|
|
||
|
قراءة نقدية للناقدة منوبية غضباني لقصيدة "حبيبتي" للدكتور الشاعر موسى الشيخاني
قراءة نقدية للناقدة منوبية غضباني لقصيدة "حبيبتي" للدكتور الشاعر موسى الشيخاني حبيبتي... انت موجودة في حياتي في كل اوقاتي... تشعرينني اني موجود يهزني الشوق حين اراجع رسائلك اتيه في تفاصيلك انوثتك ترهق رجولتي لكنها تسعدني حينما تهتز خطواتك يهتز معها قلبي انت حلمي الواحد... ومبتغاي الاوحد اجمل ما في حبنا وفاؤنا معا...... فرحنا معا..... وبكاؤنا معا..... ابتسامتك تجلد ذاكرتي يبهرني في عينيك الخيال والواقع معا.... فاذوب شوقا نظراتك الحادة كقذيفة من لهب تحرق كل اماكيني ازداد عطشا... كلما فكرت فيك بعد كل كلمة.... بعد كل جملة... يثيرني احمرار وجنتيك تستدرجني دقات قلبك المتسارعة تحبس انفاسي... تنهداتك... في كل اللحظات انت موجودة داخلي متيم انا بحبك... بربك فلا تسالي..... د. موسى الشيخاني
قصيد في الغزل العفيف....لغتها غير معقدة ولا غامضة ...توصيلها اللّغوي يسير فالشاعر استعمل لغة سهلة احتفت بالصورة المجازية الإستعارية في بعض مقاطعها .. استهلها الشاعر بمخاطبة الحبيبة حبيبتي... انت موجودة في حياتي في كل اوقاتي... تشعرينني اني موجود ففي هذا المقطع صاغ الشاعر تراكيبه اللّغويّة بشفافية وإيحاء خاص ..معمّقا معنى وجودها الدّائم حاصرا معنى وجوده بوجودها وارتباطهما معا في تدليل لهذا التناغم والتواشج بينهما... والوجود والموجود هي فكرة قال عن "هيدغر"لا تتناسب للتعبير عن الإنسان وانّما هي صيغة استعارية كونه ذات وقال أيضا الجرجاني عنها "تحقّق الوجود العيني من حيث هو رتبتهالذأتية وبنائع ه الأنطولوجي للإنسان في تماهيه الذّاتي " وللقبض على المعنى في قول شاعرنا فأنّ الوجود يكون في المكان والزّمان وقد أوضح قصده في قوله أنت موجودة في كلّ أوقاتي.. لتحتدم الأشواق فيه في لاحق المقاطع إذ يقول وتتسّع دوائر اعترافاته للحبيبة في قوله يهزني الشوق حين اراجع رسائلك اتيه في تفاصيلك انوثتك ترهق رجولتي لكنها تسعدني فتؤسس الأفعال الواردة في صيغة المضارع "يهزّني...أراجع...أتيه...ترهق ...تسعد"لرهافة حسّه وشفافيته في خلق مترع بدفء المشاعر بينه وبين الحبيبة..وتجيء دلالات الأفعال مستحوذة على المعاني المقصودة ففعل "يهزّني"له معنى الهزّة والهزّة هي لها درجات في حدوثها فقد تصل الى اقتلاع الجذور..كذلك الفعل "ترهق" والإرهاق فيه تحميل لما لا يطاق...أمّا الأفعال أتيه...أراجع...تسعد فهي جاءت عنوة لترسم قلائد المعنى في استثمار لصورة وجدانية أحسّها الشاعر وأراد بها تدارك صورة الحبيبة المرهقة المتعبة ... وتفتح أبواب الإعتراف في لاحق مفاصل النّص لتتسّم بالحميمية ووالوصفية الدّقيقة في أهزوجة فنقف في هذه المقاطع على حرارة وصدق المشاعر التي صاغها الشّاعر في غير كلفة ولا بهرج لغويّ أنت حلمي ومبتغاي الأوحد"فالصورة خلاقة ابتدعها الشاعرليفجّر بها قمّة تعلّقه بالحبيبة التي يهتزّ لها القلب في كلّ خطواتها ...وهي حلمه ومبتغاه الأوحد وصيغة الأوحد وهي على وزن أفعل لم يرد بها هنا التّفضيل واللغة غنية بصيغها فقد قال الفرزدق في أحد قصائده مستعملا صيغة أفعل في غير معنى التفضيل إن الذي رفع السماء بنى لنا بيتًا دعائمه أعز وأطول وفي تكرار لإقرار وتأكيد شدّة ارتباطهما كحبيبين يلجأ شاعرنا إلى توظيف اللّغة فيورد صورة لأتّحاده والحبيبة ببعضيها فبكاؤهما واحد وفرحهما واحدووفاؤرهما واحد...وزمانهما في الحبّمتين الرّوابط..حتّى كأنّ بينهما حبل سريّ كالذي يربط الجنين بمشيمة أمّه ...وتتنامى أساليب التّعبير فيتألّق الإبداع في التّوقف عند قوله اجمل ما في حبنا وفاؤنا معا...... فرحنا معا..... وبكاؤنا معا..... نرى ارتباط كلمة أشياءفرح...بكاء....وفاء بحرف..نا..الضمير المتصل الذي يقع على نحن..بمعنى تحديد الشاعرلما يوحّده مع الحبيبة
"ابتسامتك تجلد ذاكرتي "...تتسّع ذاكرته بكلّ تفاعلاتها فابتسامتها "تجلد" ذاكرته والمعنى المضمر أنّ الجلد سيكون عند محاولة نسيانها أومحوها بحكم الزمن ...وابتسامتها محفورة في تخوم الذّات والتّذكّر...
ولوصف ما يعتريه من شوق وحبّ جارف للحبيبة يتخيّر الشاعر بدقّة متناهية معجمه اللّغوي ...فوصف حالتهب"الأنبهار الذي يصيبه والذّوبان والإحتراق وانحباس الأنفاس تدرّج في وطأة العذاب في الحبّ وكأنّي بشاعرنا يبعث رسائل تحتمل معها ذنب الحبيبة بطريقة رقيقة مليئة بالحنان .... لينهي نصّه زاجّا بنا كمتلقين في حالة حبّ قويّة لاافلات من قبضتها معلنا معترفا مقرّا ... مخاطبا الحبيبة بقوله انت موجودة داخلي متيم انا بحبك... مستعملا ضميرا المخاطب "أنت" لدحر أي شكّ أو ريبة .. مسندا حالة تتيّمه القصوى لضمير المتكلّم في قوله متيّم "أنا" ويختم بالقول مستحلفا إيّاها الاّ تسأل بربك فلا تسالي..... وهي قفلة لاءمت مضمون القصيد... والقصيد على سلاسة لغته وخلّوها من التّرف والزخرفة رتّل فيها الشاعر د. موسى الشيخاني أحاسيسه وحمل إلينا طاقة في الحبّ صادقة فانسابت حرارتها في الرّوح وحقّقت تأثيرها وتناغمها فينا ... منوبية غضباني ..تونس الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الخميس 04-02-2021 09:59 مساء الزوار: 445 التعليقات: 0
|
|