|
عرار:
احتفاءً بأيام عيد الأضحى المبارك، واصلت بيوت الشعر، فعالياتها الثقافية المتنوعة، وكان بيت شعر الأقصر، على موعد مع الفنون القولية، التي تعد مصدراً حياً، لدراسة ثقافة الشعب المصري وعاداته وتقاليده وتراثه الغني بالحكمة والشعر، خلال أمسية شعرية استضاف فيها الشعراء: عبد الشكور سلام، ومحمد رضوان، وعبد الله الأمير جاد، ومحمد إبراهيم كوش، وحمادة العجمي، وألقوا من فنون الشعر الشعبي، قصائد تنوعت بين صنوف القول والإبداع والفنون الشفاهية، من المربعات والمواويل، وكل ما يزخر به الموروث المحلي الغني والمتنوع. قدّم للأمسية الشاعر حسين القباحي مدير البيت، ورحب بالشعراء الضيوف والجمهور، مؤكدًا حرص بيت الشعر على التواصل الدائم والحميم مع كل المبدعين. سلام الذي افتتح الأمسية بلسان شعبي، قرأ: يا بدر ليك مدح كم طعمه لذيذ وعذاب المغرم قوي بيه ماشي ما شايفش عذاب بالذكر ملذوذ كم فكر يعيش عذاب خايف من النار يوم تبقى ليها صلى أرجو الشفاعة لمن بيكم له صلى تروي الأحاديث كل من عليه صلى حاشا وكلا يرى يوم الزحام عذاب. ومن الموال الرباعي، أنشد رضوان: أبو قلب خالي عشق يصرخ بحلواني لا بعاد حبيبه شفق والقصة حلواني سرقلي نوم العين كالميه في أيدي تخر طب كيف يدوق المر والمهنة حلواني. وصوّر جاد وجه الحبيبة الغائبة كالنجمة العالية، حبيسة الغيوم، وشكلت هذه المشهدية بالنسبة إليه ينبوعاً يسقيه الحنين والأمل وسط ذكرى تحاصره وتلازمه، يقول: ولما بيترسم ليلي بشوفك نجمة واحشاني وحاضنة سحابة خانقاها فما تعديش ورغم الحبسة والخنقة بتفضل عالية في سماها ما بتوطيش وبعكس مشهد النجمة على ذكرى ملازماني وحسرة قلبي من تاني على حبيبتي اللي لساها معرفتنيش. من فن “الواو” تدفقت لغة كوش حول أسرار القلب، قرأ أبدي بذكرك يا علام كل اللي في القلب خافي شدت في اللفظ علام يا نفس من بطشه خافي. وقرأ العجمي في مدح النبي عليه الصلاة والسلام: بالفطرة حبك ما بديش كما عيني تهوى غطاها عودت نفسي ما بديش إلا بذكرك يا طه وجهو كما البدر وأحلى لله صلى قيامه هيبقى خصيمه في وحله في الحشر بوم القيامة. وفي السودان، واصل بيت الشعر الخرطوم فعاليات “منتدى الثلاثاء”، حيث شهد قراءات متنوعة في الشعر الفصيح والشعبي، وبلغت المشاركات الشعرية 18 شاعراً وشاعرة. نقتطف من القراءات شذرات شعرية، فيقول عبد الرحمن الفاتح: علمني الشارع أكثر من مدرسة الحي قوَّمني ثوبي المتسخ بأعمالي ما ليس تقومه الـ (بدلة) والذي ولأني أرجو الفائدة بقصد علمني من كان معي وبلا قصد من كان علي. بينما قرأ الحسن عبد العزيز: الكراهية موت بطيء وحتمي تتفتت في صدر الشهيد لأربعة عشرة شظية لكنها تقتل الطاغية في الفالنتاين رأيت الصبابا يعبئن الهتاف بالشعر ويعالجن الشارع بالحب كان هنالك صبية بانتظار صكوك المحبة وراء الجسر وفي حضرة الوطن والمفردة العامية يقول محمد بركة: حضارات بالعراقة تنز تقود فيض الأحاجي أمد منارات واقدة بالترتيل ولا لوبة شروقها ورد بلا آذانا ما غبَّ ولا بغيب صوت دراويشها البجُردُو مدد وياها دليلنا وين ما كان. وفي أمسية ثانية، جمعت أربعة شعراء من تجارب مختلفة وهم: ياسر عبد الرحمن خيري، ومحمود السماني، وأحمد اليمني، والهادي أبو بكر الخزامي، تغنى منهم اثنان في مساق الشعر الفصيح، وآخرون في سياق العامية السودانية الفصيحة والدارجة، وسط جمع من الحضور المتذوق للحرف المنظوم. استهل القراءات الشاعر أحمد اليمني مستهلاً بقصيدته “غربات”: يحاصرُني نردُ الأماكنِ نَمَت زهرَةُ اللُّقيا وفاحت تَخَيُّلَا. وفي مقطع آخر: تقولُ لي وردةٌ عَلِقتُ بها في نجمةِ الصبحِ لن أراكَ نَدَى ونالني إذ حفِظتُ دمعَتَها وحيٌ سخِيٌّ ككُلِّ من زَهدا لآخرِ القصدِ لا مسيرَ سوى تلويحة تفرشُ الفراغَ مدَى. الشاعر ياسر خيري بث جملة من الأشجان والوصايا، يقول: قدْ يَصْبِغُ الشَّيبُ القُلوبَ مُبَكِّرًا فامْزجْ خِضَابَكَ قَبْلَ أنْ تَبْيَضَّ منكَ شَواخِصٌ وظِلَالْ فالغُرْبَةُ الصَّمَاءُ لا تُبْدِي انْفِعالًا غيرَ ما سَيثيرُ حَزْنَ قَصِيدَةٍ في الجَوفِ أدْمَتْ سَطْرَهَا الأغْلالُ. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 15-08-2019 10:46 مساء
الزوار: 992 التعليقات: 0
|