" خصائص المنهج النقدي عند "طه حسين " من خلال " حديث الاربعاء"
المقدمة : مما لا شك فيه أن النقد الادبي قد تبوا منزلة هامة في حياة " طه حسين" الذي يعد من أبرز وجوه النقد العربي في العصر الحديث فقد اسهم اسهاما فعالا في ارساء مفاهيم جديدة شكلت جوهر العملية النقدية لديه إذ عبرت عن مجموعة من المواقف الادبية من خلال كتاباته ودراساته التحليلية الغزيرة وهي مواقف بلورت مجمل احكامه النقدية كما عكست اتجاهه النقدي والادبي عبر مسيرة ثرية بالتجارب الادبية والفكرية والسياسية والاجتماعية والتاريخية انها مسيرة حافلة بمساجلات فكرية مختلفة وسنحاول في مقالنا هذا" خصائص المنهج النقدي عند" طه حسين" من خلال مؤلفه " حديث الاربعاء" باجزائه الثلاثة ان ندرس سمات الخطاب النقدي لديه علنا نظفر بالقواعد والاسس التي أرسى عليها هذا الخطاب الحامل لرؤية نقدية لها خصوصيتها الجمالية والفنية وقد راينا بادئ ذي بدء ان نتساءل عن كيفية تنزيل كتاب " حديث الاربعاء" ان تنزيل هذا المؤلف باجزائه الثلاثة يدفعنا حتما الى تحديد الاطر الادبية والاجتماعية والتاريخية التي لا تنفصل في نظرنا عن شخصية " طه حسين" اديبا وناقدا لان ذلك ييسر علينا البحث في " النظرية النقدية والادبية " لطه حسين في مؤلفه كما انها تميط اللثام عن مجموعة من المفاهيم النظرية في كتاباته النقدية وهي مفاهيم برزت جليا في عدة كتابات نقدية الفها ولعل اهمها " تجديد ذكرى أبي العلاء( 1915) و"في الادب الجاهلي"(1927) و"حافظ وشوقي" (1933)و" من حديث الشعر والنثر" (1936) ولعل " حديث الاربعاء"وهو مدار اهتمامنا مثل مرحلة تاسيسية لكتاباته النقدية لانه حاول ان يجمع فيه على حد تعبير الباحث" أحمد بو حسن" " العناصر الاولية الاساسية لكتاباته النقدية التاسيسية " فحديث الاربعاء مؤلف قدم قراءة للنص العربي تساعد على ابراز رؤية طه حسين للتاريخ الادبي وتحدد معالم مشروع كتاباته النقدية" وبهذا يعتبر" حديث الاربعاء" ممثلا لاهم مرحلة صاغ فيها " طه حسين" مفاهيمه النظرية في النقد الادبي على انه قد عمل سعى في كتاباته الاخرى المتنوعة الى توضيح تلك المفاهيم وابرازها بل والدفاع عنها بكل شراسة لانها تحمل جزءا من مشروعه النقدي وتفسر جوانبه المختلفة ( يتبع) ( الدكتورة الناقدة " مفيدة الجلاصي)