|
|
||
|
الاديب الشاعر محمد احمد النعيمي والنظرة الجمالية للادب والشعر بقلم محمد الحراكي ابن العابدين
ظبيةُ الزمنْ
قلقٌ يأكل أطرافَ الحديث وتفضحنا العيون .. خوفٌ دفينٌ وظلالٌ غائبةٌ خيولٌ فرَّ صهيلُها خطواتٌ حذرةٌ وفمٌ مكتومُ الكلامْ .. لا قُبلاتْ .. أحضانٌ تخشى مَنْ تُحب فِراقٌ وعزلة .. كل الأشياءِ شموسٌ تُنيرُ دروبَ النهاية .. قلقٌ محبوكٌ ليتعرى الموتُ من الحياةِ وكأننا أشجارٌ تصفرُّ بالحذرِ الشديدِ ليكون سهلا على الريحِ أخذَ كل أوراقها فتُصبحَ حطبا ..
قلقٌ يشبهُ ظبيةً أتعبها القفزُ في غابةٍ مهجورةٍ فتركضُ خوفا من شبحٍ خوفا من سكونٍ يعبثُ بالنبضِ ... لا شيء يطاردُها لا شيءَ خلفَ العشبِ الأخضرِ سوى الشكِ بكمينٍ خلف هدوءٍ تامٍ شلَّ حركَتها .. لا شيء سيخرج من ماءٍ مفزوعٍ جَفَلَ بانعكاسِ صورتِها المرتعشةِ فتشربُ ولا شيء يروي الظمأ .. لا أحدٌ بالغابة المهجورةِ سوى الظبيةِ لا أحدٌ مقتولٌ سوى مَنْ أنهكها القفزُ من اللاشيءِ ظنّا من شيءٍ يحاصرُها ..
قلقٌ هو نصفُ الموتِ وكل الموتِ هو السهلُ الآتي ليحلَ مكانَ الصعبِ الدمويِّ في زمنِ الإيمان الهشِّ .. قلقٌ يعلنُ ثورته يهتفُ بلا صوتٍ بلا شكلٍ بلا جمعٍ يهتفُ في الشارعِ المزدحمِ بجموعِ فراغِهِ الغفيرةِ وصمتِهِ المَهيبْ ..
فهل أصبح الطريقُ نهرا يجري بنا كما وأننا أطفالٌ في سلال ؟؟ وهل أصبحت الحياةُ تنبضُ قلَقا كقَلبِ أمِّ موسى حينما ألقت ؟ كيفَ أُصبحُ كفتيةٍ أوو إلى الكهف فرارا ؟ وأنا المختلفُ في هروبي هاربٌ من اللاشيء .. هاربٌ من كلّ شيء .. فأين أجدُ كهفي ؟؟ كي أنام وأتقلبَ ذات اليمين وذات الشمال .. وكلبٌ باسطٌ ذراعيهِ إن وُجدْ .. لعلي أستفيقُ فيقول أحدهم كم لبثنا أقول له بكامل فرحي لبثنا ألف عام لبثنا ألف عام .
******** قصائد بل قلائد ياقوتية نثرية يتحفنا بها دائما الشاعر محمد النعيمي الذي ولد عام ١٩٨٨في اربد هذه المدينة الدوحة الرابضة على سفوح هضبة حوران الروضة الاجمل في جنات الشآم والتي اخرجت لنا الكثير من العلماء والادباء والفقهاء والشعراء والقادة الذين سطروا اسمائهم عبر مسيرة من المجد والعزة والقوة تخرج شاعرنا من كلية الفنون الجميلة جرافيك دوزاين ولكن عشقه للآداب وهيامه في الجملة الشعرية التي أحبها ووجد بها وملأ الخافق محبة ورغبة وعشقا للآداب لم تعقه شعابه والصعاب ومضى يسبر اغوارها ويهبط وديانها ويشرب من كوثرها ويتزود وأبحر في علومها وقواعدها وقوانينها حتى تمكن من كنوزها واسرار جمالها وفاجئنا بأجمل القصائد العروضية الموزونة على البحر الطويل الذي يحتاج لثقافة عالية كان جدير بها بعد ان اعتدنا على قصائده النثرية ولازال شاعرنا على غصن الاراك يغرد واصدر لنا ديوانه الشعري الاول (اساور الغياب ٢٠١٩)وكانت له قبل ذلك المجموعة القصصية (عناق المسافات ٢٠١٧(وديوان آخر لا زال مخطوطا تحت الطباعة ( حديث الدراويش )تعرض فيه الى قضايا فلسفية وتساؤلات وجدانية ساعده في ذلك اطلاعه ونهمه في القراءة التي ابحر فيها في علم الفلسفة واطلاعه على العلوم الاخرى مدركا ان تذوق الشعر وجمالية الادب تقود الى الفضائل والى مجتمع اجمل وافضل وان الآداب توقظ الابداع وتبعث السكينة بما تحتويه من جمال يملأ المتلقي همة واشباع بما يعكسه من الحسن والحس الوجداني والانساني الذي يقود الى التفاعل والتواصل والتراحم والتكافل وإيجاد وجود اجمل وافضل وخاصة ما نحتاجه في زمن نفتقد فيه للإنسانية والحكمة وواقع نحتاج فيه الى التثبت واليقين في مسيرة المجد المتفلت الهارب من أمامنا كالسراب ولا نراه نحن سوى وهم مضى وانقضى وننفي حقيقتنا التي يثبتها التاريخ والعلم والعالم كله الى نحن وتثبتها العلوم والبحوث وعلماء التنمية وخبراء الاقتصاد والنماء وكل خبراء القوة في العالم وتثبتها ايضا العلوم الانسانية والفلسفية والمجتمعية وتشهد بذلك كل الارض الا نحن انها رسالة السماء ووحي السماء وحين تنزلت تحولت الى واقع عملي مطبق ويعمل. به فعاشت الأمة حين عملت بها الف عام ولا زالت مقوماتنا تخشاها امم الأرض
بقلم محمد الحراكي ابن العابدين الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الخميس 24-09-2020 08:20 مساء الزوار: 216 التعليقات: 0
|
|