى المجازي ...

انت الضجيج...

في سكوني ووحدتي

فتصير هي الضجيج لما يتقهقر في سكوته وصمته ووحدته وهو مشهد مجازي ارتسامي يجعل المتلقي لاهفا للإنشداد الى المطلق فيه 

ليختم بهذا المقطع 

ذوقك آسرني..

ياأجمل امراة في عيوني

وطيفك يأتيني..

في كل شروق وغروب

وعيوني تبحث عنك..

في كل الدروب....

فيفصح الخطاب الشعري في الحبيبة على ما تضمره المقاطع اللاحقة

(طيفك يأتيني...عيوني تبحث عنك....)

لتتواتر مع المحتوى وما تشكّل فيها من معان ....

فننساق مع جمال الحبيبة 

"يا أجمل إمرأة"

فصيغة التفضيل توصم جمالها بالفرادة والتّميّز ...

وهي الطيف في افقه تجتاحه في كل شروق وكل غروب 

أختم لأقول أنّ هذه القصيدة موشاة بجمال اللغة جلية المعاني ملمح استعاراتها في متناول الفهم والإدراك بها ايقاع خفيّ بثنا الشاعر من خلالها صدق المشاعر..

فتحية للدكتور موسى الشيخاني راجية أن أكون قد اقتنصت من قصيده بعضا من جمال المعاني في لحظة تفاعل ....

منوبية الغضباني تونس