|
|
||
|
قراءة نقدية لنص الشاعرة دنياس عليلة" ذات لقاء " بقلم الأديب و الناقد التونسي حاتم بوبكر
النص : نداء عميق بداخلي كنور فجر ولد بين دجنة وضباب كصوت متمرد يكاد ينطق بالسر خلف داكنات السحاب خلف ألف قيد وقيد من شدة وقعه أسمع بين نبضات قلبي شيئا ما يُهاب كأنه يعلن ان القدر قد شاء أخيرا واستجاب شيء ما يمنحني السلام و يدعوني ان أمضي في متاهة عشق لطالما حجبه السراب يدعوني الى موكب سماويّ الجمال رائع خلاب لأرتشف و شقيق الروح من رضاب الخلود بعد قفار الوجود و اليباب و بعد ان رحل ذاك المستحيل لقضاء إجازة ابدية وغاب ***** و مضيت ... مضيت حرة من أمسي متوجة بأحلام الغد تسابقني مشاعري تقودني و أقودها الى موعد بلا موعد تتزاحم بغزارة في انسياب عاطفي كنهر بعذوبته معتدّ تتشابك مع أصابع الشمس لتشعل لهيب الكون بجسدي تتكاثف في حلقات الرياح و تحملني فوق السحاب الى ماوراء الأفق الممتد... الى فضاء خارج دنياي لأسبح خارج ذاتي و أحلق فوق رؤياي كأن يدا الاهية تنادي خطاي لأسير خارج الأرض في اللامكان و اللازمان بلا خرائط و لا عنوان ***** ومن حسن حظي ان صوت الخوف الصاعد الى السماء من حزن الثرى شاحبا متقطعا من وطأة العدم و الردى أبى ان يقطع بي مسافات البرزخ خلفا الى الوراء ثم تلاشى في الغيم الأسود وخبا من حسن حظي أن صوت الخوف المخاصم لتمردي القادم خلسة من سجون البؤس المؤبد رفض أن يتواطأ مع اليأس ويربك أجنحتي حين ارتطم بها في طريقه دون قصد فالقدر يتوق ان يلغي بيننا مسافات البعد .... !!. بعض الخطوات تفصلني عن جنتي و أنا أعبر صراط العشق مسلكا للخلد أعبره بثبات عاطفي معافاة من الهواجس في موقف تخفق له القلوب وتشخص له الأبصار في حضرة الاه العشق الواحد الأحد بعض الخطوات تفصلني عن جنتي والعالم تحت ناظري بساط أخضر سندسي عابق بعطر الورد و حبيبي في أول خارطة الفردوس ينتظرني بمحاذاة لهفته على أريكة قدت من أبد...
دنياس عليلة / تونس
***القراءة النقدية*** : لوحة شعرية تعلن منذ البداية عن أطروحة مفادها " الفن أنا" . بالفعل رقصت الذاتية على النثرية بأوجاعها وآمالها وأحلامها ونداءاتها . احدها نداء روح عليلة - بالصدفة لقب شاعرتنا ولم أقصد - تعاني الفقد أو هي لا تعانيه ذلك ما يكنها من إحساس ونداء ألهم نفسها السكينة. تستشعر الشاعرة نداء حفيا خفيافي أعمق أعماق ذاتها يدعوها للاتحاد. نداء وُلد من العتمة أي من ظلمة حياتها وتعاستها ووحدتها ومن ضباب مانع للرؤية, نداء تبدو ولادته عسيرة لأنه يخرج بين حلكتين. هو صوت متمرد رافض لوجود بائس, صوت من بعيد لعله صوت الحبيب يناديها من وراء السحاب حيث استقرت روحه يناديها من مكان قصي لعله من الجنان, صوت أثار حفيظتها ونبض القلب فأحيا فيه المسكوت عنه اللامفكر, أمسى النداء محفزا للوجود وللذات بل و اعلام من القدر بان زمن الشقاء والتعاسة. النداء شكل بداية حياة جديدة للشاعرة أو نقلة في الوجود. بدت اشاعرة كارهة للوجود ناشدةللخلاص للارتقاء حيث الأرواح لتعانق الروح ولذا ذهبت الشاعرة الى أن النداء خلاص لها من العبثية ومن اللامعنى, أنه يهديها السلام ويدعوها حيث العشق الحقيقي الذي لا موقع للأجساد فيه ولا تعب ولا شقا بل السكينة اللامتناهية. لقد أرجع نداء الحبيب من عليائه حب الحب أو أسرار العشق التي فقدتها بعد فقده. شاعرتنا بها شوق لتعانق روح حبيبها لامحاء الخط الفاصل بينها وبين هويتها أو كينونتها أو حقيتها وهذا يجسد شدة العشق الذي استوطنها حتى الفراق أفقدها متعة الحياة في جسدها وباتت تحن الى مغادرته بل وترى أن سعادتها مرتهنة بالخلاص والعلو عليه. لقد بلغ بها الشوق حتى القول بان الالتحاق بالركب السماوي اجازة أو راحة لها بمقتضاه تدرك سكينة لا متناهية. تزاحمت المشاعر في ذاتها والتهبت حتى باتا يتسابقان على القيادة لهذا تشبه انسيابها بانسياب النهر ولكنه هنا نهر يختلف عن باقي الأنهار هو نهرعذب طعمه الحب. لقد حملتها الأشواق الى عالم الحبيب تاركة جسدها وهنا تتجلى, لقد من جسدها وعانت السماء وسبحت وحلقت فيها حيث امتداد الزمكان واللاتناهي وكيف السبيل الى ذلك ؟ اللقاء بالحبيب رهن التخلص من الجسد والتخلص من الجسد رهين الموت ومادام الموت لم يحن فهو رهين الانتحار ولكن اليأس لم يعانق شاعرتنا ولم ينتابها لأنها ليس مسلكا للنجاة وللخلاص واللقاء بالحبيب لذا تحاولان تثبت حتى يحين اللقاء, تثبت عاطفيا ونفسيا وتتفادى اليأس ليتحول حبها في الحياة وبقائها ليس عشقا لها بل عشقا وقربا للقاء حبيب الروح وهنا يبلغ الوفاء أوجه. جميل ما كتبت وجميل وفاءك للحبيب وتكريس حياتك للقاء به ذات لقاء الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الجمعة 26-02-2021 06:49 مساء الزوار: 406 التعليقات: 0
|
|