قراءة وتحليل : larbi izaabel
القصيدة : انتباه ... تصوير !
نبتسم ونستعد للتصوير

ندفن الجراح
ونستمر في الكفاح لوهلة من الزمن
يتصارع الأنا وأنا
كأننا نسخر من تزييف رسمة الشفاه
لم نعد نعرف إلا ظلالا لوجوه
كانت في الماضي تعود إلينا
بعيدة عما تخفيه
تطل من وراء ضباب
نريد صورة في أبهى الحلل
ننسلخ من ماهيتنا
تغيب فيها العيوب
وتشرق فيها الهرطقة
تصمت الحقيقة البلجاء
ويُسكَب التبجيل في كؤوس فاخرة
الحنين إلى البراءة ينتظرنا
وخيوط الظلمة تسحبنا
وفي كل مرة ...
العفن يحلل أطرافنا
نلف الصدمات نادرا
في أكياس قابلة للتحلل ...
غرباء نحن عن أنفسنا
مسافات بيننا وبين ذواتنا تكبر
حياتنا مجرد لحظة قبل لقطة الموت
عبارة وحيدة توحدنا
"انتباه ... تصوير !"
كافية للتصنع من جديد
بقلمي سهيلة مسة/المغرب

قراءة تحليلية لقصيدة الشاعرة المحترمة الأستاذة:
سهيلة مسة
إنتباه ...تصوير !
قراءة : larbi Izaabel
نبتسم ونستعد للتصوير
ندفن الجراح !
بهذين السطرين استهلت الأديبة الشاعرة قصيدتها النثرية تحت عنوان ذكي ومجازي وعميق الدلالة :
( انتباه...تصوير !) في أسلوب تهكمي وفي لغة وقاموس المخرجين السينمائيين ....أنتباه....: مصدر فعل : انتبه ...ومعناه : الاستعداد وتغيير حالة شرود إلى حالة الوعي وتنفيذ المطلوب ....لم تشتغل على زمن المضارع ولا المستقبل ولا الأمر الطلبي المباشر بل اشتغلت على "مصدر " الفاقد للزمن والمكان .. بمعنى: بمعنى خلو الحدث من: زمكانيته ! إشارة إلى فقدان الشخص لكل مكوناته التي تميزه عن ( فردانيته) والعنوان كله هو عبارة نسمعها كثيرا إما على ركح مسرح أو فضاء تصوير فيلم !! بمعنى : هناك أشخاص على ( ركح مسرح الحياة يمثلون) ! Attention...ça Tourne.
إحالة على ( ضد الحقيقة) ! لا أقول: الكذب بل اقول: ( النفاق الإجتماعي) عكس اللياقة الإجتماعية ! وبينما خيط رفيع يربط بينهما !!
تقول الشاعرة :
نبتسم .......
ندفن الجراح ...
نقد لاذع لسلوك مجتمعي متفش بصورة مرعبة ، نفاق وخداع و تقمص أدوار لا علاقة لها بالواقع ...شوفينية مقيتة في مجتمع ( ضعيف الشخصية) تماما كما تتصرف الحرباء حيث تغير لونها حسب لون المكان اذي توجد فيه !!
هكذا تصف الشاعرة حالة ( الإنسان المعاصر) له في كل لحظة وزمان ومكان شخصية ودور ووجه و مهمة مرغم على تنفيذها غايته الوصول إلى " هدف" ولو على حساب شخصيته ومبادئه وقناعاته واديولوجته ..المهم هو " الوصول" !!
هنا ستميز لنا الشاعرة بين : النفاق الاجتماعي و اللياقة الإجتماعية! فالنفاق هو ما أشارت إليه مجازا في عنوانه المحبوك تركيبا ودلالة ومجازا وصبغة ومبنى ومعنى في أسلوب موجز و تركيب شعري شاعري مركز وواع وهادف ...أما اللياقة الإجتماعية فهي لاتشترك في هذه الصفة في أي شيء لأنها تصدر من الداخل ...عمق الإنسان الذي نشأ على الخلق السليم في البيت والمدرسة والبيئة التي تمت فيه تنشئته فيها ؛ بحيث تكون سلوكاته كلها مبنية على ( الاحترام) ! احترام لفكر الآخر ؛ لمعتقداته ، لآرائه ، لمستواه الثقافي والطبقي والوجداني ...يتصرف دون أن يلحق الأذى بغيره أو يتجاوز حريته ليمس بحرية الآخر ولو كان لا يوافقه شكلا ومضمونا ..المهم أن يوثر الآخر عن نفسه ويسعى لعدم اغضابه ؛ وقد يصحح له الخطأ أو الفكرة أو سلوك بطريقة لبقة خالية من العنف اللفظي أو السلوكي ...
فالشاعرة تميز عن وعي بين ( المدينة الفاضلة) وبين ( الواقع المعيش) بين الناس !
تقول الشاعرة :
العفن يحلل أطرافنا
نلف الصدمات نادرا
في أكياس قابلة للتحليل
غرباء نحن عن أنفسنا ...
بهذه النبرة الدرامية وبهذا النفس الشجي تصف حالة الإنسان المعاصر الذي يعيش ( غربة النفس في الجسد)
أو غرابة السلوك في جسد خلقه الله في أحسن تقويم !!
وحتى تعطي الشاعرة للظاهرة بعدا أكثر إيلاما وقسوة تقول الشاعرة : سهيلة مسة :
مسافات بيننا وبين ذواتنا تكبر
حياتنا مجرد لحظة قبل لقطة الموت...
هنا الإنسلاخ التام عن الشخصية بمعناها الفلسفي وتيهان و ضياع هواياتي وحياتي وعاطفي وانتمائي لجنس البشر ....و انزلاق نحو : ( عبثية الحياة) لذى هذا الصنف من البشر المنافق الذي لا يستقيم على حال ولا يقف على مبدأ ولا يحيا حياة إنسان سوي !!
وتواصل الشاعرة قائلة :
عبارة وحيدة توحدنا ....
" انتباه... تصوير !"
كافية للتصنيع من جديد .!!
قمة التهكم من الشاعرة على الوضع والسلوك الإنساني للعنصر البشري في عصرنا الحاضر ...فهي ترى أن الأجيال التي تعيش حياة ( الحرباء) لا يمكن لها إلا أن تفرخ لنا جيلا كاملا مستلبا فكرا وسلوكا و عاطفة ووجدانا ....
لقد نهجت الأديبة الشاعرة في قصيدتها هذه الرائعة أسلوب حوار غير معلن : فالخطاب هنا خطاب يحمل رسالة تربوية أولا وهو موجه لعامة الناس تستشرف المستقبل بعد أن عاينت ووصفت الحال حاضرا معيشا ، كل ذلك في حبكة متراصة الحلقات يشد بعضها بعضا كأنه بنيان مرصوص من أول شهقة إلى آخر النص في جمل شعرية شاعرية وتراكيب غاية في الإتقان ولغة تستمد قاموسها من خلال اللفظ المحمل بعاطفة ووجدان وحرارة البوح الشعري الشاعري الراقي.
تحياتي ....لشاعرة راقية الأحساس والشعور والبوح العميق الهادف المحبوك بعناية. الأستاذة: سهيلة مسة المحترمة .لى الوضع والسلوك الإنساني للعنصر البشري في عصرنا الحاضر ...فهي ترى أن الأجيال التي تعيش حياة ( الحرباء) لا يمكن لها إلا أن تفرخ لنا جيلا كاملا مستلبا فكرا وسلوكا و عاطفة ووجدانا ....
لقد نهجت الأديبة الشاعرة في قصيدتها هذه الرائعة أسلوب حوار غير معلن : فالخطاب هنا خطاب يحمل رسالة تربوية أولا وهو موجه لعامة الناس تستشرف المستقبل بعد أن عاينت ووصفت الحال حاضرا معيشا ، كل ذلك في حبكة متراصة الحلقات يشد بعضها بعضا كأنه بنيان مرصوص من أول شهقة إلى آخر النص في جمل شعرية شاعرية وتراكيب غاية في الإتقان ولغة تستمد قاموسها من خلال اللفظ المحمل بعاطفة ووجدان وحرارة البوح الشعري الشاعري الراقي.
تحياتي ....لشاعرة راقية الأحساس والشعور والبوح العميق الهادف المحبوك بعناية. الأستاذة: سهيلة مسة المحترمة .