|
|
||
|
قراءة نقدية فلسفية لقصيدة "موطن النور" للشاعرة زوات حمدو ..اعداد د.موسى الشيخاني
قراءة نقدية فلسفية لقصيدة "موطن النور" للشاعرة زوات حمدو ..اعداد د.موسى الشيخاني
أولاً: مدخل إلى السيرة الذاتية والأدبية للشاعرة زوات جميل حمدو تُعد الشاعرة زوات جميل حمدو من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي السوري والعربي. فهي تجمع بين عمق التجربة الإنسانية وغنى الخلفية المعرفية؛ إذ تحمل إجازة في الإعلام، إلى جانب دبلوم في العلوم الإدارية، ودرست في كلية التربية وعلم النفس، مما أضفى على كتابتها وعياً سيكولوجياً وإنسانياً بارزاً.
نشاطها الأدبي واسع، حيث أصدرت أربعة دواوين شعرية، أبرزها: - قيثارة وطن - مقام الياسمين - من يقرأ كف العرافة - أسماء لامعة في سماء المدينة
كما أن لديها مخطوطات شعرية قيد الطبع منها: "على شفا حلم"، و"موطن النور"، وهو النص الذي بين أيدينا. وقد شاركت في عدة دواوين مشتركة، وكتبت في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، إضافة إلى مشاركتها الواسعة في المهرجانات الثقافية داخل سوريا وخارجها.
إن هذا الحضور الأدبي والإعلامي الراسخ، والاحتفاء الرسمي بها، يعكس أصالة صوتها الشعري، وقدرتها على محاورة القضايا الوطنية والوجدانية بلغة صوفية ناعمة ونفس فلسفي عميق. ثانياً: قراءة نقدية فلسفية لقصيدة "موطن النور" 1. العنوان: من المجاز إلى المطلق عنوان القصيدة "موطن النور" يحمل كثافة دلالية رمزية وفلسفية... 2. الحُبّ بين الشغف والوجود منذ المطلع، ترسم الشاعرة صورة فلسفية للعشق لا باعتباره فقط شعوراً، بل باعتباره فعلاً وجودياً... 3. الزمن الحلمي والحنين الوجودي هنا يتلاشى الخط الفاصل بين الواقع والحلم، ويتحول الزمان إلى "فسحة" لا تُقاس بساعات، بل بـ"مواعيد الشوق"... 4. الحضور الملكي والتماهي مع المجاز الصوفي هنا يتجلى الحبيب كرمز للهيبة والقداسة. المقارنة مع "الأسود" تختزن طاقة رمزية... 5. الألم بوصفه جوهر العشق في هذه اللحظة، تنتقل القصيدة من الرؤية الجمالية إلى اللوعة... 6. الذوبان في العين/المطلق العين هنا ليست عضو رؤية، بل هي نافذة المطلق، وهي المعبد الذي تلجأ إليه الروح... 7. إسقاط الوطن في الحبيب (أو العكس) البيت الختامي يُعيد بناء كل ما سبق ضمن نسق رمزي وطني. فالشام (الوطن) والحبيب يتحدان في كينونة واحدة... ثالثاً: الخلاصة النقدية قصيدة "موطن النور" للشاعرة زوات جميل حمدو هي نص تأملي ينهل من الفلسفة الوجدانية، ويتكئ على الحقول الرمزية والصوفية ليقدم العشق لا كحالة عابرة، بل كوجود شامل، كوسيلة لرؤية العالم، ومعرفة الذات، والوصول إلى المطلق.
اللغة في النص تنوس بين الرقة والإشراق، وبين الهيبة والتضرّع، وهو ما ينسجم مع التجربة الذاتية العميقة للشاعرة، التي تكتب من قلب ممتلئ بالأمل والحنين، وتجربة إنسانية تنفتح على الوجود بكل طاقته الرمزية والروحية.
إن "موطن النور" ليست فقط عنوان قصيدة، بل مفهوم فلسفي شعري يتجسد فيه الحبيب، والوطن، والله، والجمال، ككائن واحد تتوق الروح إلى لقائه.
اعداد الدكتور موسى الشيخاني الرئيس التنفيذي لمؤسسة عرار العربية للإعلام رئيس مجلس إدارة مركز عرار للدراسات الأدبية والنقدية والنقد المقارن
قصيدة الشاعرة: موطن النور/زوات حمدو/سورية .............. ......من وحي عينيك قلبي مترف النظر ..... يحيك فيك رؤى من خافقي النضر
.......عندي مواعيد للأشواق أرسمها ....في فسحة العمر بين الحلم والصور
......وأنت من هيبة تمشي على مهل .............مشي الأسود التي تختال في كبر
......عرج على حلوة من طول لهفتها .......فاضت حنينا كنسم الورد في السحر
........أما تحس بآلامي مبرحة .......يالهف روحي وياعشقي وياقمري
...... فإن ظفرت بقرب منك أحسبها ......أحلام عمري وسحر الكون في نظري
....... فليس إلا إلى عينيك ملتجأي .......وليس إلا إليها طاب لي سفري
.....وأنت كالشام عندي لحن أغنية .......خضراء يعجز عنها ملهم الوتر الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الأربعاء 09-07-2025 10:39 صباحا الزوار: 47 التعليقات: 0
|
|