|
|
||
|
قراءة نقدية معمّقة لقصيدة "سِدْرَةُ الْمَعْنَى" للشاعر سمير فراج ..إعداد: د. موسى الشيخاني
قراءة نقدية معمّقة لقصيدة "سِدْرَةُ الْمَعْنَى" للشاعر سمير فراج ..إعداد: د. موسى الشيخاني الرئيس التنفيذي لمؤسسة عرار العربية للإعلام رئيس مركز عرار للدراسات الأدبية والنقدية والنقد المقارن
أولاً: قراءة في السيرة الذاتية للشاعر سمير فراج ينتمي الشاعر سمير مصطفى فراج إلى جيل شعري رسّخ حضور القصيدة العربية الحديثة في المشهد الإبداعي منذ أواخر القرن العشرين. ولد في 20 يناير 1966، وتخرج من كلية دار العلوم – جامعة القاهرة عام 1990، حاملاً ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، مما منح أدواته اللغوية والبلاغية ثقلًا أكاديميًّا وثقافيًّا انعكس جليًّا في كتاباته.
يشغل فراج مهنة الصحافة، ما وفّر له تفاعلًا يوميًا مع قضايا الواقع العربي وتحولاته، وقد انعكس ذلك في اختياره لمضامينه الشعرية التي غالبًا ما تتكئ على همّ إنساني أو وطني.
صدر له العديد من الدواوين الشعرية، منها:
"الآتون من رحم الغضب"
"ورقة أخيرة للوجوه الأولى"
"كبرياء الوقت"
"المشتهى"
"على حافة المنتهى"
نال فراج جوائز مرموقة مثل جائزة كتارا لشاعر الرسول 2017 عن قصيدته "سدرة المعنى"، وجائزة البابطين، وجائزة الإلبردة بالإمارات، إلى جانب جوائز متكررة في مسابقات المجلس الأعلى للثقافة في مصر، مما يدل على استمرارية العطاء والإجادة.
ثانيًا: قراءة نقدية لقصيدة "سِدْرَةُ الْمَعْنَى" العنوان ودلالاته: العنوان "سدرة المعنى" يستند إلى مفردة قرآنية أصيلة هي "سدرة المنتهى"، والتي تدل على نهاية المدارك وغاية السمو في المعراج. حين يضيف الشاعر كلمة "المعنى"، فهو يحيلنا إلى تصور مركّب: أن القصيدة ذاتها ترتقي بالنص إلى آخر تخوم الإدراك التعبيري، وكأنها "معراج المعنى" الشعري.
البنية الأسلوبية والتقنية: القصيدة تتحرك ضمن فضاء القصيدة العمودية ذات الإيقاع المنتظم، لكنها تتميز بانزياحات بلاغية، وصور شعرية مركبة تكشف عن مهارة كبيرة في التوظيف اللغوي والرمزي.
اعتمد الشاعر على نبرة خطابية عالية، تعكس طقسًا روحانيًا وتأمليًا في آن، موظفًا معجمًا قرآنيًا ودينيًا بشكل كثيف، دون الوقوع في المباشرة، بل في إطار رمزي تأويلي.
التكرار والترصيع اللفظي بارزان في النص، ويمنحان القصيدة إيقاعًا داخليًا يتناغم مع الموسيقى الخارجية للبحر الشعري.
وظّف الشاعر ضمير الغائب والمتكلم لتوسيع رقعة الرؤية وإضفاء بعد فلسفي على التجربة، حيث تتعدد الذوات وتتداخل الأزمنة.
الموضوع والمضمون: تحمل القصيدة بعدًا صوفيًا عميقًا، يتداخل فيه الوجد الوجودي مع الرؤية النبوئية في سياق يستدعي السيرة النبوية وأخلاقيات الرسالة.
سيدنا محمد يمثل مركز الضوء في القصيدة، لا كرمز ديني فقط، بل كأنموذج إنساني راقٍ.
يبرز فراج البعد الأخلاقي النبيل في سيرة الرسول، ليس من خلال السرد أو التوثيق، بل عبر الإشراقات الشعرية التي تُعيد تشكيل الصورة النبوية في وعي القارئ الحديث.
المعنى النبوي في النص ليس مجرد معلومة، بل هو تجربة شعرية متكاملة تحرض القارئ على التفاعل القيمي والروحي.
لغة القصيدة: لغة القصيدة تبتعد عن اللغة اليومية، وتنتسب إلى اللغة الشعرية الرفيعة ذات الطابع القرآني والتصوفي، مما يجعل النص يحتفي بالمعنى أكثر من الحدث.
استخدام مكثف للألفاظ مثل: "السدرة"، "المنتهى"، "الطهارة"، "النبوة"، "المعراج"، وكلها تشير إلى فضاء روحي وكوني ميتافيزيقي.
المفردة عند فراج محمّلة بالدلالة الرمزية والموسيقية، فهو لا يضع الكلمة إلا حيث تتسق موسيقيًا ومعنويًا مع باقي النص.
ثالثًا: القيمة الفنية والفكرية للقصيدة تمثّل "سدرة المعنى" نموذجًا للتجديد في القصيدة العمودية من حيث القدرة على بثّ روح حداثية داخل قوالب تقليدية.
تفوق النص في تقديم سيرة روحية لا سردية، تجعل من النبي محمد رمزًا إنسانيًا شموليًا يمكن أن يحاكيه الإنسان المعاصر.
كما أن النص يمتلك بُعدًا إنسانيًا يتجاوز المحلي والديني إلى الكوني، فينقل المعاني من إطارها الديني إلى إطارها الجمالي، وهو ما يليق بجائزة مثل كتارا لشاعر الرسول.
خاتمة: يمكن اعتبار قصيدة "سدرة المعنى" نموذجًا للشعر الديني المعاصر الذي يحترم الإيقاع، ويحتفي بالجمال، دون أن يغرق في التقليد أو البلاغة الفارغة. الشاعر سمير فراج من خلال هذا النص يقدّم رسالة شعرية مضيئة، مملوءة بالإيحاء النبوي والوجد الصوفي، وهي بذلك تقف على عتبة الشعر الكبير الذي لا يُقرأ فحسب، بل يُعاش ويتأمل.
قصيدة «سِدْرَةُ الْمَعْنَى» لـ«سمير مصطفى» في مدح الرسول ﷺ قصيدة «سِدْرَةُ الْمَعْنَى» للشاعر المصري سمير مصطفى فراج حسن الفائزة بالمركز الثالث في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الثانية لعام 2017، عن فئة الشعر الفصيح.
القصيدة:
دَنَتْ سِـــــــــدْرةُ المَـــــــــعْنَى لِعُــــــــشَّاقــــــــِها أُفْـــــــقا فَلــــــــُذْتُ بِـــــــــــــــها بَيْتا أُرَبِّي بِهِ الــــــــــــــــــــــبَرْقا
قَضَيْتُ سِـــــــــنيني أَجْــــــمَعُ الضَّـــــــــــــــــوْءَ عَــــــلَّهُ يَكـــــــــــــونُ لِســــــــــــاني حـــــــــينَما أَشْتَهِي النُّطْقا
وهَيَّأْتُ مِجْدافــــــــــــــــــي لأَجْـــــــــــتازَ أَبْــــــــــــحُراً إلَى حيثُ لا تُحْصِـــــــــي سَوَاحِـــــــــــــلُها الغَــــــــرْقَى
و أَََرْفَـــــــــعُ منْ حُـــــــــــــــــــورِِ القَوافِـــــــي قَصيدةً إلَى بابِ مَــــــــنْ أَهـــــــــــــــــْوَى فَتَسْبِقُنِي طَـَــــــرْقَا
فَلا أَرْتَقِي إِلا بِمــــــــــــعْـــرَاجِ صَـــــــــــــــــــــــبْوَتي ولا يَمْــــــــــــــــلِكُ المــــــِعْـــراجُ إِذْنَا لــــــــِمَنْ يَرْقَى
يَقُولونَ لِــــــــــي مَـــــــــــنْ أَنْتَ فِيمَـــنْ تَزاحَمُــــوا ومَنْ أَنْتَ فِــــــــــيمَــنْ أَدْمَنوا قَبْــــلَكَ العِـــــــــــشْقا
فَــــــــــــقُلْتُ أَنا صَـــــــــــــــبُّ إذا قِـــــــــــيسَ لَيْلُهُ فَلَنْ تُدْرِكَ الأزْمانُ مِنْ سُـــــــــــــــهْدِهِ عُــــــــــــمْقا
فُـــــــــــــؤادِي بِهِ مِنْ جَــنَّةِ العِــــــــــــــــشْقِ ما بِهِ فَأَنْعِــــــــــمْ بِجَنَّاتِي و إِنْ أَلْهَـــــــــــــبَتْ حَــــــــرْقا
فلا يَشْـــــــــــــتَهِي قَلْبِي جَنَىً غَــــــــــــيْرَ قُــــرْبِهِ و لا يَرْتَجِي مِنْ نارِ أَشْـــــــــــــوَاقِهِ عِــــــــــــــتْقا
أُطِـــــــــلُّ عَلَى ذَاتِي فَــــــــــــــأَرْتَدُّ خَاسِــــــــــئَاً فَتَرْفَعُنِي الآمــالُ إِذْ تَلْمَـــــــــــحُ الصِّــــــــــــــدْقَا
بَدَوْتُ مُضيئاً حينَ فــــــــــــــــارَتْ بِمُــــــــهْجَتِي شُموسٌ مِــن التَّحْنانِ أَسْمَيتُها الشَّـــــــــــــــوْقا
حَبيبي لهُ في كُـــــــــــــــلِّ قَلْبٍ حــــــــــــــكايةٌ سَـــــــــــــــيَرْحلُ راويها و مِنْ بَعْــــــــدِهِ تَبْقَى
سَيَحْفَظُها الأحْفـــــــــــــادُ عَنْ جَـــــــدِّهِمْ هُدَىً و تُلْبِسُها أُمٌ لأطْفــــــــــــالِها طَـــــــــــــــــوْقا
نَبِيٌّ أَتَى مِـــــــنْ مَشْـــــــــــرِقِ الْفَيْضِ هادِياً فَبَوْصَـــــــــــلَةُ الأرْواحِ تَهْفُو بِنَا شَــــــــرْقا
بِميلادِهِ صــــــــــارَ الزَّمانُ أبا الْهُــــــــــدَى و قَدْ كانَ ذا عُــقْمٍ و إنْ أَنْجَبَ الْخَــــــــــلْقا
لهُ طَلْعَةٌ يَرْوي العُــــــــــــــــــيونَ جلالُها فكلُّ عُـيونِ العاشِـــــــــــــــقِينَ بها تُسْقَى
و أَغْبِطُ عَيْناً مِــــــــــــــــنْ مُحَيَّاهُ أُتْرِعَتْ فإنَّ فُؤادي بالتَّمَنِي قَـــــــــــــــدْ اسْتَسْقَى
بَكَى الْجِذْعُ تَحْنانَاً و شَـــــــــوْقَاً إِذا نَأَى فَمَنْ ذا يَلومُ الْبَدرَ يَــــــــــوْماً إِذا انْشَقَّا
كَتَبْتُ اسْمَهُ و الشَّوْقُ يَجْتَاحُ مُـــهْجَتِي فصارَ لِفَرْطِ الضَّوْءِ فـــــي رَسْمِهِ نُطْقَا
أَظْمَأُ في الدُّنْيا و حُبُّكَ غَـــــــــــــيْمَتِي جَرَتْ في وِهادِ الرُّوحِ أَمْطَارُها غَـــدْقَا
و أَشْرُدُ بَحْثَاً عنْ مُحَيَّاكَ في الْمَــــــدَى فَيَرْوِي بَهاكَ القَلْبَ و الْجَفْنَ و الْحَــلْقا
مَلَكْــــــــــــــتَ مَفاتيحَ القُلوبِ بِرَحْمَةٍ لِتَفْتَحَها لِيناً و قَدْ أُحْـــــــــــكِمَتْ غَلْقَا
فقيرٌ و لكنْ مِـــــــــــــــنْ جَلالِ كُنوزِهِ سَجاياهُ فَاسْتَعْصَى عَلَى طَعْنِهِمْ صِــدْقَا
كَرِيمٌ و مَا فِي الْجُــــــــــــودِ غَيْمٌ كَكَفِّهِ يَرَى فِي الْعَطايَا حِينَ يَسْخُو بِها رِزْقَا
إِلَيْهِ انْتِهَاءُ الْجُودِ بَلْ مِنْهُ أَصْـــــــــلُهُ إِذَا اشْتُقَّ مِنْ سَمْتٍ فَمِنْ سَمْتِهِ اشْتُقَّا
فَلَوْ عانَـــــقَتْ عَيْنَاهُ طَـــــــــلَّةَ سَائِلٍ لأَعْطَى عَلَى قَدْرِ الْيَقِينِ و مَا اسْتَبْقَى
تلاطَــــــــــــــــمَ مَوْجُ الْكُفْـــــــــرِ حَتَّى إِذا عَتَا نَشَـــــــــــرْتَ شِــــــــراعَ اللهِ كَيْ تُنْقِذَ الغَرْقَى
يَرُدُّونَ فِي الطُّوفانِ طَــــــــــوْقَ نَجــــــــاتِهِمْ فَقَدْ شَوَّشَتْ فِــــــــــــيهِمْ غَــــــــرَابِينُهُمْ نَعْقَا
عَلَى ضِفَّتَيْ كَفَّيْكَ يَرْسُــــــــــو سَــــــــفِينُهُمْ و مَا زِلْتَ تُنْجِيهِمْ و إِنْ أَحْــــدَثُوا خَـــــــرْقَا
لَقَدْ أَحْرَقَ الْحَمْقَى سَعِـــــــيرُ عِنَادِهِــــــــمْ فَأَمْطَرْتَ مَاءَ الْحِلْمِ كَــــيْ تُطْــــفِئَ الْحَمْقَى
أَتَيْتَ و تاريخُ الْمُــــــــــــــــــروءاتِ غابِرٌ فَمَنْ حَفِظوا شِقَّاً فَــــــقَدْ ضَـــــــيَّعوا شِقَّا
فَأَحْيَيْتَهُ هَــــــدْياً و جَدَّدتَهُ تُـــــــــــــــقَىً و أَكْمَـــــلْتَهُ دِيناً و أَهْــــــدَيْتَهُ الْخَــــلْقَا
تَعاليمُكَ البَيْضاءُ نادَتْ فَأَسْمَعَـــــــــــتْ فَلَسْتَ الذي يَرْضَى بِأَنْ يُحْشَروا زُرْقَا
فَصَـــــــوْتُكَ لَمْ أَسْمَعْــــــــــــــــــهُ لكنْ رأَيْتُهُ يَوَاسِي يَتيماً حــــــــينَ يَجْــــــــنِي لَهُ الحَــقَّا
ووَجْهُكَ لَمْ أُبْصِـــــــــــــــــــــــرْهُلكنَِّ نورَهُ أَتانِي كَوَجْهِ الشَّمْسِ لا يَعْــــــــــرِفُ المَحْقَا
بَرَتْكَ يَدُ الرَّحْــــــــــــــــــــــــمَنِ آيَةَ رَحْمَةٍ فَيالَيْتَنِي عَيْنٌ رَأَتْ وَجْــــــــــــــهَكَ الطّـَلْقا
و صَـــــــــدَّقْتَ ظَــــــــنَّ الشَّانِئينَ بِمــَكَّةٍ فَأَخْزَيْتَهُمْ عَـــــــــفْواً و أَخْجَلْتَهُمْ رِفْــــقَا
و وَضَّأْتَ جِــــــــــــيلاً طَرَّزَ الآيُ سَيْفَهُ فما فَتَحوا البُلْدَانَ بَلْ رَتَّلوا الأُفْـــــــــــقَا
و مَنْ سَـــــــــــنَّ بالقُرْآنِ رَأْسَ سِهَامِهِ فَأَنَّى تَلا سَهْــــــــمَاً فَقَدْ أَحْسَنَ الرَّشْقَا
رِجالٌ وُضــــــــوءُ السَّيْفِأَذَّنَ سَعْيَهُمْ فَطافوا بِحَـــــدِّ اللهِ و اسْتَأْصَلُوا الْفِسْقَا
فَلَمْ يَكْتُبُوا بالسَّيْفِ سَـــــــطْرَ خُــــــلودِهِمْ و لَكِنَّهُمْ خَــــــــــــــــــطوهُ بالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
فَما السَّيْفُ إِلا مُـــــــــــــصْحَفٌ فِي أَكُفِّهِمْ مَتَى أَبْصَـــــــــــرُوا جُرْحَاً تَنَادوا لَهُ رَتْقَا
رُزِقْــــــــــــــتُ مِنَ الْجَاهِ اشْتِهَائِي لِقَاءَهُ فَأَنْعِمْ بِهِ جَـــــــــاهَاً و أَكْـــــــرِمْ بِهِ رِزْقَا
لَقَدْ أَعْـــــــــــشَبَتْ فِي الرُّوحِ بِذْرَةُ حُبِّهِ فَلَمْ تَعْرِفْ الآفـــــــــاقُ فِي طُولِهَا سَمْقَا
سَتَفْنَى الشُّــــــــــمُوسُ الْغَارِبَاتُ بِدِفْئِهَا وَ يَبْقَى شُروقُ الدِّفْءِ فِي سَمْتِكَ الأَتْقَى
بَدَتْ أَفْعَــــــــــــلُ التَّفْضِيلِ دُونَ صِفَاتِهِ و كُلُّ خَيَالٍ ضَاقَ عَنْ وَصْـــــــــفِهِ حَقَّا
و ذَاقَ سُمُوَّ الْحَـــــرْفِ فِي مَدْحِهِ فَمِي و لَسْتُ لَهُ كُفْوَاً سُـــــــــمُوَّاً و لا ذَوْقَا
تَسَارَعَ نَبْضُ الْحَرْفِ حَــــــــتَّى إِذا جَرَى عَلَى أَسْطُرِي بَوْحَاً أُحِـــــــــسُّ بِهِ صَعْقَا
فَقالَ طَبِيبُ الْحَــــــــــــــرْفِ إِنَّ الَّذِي بِهِ رِهابُ عُلُوٍّ يَعْـــــــــــــــــتَرِيهِ إِذَا يَرْقَى
فكَيْفَ احْتِمَالُ السَّطْــــــرِ مَعْنَى اشْتِيَاقِهِ و فِي ضَــــمِّهِ الْمَعْنَى قَدْ احْتَضَنَ الْبَرْقَا
فَمَنْ لِي بِحَرْفٍ مِنْ لُغَــــــــــاتٍ مُضِيئَةً و مَنْ لِي بِلَفْـــــظٍ مِنْ سَنَا هَدْيِهِ الأَرْقَى
فَمَاذَا يَخُـــــــــــطُّ الصَّبُّ لَوْ كَانَ حَرْفُهُ لَهُ خَافِــــــــــقٌ دَوَّى عَلَى سَطْرِهِ خَفْقَا
و كَيْفَ يَشَــــــــــيدُ الْمُفْرَداتِ عِــبَارَةً إِذَا قَلْبُهَا مِــــــــــــنَْبْيِنِ أَضْلاعِهِ دَقَّا
و فَتَّشْتُ عَــــــــــنْ حِبْرٍ يَلِيقُ بِوَصْفِهِ فَبَاتَ يَرَاعِي الْعُـــــمْرَ يَسْتَعْصِرُ الْوَدْقَا
فََيا سَيِّدَ الْمَعْنَى تَلَعْـــــــــــــــــــثَمْتُ عَاشِقَاً و ما زِلْتُ أَسْـــــــــــتَجْدِي الْمُحَالَ و ما رَقَّا
بِقَدْرِ حَنِينِي لا بِقَدْرِ فَصــــــــــــــــــــاحَتِي أَجِرْنِي بِصَوْتٍ يَحْـــــــــــتَوِي ذَلكَ الشَّوْقَا
لَقَدْ فَاضَ حُـــــــــــــبِّي عَنْ حُدِودِ بَلاغَتِي و لَمْ يَبْقَ لِي حَرْفٌ أُرَوِّضُهُ عِــــــــــــشْقَا
نَحَــــــــــــــــتُّ جِدَارَ الْقَلْبِ وَجْهَ قَصِيدَةٍ لِيَهْدَأَ نَبْضَاً إِذْ حَوَاكَ فَلا يَشْــــــــــــــــقَى
لأَهْلِ الْهَوَى الْعُــــــــــــلْوِيِ دَرْبٌ عَرَفْتُهُ و لَيْسَ عَــلَى الْعُشَّاقِ أَنْ يُحْرِزُوا السَّبْقَا
لَقَدْ َخّـــــَطْتْ الأَشْواقُ فِي الْقَلْبِ وَجْدَهَا فَمِمَّا بِهِ خَــــــــــــــطَّتْ و مِمَّا بِها أَلْقَى الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الإثنين 07-07-2025 02:12 مساء الزوار: 74 التعليقات: 0
|
|