|
|
||
|
الأديبة الشاعرة الدكتورة حليمة الدواس والسيمولوجية في النص.. بقلم محمد الحراكي ابن العابدين
الأديبة الشاعرة الدكتورة حليمة الدواس والسيمولوجية في النص ************************
• تّطلق السيميولوجية على العلم الذي يدرس الانظمة الرمزية في كل الاشارات الدالة وكيفية هذه الدلالة وقد اقترح تسميتها في اللغة العربية السيمائية أي العلامات وهي تسمية موفقة في استخدامها للكلمة العربية سيماء أي علامة أو ملمح ولكننا نرى من الافضل اطلاق الاسم الغربي عليها لان النقل أولى بالاشتقاق
فالأدب اشرف الفنون في حياة الانسان واكثرها التصاقا به واكترها اتساعا فاللغة هي وسيلة التعبير الاولى للإنسان وليس الموسيقى ولا الرسم ولأغيرها من الفنون ان الادب هو فن الانسان ونبضه وخفقه والادب يجمع من الفنون الاخرى مالا تستطيع هي ان تجمع منه فالموسيقى نغمة الكلمة وجرسها وايقاع المقطع ويجمع من الرسم صورة والشكل والمعنى والظل واللون والندى كانت الكلمة اول ما علم الله بها آدم عليه السلام لقد ارتبطت كلمة الشعر والشاعر قديما وحديثا بمفهوم يوحي ان صاحبها ذو منزلة مميزة بين اصحاب البيان ومن المعروف ان قرض الشعر يحتاج الى ملكات لغوية وبيانية ومواهب يتفرد بها الشعراء لا تتوفر لدى الكثير من الكتاب والادباء ولعلنا نلمس هذه المنزلة المميزة للشعر والشعر اء في كل عصر. منذ ان عرف الشعر الى يومنا هذا
ونجد ان القبيلة كانت تفرح وتباهي اذا برز فيها شاعر
وفي صدر الاسلام نجد ان الشعر بقي محافظا على منزلته المعهودة
في العصر الجاهلي تجد أن قبائل العرب كانت تنظر الى الشعر نظرة إعجاب حتى بلغ من كلفها أن عمدت الى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم فكتبتها بماء الذهب وعلقتها بين استار الكعبة وقد كانت القبيلة تفرح وتباهي اذا برز فيها شاعر
وقد يظن بعض الناس ان الاسلام لا يشجع الشعر ولا يهتم به الاان الامر على غير ما يظن اولئك فالإسلام انما يحارب الشعر القبيح في معناه الذي لا يتناسب مع روح الاسلام اما الشعر الجيد فان الاسلام يشجعه ويرفع منزلته وحول هذا المعنى ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه بسنده ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال إن من الشعر لحكمه وروى صاحب العقد الفريد ان عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها قالت روُوا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم. واستمر الحال على اعتبار الشعر وسيلة جميلة من وسائل التعبير وفناّ راقيا من فنون القول ولا احد ينكر حتى اليوم ان الشاعر يحتفظ بمنزلة مميزه تحيط قوله بهالة من الإعجاب والقبول لدى الناس على اختلاف مستوياتهم ونحن اليوم نعيش في عصر تنوعت فيه الاهواء وتضاربت الافكار وتقطع العرب أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون
ولما كان الشعر من انسب الوسائل لإثارة الجماهير والتأثير فيهم فإن أصحاب الدعوات المختلفة حين افتقدوا المواهب الأصيلة المبدعة التي يتجلى بها الشعراء لجأوا إلى بعض اقوالهم على انها اشعارا حديثه وفي الوقت نفسه أخذ بعض هؤلاء يبثون في كتبهم واقوالهم افكارا مفادها أن الشعر الجيد هوالذي يمتاز بالغموض والذي يتحرر من الوزن القديم والقافية تلك القيود التي تحد من أفكار الشاعر وتمنعه من الانطلاق .
وقد فتحت الصحف والترجمات والبعثات مماسمح ذلك في الاطلاع عليها وجلبها الى ثقافتنا وانطلقت قصيدة النثر وكان من اعلامها نازك الملائكة والعقاد وانتشرت واصبحت جزءا من ثقافتنا وأننا نشكر الله على نعمه لنا ومن هذه النعم النطق قال عز من قائل في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (( الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان والبيان. هنا. كما ذكر الزمخشري هو (( المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير ومن رواد النثر الذين برزوا اليوم في وقتنا الحالي من هذا العصر الدكتورة حليمة الشاعرة الحرة التي شكلت قصائدها النثرية وصاغتها بحرفية الصائغ الذي يشكل من الاحجار الكريمة أجمل تحفه فكانت قصائدها النثرية عقود من الدرر وقلائد من الماس وتحف من الكنوز اللغوية الثمينة التي رصعت بأجمل المعاني فالشاعرية الحقه عند شاعرتنا هي التي أولدت الابداع الجمالي وهذا التمرد والثورة على المستهلك وما تحيطه من تخوم وهمية ومن علاقات مزورة ومن افكار سائدة هشة فالشاعرية هي التي تخلق وتبدع صياغات لغوية جديدة وبكر متحررة من كل قالب قديم مستهلك واتت بصياغة مبتكرة لم يصل اليها من سبقها ولكي يكون الشعر شعرا او نثرا ينبغي ان يخرج من الزمن الاعمى والتطلع الدائم الى آفاق جديدة وقارات مجهولة فهو رؤيا ذاتية للكون والوجود تنبع من الحلم والوهم ويقول الدكتور غالي شكري في كتابه شعرنا الحديث الى اين ان الشعر الحديث هو رفض للتصنيف المكنيكي للفن الى شكل ومضمون هذا من ناحية اما من ناحية أخرى فإنه يستوعب في بنائه المعقد مجموعة هائلة من العناصر المتباينة التي تستمد تعقيدها وتركيبها من الحضارة الحديثة نفسها على ان اخضاع الشعر الحديث لمجموعة من العلاقات الشكلية او الموضوعية القائمة في موازين النقد السائد هو لون من الوان التعسف والافتعال من جهة ولون من الوان التخلف عن مستوى هذا الشعر من جهة أخرى والذي ممكن ان نخرج به من مجمل هذه الاقوال ومن غيرها فيما يتعلق بمفهوم الشعر الحديث وحقيقة الشعر ان هناك من يحدد مفهوم الشعر بطريقة يمكن فهمها ودراستها ووضع أصول وقواعد لها وهذه طريقة كل من علماء وادباء وشعراء هذه الامة ومن سار على نهجهم من المحدثين وفي المقابل هناك بعض الناس الذين يتكلمون عن الشعر وكأنه شيء غامض معقد يستحيل وضع إطار له أو تحديد طبيعته وكنهه ولن نقف مع هذا الفريق في جدل يكفينا أن نقول ان ما تعارف عليه من عقلاء العرب على مر القرون الطويلة من مفاهيم حول الشعر هي أثبت من أن يطمسها زبد هؤلاء فنحن نعلم انه اذا خرج الكلام عن اوزان الشعر وبحوره المعروفة فلا يحق ان نسميه شعرا اذ لابد ان يتوفر به شرطان اولا:_ أن يوافق الذوق العربي وان يلقى قبولا على انه شعرا والثاني،: _ ان لا يكون هذا الكلام على وزن آيات القرآن الكريم ونسقها اما ما يتعلق بالذوق أمر يرجع الى الحس وهو الأصل الذي عملت العرب قديما عليه وهو البيان والبلاغة ومعنى حصول ملكة البلاغة انما تحصل الملكة بممارسة كلام العرب وتكرره على السمع والتفطن لخواص تراكيبه وليست تحصل بمعرفة قوانينه العلمية. في ذلك الذي استنبطها أهل صناعة اللسان وأن تلك القوانين تفيد علما بذلك اللسان ولا تفيد حصول الملكة وقد خبرت شاعرتنا حليمة اللغة العربية واسرارها. وفقه البلاغة والفصاحة وأوتيت حسا شاعريا مرهفا وذوقا رفيعا وليس ذوق من قلب للغة العرب ظهر المجن وشبع من موائد اللغات الاجنبية وتشرب بها وفقد ذوقه ومال طبعه الى غير أصله فأصبح يرى لغة القرآن محنطة وقد استنفذت أغراضها وليست ممن يرى أن أساليب كلام العرب لم تعد تناسب العصر ولا مالت الى الغرب او الشرق تأخذ منهم أفكارهم ومشاعرهم واحاسيسهم ولا طرق تعبيره مدركة ان هذا ما يفسد الذوق وما تنمسح به الفطرة فمثل هذا لا يمكن ان يقبل أو ان يكون ذوق أولئك قدوة على أننا في الوقت نفسه ندرك انه اينما وجد الجمال في الكلمة ولوكان المتحدث به يشرح عن الفيزياء ء بأسلوب راق وجميل نسميه ادبا وقد تميزت شاعرتنا حليمة بأسلوبها المعتمد على شكل نسيج الصورة البصرية التي تدهش القارئ بدقتها في التركيز على المهمل والمنسي في زحمة الحياة وصخبها وتناقضاته التي نعيشها _ وعلى الذين يكتبون عن تفاصيل المعيشة اليومية الاهتمام بتلك التفاصيل ومنحها العناية الكافية في حال الرغبة في تقديم صور حية عن الحياة وصخبها وكل ما فيها من مشاعر واحاسيس على ان تلك التفاصيل المشغول عليها في سياق السرد القصصي في نصوصها لا تعبر في الضرورة فالقص الكلاسيكي منفي من سرد هذا القص المختلف والمخالف عن أقرانه فهو حكايات لا تملك حبكه ونصوص لها حبكة وليس بها حكايا ففي هذه القصص التي ليس بها حكايا بالمعنى التقليدي تكون الحبكة الافتراضية هي تجميع مشاهد معا على نسق سردي خاص وهنا يكمن الابداع في سردها الشعري الوجداني تجد الجمالية المائزة مع في اكثر نصوصها المتآلفة لغة المتسقة بانتظام تام وذلك من خلال لغة النص -- فالنص عند شاعرتنا حليمة الدواس هو عبارة عن لغة ابداعية مكتملة البناء والمعنى جاء من مبدعة خلال فكرة متأثرة بحدث خاص او عام نابعة من هواجس نفسية حيث انكشف عن حقيقة نقف عليها لنتبين الدور الفعال الذي يهدف اليه ذلك النص ويتحقق النص من خلال بعض القواعد والمعايير الذي وضعها درسلر ..وبولجلر ... وجمعت في سبعة روابط ١_ الربط النحوي بمعنى ربط مكونات النص السطحي -- ثم التماسك الدلالي - وهي الوظائف التي تشكل من خلالها مكونات عالم النص ثم تحقيق القصدية هدف النص ثم المقبولية وتتعلق بدور المتلقي وقبو له بترابط النص الاخبارية اي توقع المعلومات الواردة فيه. او عدم توقعها ثم الموقفيه وتتعلق بمناسبة النص للموقف ثم التناص أي تبعة النص لنصوص أخرى او تداخله مهما في احيان أخرى ولا يشترط ان توفر كافة العناصر في كل نص في حين ترى نظرية التحليل والارتقاء ان عنصرين مهمين غفلتها اغلب المناهج النقدية عن النص كمعيار مهم من معاييره وهما فلسفة النص التي تعني الفكرةالاصلية التي. يتبناها الناص وطرح قضية تصويرية نابعة من ذات الناص للعلن وبمعنى أدق هي فلسفة الناص الشخصية في الحياة. والتي منها تتحدد مفاهيمه ومقاصده ودوافع كتابته اما المعيار الثاني فهي سيكولوجية النص الذي يحدد الحالة الشعورية للكاتب عبر ادراكه واحساسه بما موجود كحالة انعكاسية لما يعانيه ويعيشه هو والمجتمع الذي ينتمي اليه أي ولادة حالة انبعاث جديدة متأثرة بدوافع كثيرة وارهاصات اضفت صبغتها على النص وفي احيان كثيرة نجد الناقد يفسر ويحلل النص حسب مشتهاه وخلفيته الثقافية او الفكرية او المنهج الذي يتبناه ويهواه متغافلا ماجاء به النص حقيقة عن محاولة الاشتغال نقديا هذا المنهج كتقويم لايفصل بوضوح للمعنى المقصود وماينشده الناص بشكل عام او الفاعل المنتج بشكل خاص فلكل عمل مقصد معنى وغاية أرادها صانعها وحين اغفالها سيغفل الناقد عن اشياء مهمه أخرى فيحرم الكاتب من حق أصيل في تجاهل الموجود وكيفية تعكير صفو الرسالة الاتصالية التي انشأها ولما يتغافل الناقد عن العمل حسب هواه مبتعدا كثيرا عن النص حينا يفسره بالكلمة ومعناها اللغوي وليس تفسير المعنى المقصود من هذه الرسالة او تلك والوقوف عند مضمونها او مجموعة مضامينها حيث يجب التفريق بين الكلمة والمعنى والفكرة فالاسم له معنى والفعل له معنى والحرف له معان الجملة لها معنى ولكن تتظافر وتتحد البنى الاساسية في اللغة من فعل واسم وحرف وأية تقاسيم أخرى للشكل اللغوي لتنسج النص الذي يتكون بالأصل من اللفظة المفردة التي قد تشكل جملة مترابطة اجزاؤهامثل ((احملوه او احفظوه)) ومجموع المفردات تتعالق على شكل جملة مترابطة اجزاءها في تركيب نحوي دلالي وترتبط بدورها مع جمل آخرى ويشعر القارئ وهو يقرأ ان الجمل يقود بعضها الى بعض وتترابط بأدوات لغوية تعمل على تماسك اولها باخرها وتستمر الجمل بالتناسل والتوالد من بعد ذلك اجمالا تتشكل صورة المعنى بالألوان التي بين يديه ليتيح إشعال مدركات المتلقي بمعنى جعل ادراك المتلقي فاعلا بالشكل الصحيح لما يرى من صورة واحدة هي المعنى العام وليس صورا متعددة مختلفة لمعان متشتتة كما سيجد الناقد حين يبحث في مرتكز الجمال الحقيقي وليس المتخيل ما ينبغي معرفته ان الفكرة كونها مخطط العمل الاول تأتي حين ينبري العقل البشري لترتيب الفكرة يوضحها ويبسطها ويستخدم الادلة والبراهين والافكار الجزئية على شكل مقاطع تخدم: الفكرة الاساسية بقوالب لغوية تعتمد في جودة سكبها على مقدرة ابن اللغة المنتج وتمكنه من اساليب لغته فنجد النص البليغ بدرجاته وحسب الشريحة. التي يريد مخاطبتها واللغة العربية من المرونة بمكان اذ يمكن استعمال المستوى البسيط قي اطار فصاحة اللغة الى اعلى مستوى في مخاطبة المثقفين من تحصيل المعنى العام تتولد العلاقة بين العبارتين من جهة وبين الاشياء والمواقف وه داف محي أي أحد العالم الخارجي عبر بنى نصية صغيره ( فعل اسم حرف ) تتعالق وتتسق بانسجام متقن مع بعضها لإنتاج نص متكامل. تام المعنى او العكس اذا جاء النص مشتت البنى كما يرى ومجمل القول ان النض الذي تخطه الأديب الشاعرة الدكتور حليمة الدواس نص ثري في دلالاته ومعانيه بصوره ورموزه وينم عن تمرس. في اساليب القول بألوان ممزوجة بالرموز والاشارات والمجاز في رقي وسمو ورفعة تليق بها ان توصف بمنهل من كوثر للناهلين جمال الكلمة ورفعتها و سموها فكل الاحترام لهذه الأديبة النبيلة النقية التقية الطاهرة وكل التقدير لأدبها السامي والراقي
٢٢،/١١/ ٢٢٠
بقلم محمد الحراكي. ابن العابدين
**********************
************************ روح الاسلام اما الشعر الجيد فان الاسلام يشجعه ويرفع منزلته وحول هذا المعنى مارواه البخاري رحمه الله في صحيحه بسنده ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال إن من الشعر لحكمه وروى صاحب العقد الفريد ان عائشه ام المومنين رضي الله عنها وأرضاها قالت روُوا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم. واستمر الحال على اعتبارالشعر وسيلة جميلة من وسائل التعبير وفناّ راقيا من فنون القول ولا احد ينكر حتى اليوم ان الشاعر يحتفظ بمنزلة مميزه تحيط قوله بهالة من الإعجاب والقبول لدى الناس على اختلاف مستوياتهم ونحن اليوم نعيش في عصر تنوعت فيه الاهواء وتضاربت الافكار وتقطع العرب أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون
ولما كان الشعر من انسب الوسائل لإثارة الجماهير والتأثير فيهم فإن أصحاب الدعوات المختلفه حين افتقدوا المواهب الأصيلة المبدعة التي يتجلى بها الشعراء لجأوا إلى بعض اقوالهم على انها اشعارا حديثه وفي الوقت نفسه أخذ بعض هولاء يبثون في كتبهم واقوالهم افكارا مفادها أن الشعر الجيد هوالذي يمتاز بالغموض والذي يتحرر من الوزن القديم والقافية تلك القيود التي تحد من أفكار الشاعر وتمنعه من الانطلاق .
وقد فتحت الصحف والترجمات والبعثات مماسمح ذلك في الاطلاع علىيها وجلبها الى ثقافتنا وانطلقت قصيدة النثر وكان من اعلامها نازك الملائكة والعقاد وانتشرت واصبحت جزءا من ثقافتنا وأننا نشكر الله على نعمه لنا ومن هذه النعم النطق قال عز من قائل في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (( الرحمن علم القرإن خلق الانسان علمه البيان والبيان. هنا. كما ذكر الزمخشري هو (( المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير ومن رواد النثر الذين برزو اليوم في وقتنا الحالي من هذا العصر الدكتوره حليمة الشاعرة الحرة التي شكلت قصائدها النثرية وصاغتها بحرفية الصائغ الذي يشكل من الاحجار الكريمه أجمل تحفه فكانت قصائدها النثرية عقود من الدرر وقلائد من الماس وتحف من الكنوز اللغوية الثمينة التي رصعت باجمل المعاني فالشاعرية الحقه عند شاعرتنا هي التي أولدت الابداع الجمالي وهذا التمرد والثورة على المستهلك وماتحيطه من تخوم وهمية ومن علاقات مزورة ومن افكار سائدة هشة فالشاعرية هي التي تخلق وتبدع صياغات لغوية جديدة وبكر متحررة من من كل قالب قديم مستهلك واتت بصياغة مبتكرة لم يصل اليها من سبقها ولكي يكون الشعر شعرا او نثرا ينبغي ان يخرج من الزمن الاعمى والتطلع الدائم الى آفاق جديدة وقارات مجهوله فهو رويا ذاتية للكون والوجود تنبع من الحلم والوهم الجميل ويقو ل الدكتور غالي شكري في كتابه شعرنا الحديث الى اين ان الشعر الحديث هو رفض للتصنيف ا لمكانيكي للفن الى شكل ومضمون هذا من ناحية اما من ناحية أخرى فإنه يستوعب في بنائه المعقد مجموعة هائله من العناصر المتباينة التي تستمد تعقيدها وتركيبها من الحضارة الحديثة نفسها على ان اخضاع الشعر الحديث لمجموعة من العلاقات الشكلية او الموضوعية القائمة في موازين النقد السائد هو لون من الوان التعسف والافتعال من جهة ولون من الوان التخلف عن مستوى هذا الشعر من جهة أخرى والذي ممكن ان نخرج به من مجمل هذه الاقوال ومن غيرها فيما يتعلق بمفهوم الشعرالحديث وحقيقة الشعر ان هناك من يحدد مفهوم الشعر بطريقة يمكن فهمها ودراستها ووضع أصول وقواعد لها وهذه طريقة كل من علماء وادباء وشعراءاء هذه الامة ومن سار على نهجهم من المحدثين وفي المقابل هناك بعض الناس الذين يتكلمون عن الشعر وكأنه شيء غامض معقد يستحيل وضع إطار له أو تحديد طبيعته وكنهه ولن نقف مع هذا الفريق في جدل يكفينا أن نقول ان ماتعارف عليه من عقلاء العرب على مر القرون الطويلة من مفاهيم حول الشعر هي أثبت من أن يطمسها زبد هولاء فنحن نعلم انه اذا خرج الكلام عن اوزان الشعر وبحوره اذ لابد ان المعروفة فلا يحق ان نسميه شعرا اذ لابد ان يتوفر به شرطان اولا:_ أن يوافق الذوق العربي وان يلقى قبولا على انه شعرا والثاني،: _ ان لايكون هذا الكلام على وزن آيات القرآن الكريم ونسقها اما مايتعلق بالذوق أمر يرجع الى الحس وهو الأصل الذي عملت العرب قديما عليه وهو البيان والبلاغة ومعنى حصول ملكة البلاغة وانما تحصل الملكة بممارسة كلام العرب وتكرره على السمع والتفطن لخواص تراكيبه وليست تحصل بمعرفة قوانينه العلمية. في ذلك الذي استنبطها أهل صناعة اللسان وأن تلك القوانين تفيد علما بذلك اللسان ولا تفيد حصول الملكة وقد خبرت شاعرتنا حليمة اللغة العربية واسرارها. وفقه البلاغة والفصاحة وأوتيت حسا شاعريا مرهفا وذوقا رفيعاوليس ذوق من قلب للغة العرب ظهر المجن وشبع من موائد اللغات الاجنبية وتشرب بها وفقد ذوقه ومال طبعه الى غير أصله فأصبح يرى لغة القرآن محنطة وقد استنفذت أغراضها وليست ممن يرى أن أساليب كلام العرب ام تعد تناسب العصر ولا مالت الى الغرب او الشرق تأخذ منهم -فكارهم ومشاعرهم واحاسيسهم ولا طرق تعبيره مدركة ان هذا مايفسد الذوق وما تنمسح به الفطرة فمثل هذا لايمكن ان يقبل أو ان يكون ذوق أولئك قدوة على أننا في الوقت نفسه ندرك انه اينما وجد الجمال في الكلمة ولوكان المتحدث به يشرح عن الفيزيا ء باسلوب راق وجميل نسميه ادبا وقد تميزت شاعرتنا حليمة باسلوبها المعتمد عل نسيج الصورة البصرية التي تدهش القارئ بدقته في التركيز على المهمل والمنسي في زحمة الحياة وصخبها وتناقضاته التي نعيشها _ وعلى الذين يكتبون عن تفاصيل المعيشة اليومية الاهتمام بتلك التفاصيل ومنحها العناية الكافية في حال الرغبة في تقديم صور حية عن الحياة وصخبها وكل مافيها من مشاعر واحاسيس على ان تلك التفاصيل المشغول عليها في سياق السرد القصصي في نصوصها لا تعبر في الضرورة فالقص الكلاسيكي منفي من سرد هذا القص المختلف والمخالف عن أقرانه فهو حكايات لاتملك حبكه ونصوص لها حبكة وليس بها حكايا ففي هذه القصص التي ليس بها حكايا بالمعنى التقليدي تكون الحبكة الافتراضية هي تجميع مشاهد معا على نسق سردي خاص وهنا يكمن الابداع في سردها الشعري الوحداني تجد الجمالية المائزة في اكثر نصوصها المتآلفة لغة المتسقة بانتطام تام وذلك من خلال لغة النص -- فالنص عند شاعرتنا حليمة الدواس هو عبارة عن لغة ابداعية مكتملة البناء والمعنى جاء من مبدعة خلال فكرة متأثرة بحدث خاص او عام نابعة من هواجس نفسية حيث انكشف عن حقيقة نقف عليها لنتبين الدور الفعال الذي يهدف اليه ذلك النص ويتحقق النص من خلال بعض القواعد والمعايير الذي وضعها درسلر ..وبولجلر ... وجمعت في سبعة روابط ١_ الربط النحوي بمعنى ربط مكونات النص السطحي -- ثم التماسك الدلالي - وهي الوظائف التي تشكل من خلالها مكونات عالم النص ثم تحقيق القصدية هدف النص ثم المقبولية وتتعلق بدور المتلقي وقبو له بترابط النص الاخبارية اي توقع المعلومات الواردة فيه. او عدم توقعها ثم الموقفيه وتتعلق بمناسبة النص للموقف ثم التناص أي تبعة النص لنصوص أخرى او تداخله مهعا في احيان أخرى ولا يشترط ان توفر كافة العناصر في كل نص في حين ترى نظرية التحليل والارتقاء ان عنصرين مهمين غفلتها اغلب المناهج النقدية عن النص كمعيار مهم من معاييره وهما فلسفة النص التي تعني الفكرةالاصلية التي. يتبناها الناص وطرح قضية تصويرية نابعة من ذات الناص للعلن وبمعنى أدق هي فلسفة الناص الشخصية في الحياة. والتي منها تتحدد مفاهيمه ومقاصده ودوافع كتابته اما المعيار الثاني فهي سيكولوجية النص الذي يحدد الحالة الشعورية للكاتب عبر ادراكه واحساسه بما موجود كحالة انعكاسية لمايعانيه ويعيشه هو والمجتمع الذي ينتمي اليه أي ولادة حالة انبعاث جديدة متأثرة بدوافع كثيرة وارهاصات اضفت صبغتها على النص وفي احيان كثيرة نجد الناقد يفسر ويحلل النص حسب مشتهاه وخلفيته الثقافية او الفكرية او المنهج الذي يتبناه ويهواه متغافلا ماجاء به النص حقيقة عن محاولة الاشتغل نقديا هذا المنهج كتقويم لايفصل بوضوح للمعنى المقصود وماينشدة الناص بشكل عام او الفاعل المنتج بشكل خاص فلكل عمل مقصد معنى وغاية أرادها صانعها وحين اغفالها سيغفل الناقد عن اشياء مهمه أخرى فيحرم الكاتب من حق أصيل في تجاهل الموجود وكيفية تعكير صفو الرسالة الاتصالية التي انشأها ولما يتغافل الناقد عن العمل حسب هواه مبتعدا كثيرا عن النص حينا يفسره بالكلمة ومعناها اللغوي وليس تفسير المعنى المقصود من هذه الرسالة او تلك والوقوف عند مضمونها او مجموعة مضامينها حيث يجب التفريق بين الكلمة والمعنى والفكرة فالأسم له معنى والفعل له معنى والحرف له معان الجملة لها معنى ولكن تتظافر وتتحد البنى الاساسية في اللغة من فعل واسم وحرف وأية تقاسيم أخرى للشكل اللغوي لتنسج النص الذي يتكون بالاصل من اللفظة المفردة التي قد تشكل جملة مترابطة اجزاءهامثل ((احملوه او احفظوه)) ومجموع المفردات تتعالق علزشكل جملة مترابطة اجزاءها في تركيب نحوي دلالي وترتبط بدورها مع جمل آخرى ويشعر القارئ وهو يقرأ ان الجمل يقود بعضها الى بعض وتترابط بادوات لغوية تعمل على تماسك اولها باخرها وتستمر الجمل بالتناسل والتوالد من بعد ذلك اجمالا تتشكل صورة المعنى بالالوان التي بين يديه ليتيح إشعال مدركات المتلقي بمعنى جعل ادراك المتلقي فاعلا بالشكل الصحيح لما يرى من صورة واحدة هي المعنى العام وليس صورا متعددة مختلفه لمعان متشتته كما سيجد الناقد حين يبحث في مرتكز الجمال الحقيقي وليس المتخيل ماينبغي معرفته ان الفكرة كونها مخطط العمل الاول تاتي حين ينبري العقل البشري لترتيب الفكرة يوضحها ويبسطها ويستخدم الادلة والبراهين والافكار الجزئية على شكل مقاطع تخدم: الفكرة الاساسية بقوالب لغويةتعتمد في جودة سكبها على مقدرة ابن اللغة المنتج وتمكنه من اساليب لغته فنجد النص البليغ بدرجاته وحسب الشريحة. التي يريد مخاطبتها واللغة العربية من المرونة بمكان اذ يمكن استعمالالمستوى البسيط قي اطار فصاحة اللغة الى اعلى مستوى في مخاطبة المثقفين من تحصيل المعنى العام تتولد العلاقة بين العبارتين من جهة وبين وحج وه الاشياء والمواقف وه داف محي أي أحدالعالم الخاجي عبر بنى نصية صغيره ( فعل اسم حرف ) تتعالق وتتسق بانسجام متقن مع بعضها لانتاج نص متكامل. تام المعنى او العكس اذا جاء النص مشتت البنى كما يرى ومجمل القول ان النض الذي تخطه الأديب الشاعرة الدكتور حليمة الدواس نص ثري في دلالاته ومعانيه يوصوره ورموزه وينم عن تمرس. في اساليب القول بألوان ممزوجة بالرموز والاشارات والمجاز في رقي وسمو ورفعة تليق بها ان توصف بمنهل من كوثر للناهلين جمال الكلمة ورفعتها و سموها فكل الاحترام لهذه الاديبه النبيلة النقية التقية الطاهره وكل التقدير .
بقلم محمد الحراكي. ابن العابدين الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الأحد 22-11-2020 05:21 مساء الزوار: 292 التعليقات: 0
|
|