|
|
||
|
النّص الشعر بين تحرّر الشاعر و التزام النّاقد ...الشاعر بولمدايس عبد المالك
بوجد اختلاف شاسع و بيّن بين قراءة الشّاعر لنصّ شعريّ ما و قراءته من طرف النّاقد ؛ ذلك أنّ هذا الأخير سيولي اهتمامه أكثر لنقاط القوّة و الضعف فيه ملتزما بمنهج نقديّ محدد و صارم ..غارقا بذلك في التفاصيل من نحو و لغة و بلاغة و أساليب و دلالات ..و نراه حاسما و متشدد حتّى في إعطائه لأحكام قراءته و نتائجها ، ممتطيا متن الموضوعية و العلمية و الجديّة و التّجرد و النّزاهة ... بينما تسقط كلّ هذه الحدود و الفواصل و التعقيدات من ذهنية قراءة الشاعر.. فالشاعر جلّ اهتمامه نقطة واحدة و وحيدة و هي تجلية مكامن الجمال في نص الشّاعر و بيان تجليّاته و آثاره على النفس والعمل على إخراجه في أبهى الصّور و أجمل الحُلل و أنقى الألفاظ و أشرف المعاني... فقراءة الشاعر قراءة جمالية بحتة تقف على مواقع الجمال موقف المعجب المغرم .. بينما قراءة النّاقد قراءة موضوعية منهجية ملتزمة تهتم بالبيئة التفصيلية للشاعر و النص الشعري و مختلف تأثيراتها .. بمصادر معلوماته و ثقافته.. بتجربته الشعرية السابقة ..ما لها و ما عليها.. بيد أنّ قراءة الشاعر تسقط كلّ هذه الاعتبارات و القيود و لا تولي أهمية لتلك التفاصيل الملهية و المبعدة عن بلوغ تذوق الجمال النّقيّ الكامن بين كلمات و حروف الشعر... قراءة الشاعر تهتم أصلا بالكيفية التي أخرج بها الشاعر المعنى ..و تعنى بقوة الألفاظ و أجراسها و تناغمها و انسجامها فيما بين بعضها البعض و مختلف التقاطعات المولّدة بعد ذلك.. هي قراءة لها آذان مرهفة تسمع بها ترانيم و أنغام تلك الموسيقى الداخلية التي أحدثتها تلك الألفاظ المختارة بعناية و دقّة و إحساس و هي تعانق معانيها الحالمة المتراقصة و تتّحد معها صانعة في نفس الشاعر القارئ المتلقي الدّهشة و المتعة و كثيرا من الرضى و الفرح.. قراءة الشاعر قراءة متحررة لا تلتزم بمنهج تحليليّ معيّن و لا بقيود تحدّ من الانطلاق و الانعتاق و لا تؤسس نظرتها على خلفيات مسبقة و أحكام مقولبة و قوالب جاهزة... هي قراءة اللحظة بكل جمالياتها و أبعادها و دلالاتها...مجرّدة إلاّ من حبّ اللفظ و المعنى و الأسلوب و الفكرة ...
الشاعر بولمدايس عبد المالك 27/05/2020 الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: السبت 27-06-2020 09:51 مساء الزوار: 153 التعليقات: 0
|
|