(( النص او القصيدة.

آخرة سعيدة للاشياء فيها )قراءة في نص على بساط بردية للشاعر ناظم الصرخي 

حرفية نقد اعتباري 

( على بسطة بردية )
===============.
العراق
يستفز السنا حَدَقةً من وجومٍ بهيم
تنتقي وجهها المستباحَ دهرًا
على فَمِ جرحٍ نبيلٍ تعتكز
وبرديةٍ ثكلى أضاعت طريق سومر
أنكرها ماراثون السنين
شمسها تباهي المستحيل
تمادت غضونٌ إلى حدِّ وهْجِ التوحدِ
مآسٍ على رابيةٍ تستغيث النفور
لمْ تفارق المساميرُ لغتي،
ابتهاجات ِ الهورِ
كتبتكَ فيها بعد ألف البياضِ
لم يكن حبّوًا
كان حبًّا ذاك
أتقنَّاهُ في التوقِّدِ عن ظَهرِ فرحٍ
لا تنهرْ أحلامًا نضجتْ
لا تقتلْ قبلةً تبرعمتْ
صارت شجرة
حانَ القطفُ
والبادئُ أرحم
هَوِّنْ هَوِّنْ
هَوِّنْ ما بِكْ؟؟!!!
(اهنا يمن چنه وچنت
جينه وگعدنه ابابك
ولف الزغر ما ينِّسي
اشمالك نسيت أحبابك)
قلبُكَ سعة الزرقةِ كان
أبوابُكَ يترصعُ فيها المعنى
(ميشانيٌ) طرَّز جيدَ الفجرِ
عَبدَت خاصرةَ الذاكرةِ (الفالةُ)
و(المگوار) تباهى
وعِقالُك بوحُ سُلالاتٍ
يكشفُ أوراقَكَ لا يُضْمر
والشاهدُ ما جارَ البحرُ
كفُ الريحِ
للحكمةِ سيقانٌ تسعى
أوتاري ضلَّعَها الغُلُّ
وأنا من نسلِ الماءِ
في ظلِّكَ أحلبُ ضَرعَ البرديّ
وأفيضُ شموسًا
****
.............................................
............................................
.................................

(( النص او القصيدة.
آخرة سعيدة للاشياء فيها ))
==================
*** (اهنا يمن جنا وجنت
جينا وكعدن ابابك .. ولف الزغر ماينسي
شمالك نسيت احبابك..)
(الفالة.. المكوار.. ميشاني الطوب ..باهيزا .و.و.الخ )
اين كانت هذي المفاهيم......؟
هل هي في عش رقادة خططه الانسان وله حدود وسقف وممرات....؟
ام هو فوق الزمكان واعلى وعلى قرار ((جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين...قرآن كريم-))
بهذي نبدأ تلمسات حالنا وما يفترضه علينا المآل واسراره..
هناك الواقع وهناك فوقه وماوراءه وهو خفاء عدم الى الان...
فهل المبدع مد يده وسحب بعض مااحتاجه من الذاكرة التخيلية ....؟ .واستشعر مُستشهِدا في تقانة التضمين والتعميق والترادف والتراكب كلها.. يفترضها التناص المحدث مثلا..
في مفهومنا حول الذاكرة فانها باب لواقع نحياه وقناة مفتوحة بلا ضفاف لما فوق الواقع ..الواقع الذي مضى ومنه الى مالانهايات..
وللتوضيح اكثر. اين كان الموروث كله ، اعني تجارب وأثر الانسان منذ ان خُلِق..فهل هو عبث يعيش ويموت وينتهي كل شي هو وسلالاته والغابات والجبال والموج والنجوم والمجرات وكل موجود انوجد ، حتى الخنزير المسكين الذي رفضناه وكان شكرنا ليتكاثر..ونحن احق بنواميسنا اتجاهه..تجربة الانسان هي الكنز ولكن ليس الكنز المفقود..انما هي امانةُ نفسِها اولا ، وسادنها فقط المبدع ، محفوظة باللازمكاني لاجدار يحيطها، مشهود عليها..اسألوا المبدعين..فلعلهم خلفاء الله بيدهم درة عمر بن الخطاب..رض.. وعسسه...
ومباديء علي ع وصحفه التي كانت ، وكان قد قتلته...فهم سادة المبدعيين
كل ارث البشر حي قائم يتنامى لم يمت ولو كان سوار عبلة ..ابدا ولاينتهي وهو كذلك حي بنمطية تختلف عن هذا وعن وجه القمر والشجر هذين...
نشهد ومن خلال امثولة النص ، ان المبدع ياتي بالمكنون من هذي التي ذكرنا سلفا اعني تجربة الفرد في خزانات فهارس الوقت و خارجه ...ومن الواقع ومافيه من ضرورات راهنية تشترك بخلق النص وزحزحاته...
ولعلنا نجمع ونقول انّ النصَّ ايما نص هو /آخرة سعيدة/
للاشياء..آخرة تحفظ عناصرها وكان استجلبها المبدع لتساهم بسد الحاجة واعطاء العوض.. كمثل تلك الاخرة السعيدة الوسيعة وهي دائرة الحصر الاولى فوق الوجود بل هي الجراب ومخزوناته..الوجود بموجوده حينما ينهي وظايفه لايذهب للفناء والفوضى انما ما في جرابه الى رفارف اخرة سعيدة ، لايحدها مكان ولاهيكل...ولعل البواب المبدع بين الحاضر والذي غاب في القيمومة الآخروية وحصرها السعيد..ميزانه وصاعه وتقاديره عنده يخرج هذي ولايخرج تلك يؤخّر ويقدّم..بيده سرُّ ربوبية اعتباري...
ولو سالت عن مهام الذاكرة ووجودها نقول انها حافة من حافات الاخرة السعيدة تلك..فالتي تدلق تدفعها حوافزها تستجم بحافة سعيدة في المُسفِر كذلك..ريثما يات دورها اداءً...
واستعمالا تصيريا محدثا في الموقف العام وموقف الصورة..
/السيّاب /رحمه الله..استدعى جَلَبَه النوعي سواء من الاخرة السعيدة الواسعة ام من آخرة الحصر الضيقة ونعني بها الذاكرة التي هي اقرب للوجود لعرضه القائم لتظهر احداثا في وظيفتها المقترحة...
(عيناك غابتا نخيل ساعة السحر...) عيناك غابتا نخيل..عيناك وغابتا واقع مكثي في آخرته سوى حافة الذاكرة ام تلك فوق الواقع..
الوسيعة او الضيقة..هذا صنع مستقر/ العين والغابة/..انما المدهش الجمالي ونسميه المحدث. ..هو ساعة السحر هذا اعطى للصورة كينونة اخرى ووظيفة اخرى..وتوالد في المجاز والتخاطر الجمالي..
مبدعنا في/ بسطة بردية/ اتى بالمحكي الشعبي من موروث الشعبي الغنائي ونجعله تخالط وتضريب جينات تميط عن وجه جمال ووظيفة فكرية تخدم الغرض النصي...وخدمت ماخدشت رغم اني ليس مع المحكي انما مع محليته لو صُعِد في روحها بيانيا مع.اللغة الفصحى..(وجهة نظر.)../والشريف الرضي/ ..ادخل ناموسا لكن اي ناموس دقيق وخفي مما لم ترصده عين ولا لمسة..
( ويذكرني قومي اذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر..)
المحدث الاجتهادي هو (ويفتقد البدر) وكل ما في البيت ذاك من دائرة الحصر الضيق او الوسيع.. هكذا نرى على طريقة اصحابنا..
(وعقالك بوح سلالات..
يكشف اوراقك لايضمر..
والشاهد ماجار البحر..كف الريح
للحكمة سيقان تسعى...)
المحدث ( للحكمة سيقان تسعى ).
والتعبير اعلاه من معتاد التجربة ومتاعها اللذائذي..
النص جميل بمعتاده واعتيادي تجربته وريعه وصار ابدع جنسا بمحدثاته ومستواها البلاغي والمجازي التوالدي واللفظي ذو المحسنات والتطاريز واللون..
ماضعف بوحه ولا غطّش يجري بزيادة دفع...اما التضامين الشعبية فلعلها هوية جنوبية رفعها مبدعها ليغني مابين حافات الحصر بين الظلمة والنور...