|
|
||
|
دراسة نقدية شاملة لقصيدة لطيف ريض العنزي(النداوي): صور الصحراء وجماليات الحب... اعداد موسى الشيخاني
دراسة نقدية شاملة لقصيدة لطيف ريض العنزي(النداوي): صور الصحراء وجماليات الحب... اعداد د. موسى الشيخاني
1. مقدمة عن الشاعر يُعد لطيف ريض العنزي من الأصوات الشعرية المميزة في الشعر النبطي، حيث استطاع أن يعبر عن وجدان البادية وتجلياتها بصدق وعمق. في قصائده، يلتقط مشاعر الإنسان البدوي في صراعه بين التمسك بالقيم الأصيلة ومواجهة صعوبات الحياة وتحدياتها. نصه هذا يفيض صدقًا وعاطفة، جامعًا بين اللغة البسيطة الراقية والصور الشعرية الأصيلة، لتصبح قصائده شاهدة على روحه الحرة.
2. معمار القصيدة تسير القصيدة في بناء الشطرين والقافية الموحدة، محافظًا على رنين موسيقي قوي يتسق مع التقاليد النبطية. هذا البناء الموزون يُكسب النص متانة ويعزز وقع الأبيات على السمع والوجدان، مع تدرّج شعوري يبدأ بالجرح واللوعة، ويمر عبر مديح الصدق، وينتهي برثاء الذات والتسليم بالقدر.
3. الصور الشعرية في النص القصيدة زاخرة بصور شعرية نبطية بدوية نابضة، منها: - "زيدني من طعونك كان تبرد غليل / واعتبر كل طعنه من كفوفك وفا" – صورة بليغة تربط الألم بالوفاء، وتمنح المعاناة بعدًا ساميًا. - "لك بعيني منام وتحت رمشي مقيل" – صورة حميمة تعبر عن التقديس للمحبوب. - "ذابت شموع صبري والسراج انطفا" – استعارة رائعة لليأس الذي أطفأ ضوء الصبر. - "شف حمامي يجر النوح عقب الهديل / شوف شمسي عليها جنح ليلي ضفا" – ثنائية "الحمام/النوح" و"الشمس/الليل" تعكس حنينًا وانكسارًا.
4. ثنائية الصدق والزيف الموضوع المركزي للقصيدة بقي وفياً لثنائية "الصدق والزيف". يرفض الشاعر الزيف بكل أشكاله، ويطالب بالصراحة حتى لو كانت جارحة، كما في قوله: "قولها لا تواخذها بذنب الرحيل / لو تألمت منها باعتبرها....... وفا"
هذا البيت يتوج الفكرة بأن الحقيقة، مهما كانت مرة، أفضل من خداع مشاعر المحب.
5. تأثير البيئة البدوية البيئة الصحراوية تظهر بجلاء في هذه القصيدة: - "تاهت أقدام رجلي بين شوك وحفا" – صورة تصف قسوة دروب الصحراء وتشبيهها بدروب الحياة. - "فيتن بالهجير وبالقوارص... دفا" – ازدواجية الصحراء بين الحر الشديد والبرد القارس، تحضر في النص كرمزية لتحولات العاطفة.
6. شخصية الشاعر وصدق التعبير تكشف القصيدة عن شاعر فارس في كبريائه، لكنه عاشق في قلبه. يقول: "اعشقك وأنت عادل واعشقك لو تعيل / ما لحبك علاج ولا لجرحك شفا" تجلى هنا عمق الحب غير المشروط، وصدق العاطفة التي تتجاوز الحسابات الضيقة.
7. القيمة الشعرية وأهمية النص القصيدة تحافظ على روح الشعر النبطي الأصيل، لغةً وصورًا وموسيقى. إنها توثق تجربة إنسانية مشتركة: كيف يتحمل العاشق الأذى في سبيل وفائه، وكيف يعبر عن كبريائه وسط الألم.
8. خاتمة: الشعر النبطي والتمسك بالأصالة يمنحنا هذا النص خلاصة الشعر البدوي: العشق الصادق، الكبرياء، والتسليم للقسمة. يتجلى فيه الشاعر بطلاً شعريًا لا يهاب الجراح، ولا يفرط في صدقه. ولعل أهم ما يميزه هو التمسك بفروسية الحب رغم الغدر، والاحتفاء بالمعاناة كقيمة سامية. بهذا يثبت لطيف ريض العنزي (النداوي) أن الشعر النبطي ما زال صوت الصحراء، وصوت القلوب المخلصة.
***** 9. القصيدة : زيدني من طعونك كان تبرد غليل واعتبر كل طعنه من كفوفك وفا
لا تغمد حسامك لين دمي يسيل خوذ حقك مدامك والجروح حلفا
لا تدور شهود ولا تدور...... دليل سوبي ما بدالك بالعلن..... والخفا
اعشقك وأنت عادل واعشقك لو تعيل ما لحبك علاج ولا لجرحك شفا
حب غيرك طوى بيته وحبك نزيل انتعش به خفوقي وابتهج واحتفا
لك بعيني منام وتحت رمشي مقيل فيتن بالهجير وبالقوارص... دفا
يا جميل المحيا ليت فعلك جميل كان ما بعتني منشان هرجة قفا
شف حمامي يجر النوح عقب الهديل شوف شمسي عليها جنح ليلي ضفا
وشوفني حي قدامك مع أني قتيل لو نفا ظاهري لك داخلي ما نفا
كل شين وهبتك بس ويش الحصيل الحصيله حصيلة من يناكخ صفا
ما حصل منك شين مثل مدة بخيل لا غنت عن سؤال ولا بها مكتفا
ما طلبتك تكافيني برد الجميل لا ولا بعض مما قد ذكر....... آنفا
طول عمري قنوع ومكتفي بالقليل معتنز بالقناعه لين حقي..... هفا
كل دربن سلكت ولا تهيا سبيل تاهت أقدام رجلي بين شوك وحفا
لا متى والأماني تطرد المستحيل حدته للوصول وحدها..... للجفا
ابك ما عاد فيني للمعاناة حيل ذابت شموع صبري والسراج انطفا
قولها لا تواخذها بذنب الرحيل لو تألمت منها باعتبرها....... وفا
شعر/ لطيف ريض العنزي النداوي الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 27-05-2025 06:18 مساء الزوار: 530 التعليقات: 0
|
|