|
عرار:
عمان – خاص بالدستور – عمر أبو الهيجاء نظمت اللجنة الأدبية في "البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون" مؤخرا، أمسية شعرية من أجل فلسطين بعنوان: "الشعر في مواجهة العدوان" شارك في الأمسية الشعراء والأدباء : إياد الهاشم "العراق" و وئام فتال "سورية" والكاتب الروائي السوري إياد حسن، ومن فلسطين عبد السلام العطاري، طارق عيسراوي، وأدارت مفردات الأمسية الكاتبة السورية لوريس فرح وسط حضور كبير . واستهلت الأمسية الأديب إياد حسن رئيس اللجنة الأدبية في البيت بالترحيب بالحضور النوعي م الوقوف دقيقة صمت إكراماً لأرواح الأبرياء ضحايا الحرب والعدوان. أولى القراءات بدأتها لوريس فرح بقراءة قصيدة للشاعرة هبة أبو الندى التي استشهدت خلال العدوان الغاشم الأخير على غزة: قدمت قصيدة نشرتها الشاعرة الشهيدة قبل 10 أيام من استشهادها : "أعيذُكِ/في الفروضِ/والاستخارة/وأرقي كلَّ مأذنةٍ/وحارة مِنَ الصاروخِ لحظةَ/كانَ أمرًا/مِنَ الجنرالِ/حتّى صارَ غارة/أعيذُكِ، والصغارُ/قبيلَ يهوي/تغيّرُ بابتسامتِها/مسارَه/أعيذُكِ، والصغارُ هنا نيامٌ/كما نامَ الفراخُ بحضنِ/عشِّ/ولا يمشونَ للأحلامِ ليلًا/لأنَّ الموتَ/نحوَ البيتِ/يمشي/ودمعُ الأمّهاتِ غدا يمامًا/ليتبعَهُمْ بِهِ في كلِّ نعشِ/أعيذُ أبَ الصغارِ وبعدَ قصفٍ/يشدُّ البرجَ حتّى لا يميلا يقولُ: للحظِة الموتِ/اِرْحَميني/“فماذا لو تأخّرتِ/قليلا؟”يقولُ: “لأجلِهِمْ أحببتُ/عمري/هبيهِمْ مثلَهُمْ/موتًا جميلا ”. تناوب المشاركون في الأمسية في القراءات وتصاعد معها تفاعل الجمهور ليصل عطاء المشاركين لأوجِه. وخصوصاً أن القراءات ترافقت بعرض صور لفنانين من فلسطين على خلفية القراءات. ومن ثم قرأت فتال من أشعارها حيث تقول: "الحزن في كل البلاد المنكوبة/لكن الحزن في غزة تحديداً/يتكاثر بطريقة خاصة وأجناس متعددة/ليقول للأرض يوماً /رباه! لقد وطئنا الثرى بكل هذه الأهوال/ثم في بلادي حزن/شعره كارلي أبيضاني، حلو، فُقد لتوه/حمداً لله لم نره على هيئة أشلاء فالحزن في غزة/عادة يخرج من تحت الأنقاض/ ممزقاً نحمله في أكياس". وقرأت قصيدة للشاعرة اللبنانية حنان فرفور. الشاعر أياد هاشم قصيدتين من أشعاره التي نظمها لهذه المناسبة: ومن قصيدته "حِجارَةُ غَزَّة" نختار منها: "تَنَخَّ الْحِجارَةَ إِذْ تَقْصِدُ /وَزَيْتُونَةً زَيْتُها يُوقَدُ/وَقاتِلْ بِضِرْسِكَ إِنَّ السِّلاحَ/يَشِحُّ وَيْكْفِيكَ مَنْ يَصْمُدُ/وَقِفْ فَوْقَ صَخْرَتِها إِذْ هُناكَ/تعَرَّجَ فِي لَيْلِها أَحْمَدُ/وَسائِلْ جِراحَكَ هَلْ مِنْ ضَمِيرٍ/سَيُذْكَرُ ! لَمّا يَقُولُ الْغَدُ تَذَكَّرْ رِقابَ الصِّغارِ تَدَلَّتْ/وَأَنْتَ إِلىٰ نَصْرِها أَبْعَدُ/تَذَكَّرْ عَلىٰ نِسْوَةٍ قَدْ يَحِلُّ/الضَّلامُ وَجِيداً وَلٰا مُنْجِدُ/وَقُلْ لِلَّذِينَ تَناسُوا الْعُرُوبَةَ/أَسْلِمْ إِذا هُمْ بِها هُوِّدُوا/فَكَمْ حَصَدُوا مِنْ تُراثِ الجُدُودِ/وَمِنْ سِوَرِ الْفَتْحِ لَمْ يَحْصِدُوا". صوت الشعراء الفلسطينيون كان حاضراً في هذه الأمسية سواء أكان بصوتهم أم من خلال الكاتب إياد حسن الذي قرأ قصائداً ونصوص لأربعة أدباء من فلسطين. كما عرض تسجيلاً لقصيدتين مرسلتين صوتاً وصورة للشاعر عبد السلام العطاري. ثم بعد عرض فيديو لقصائد الشاعر عبد السلام العطاري، ثم قرأ له إياد حسن نصاً بعنوان: "نحب غزة" يقول فيه: "نُحب غزة/عنها، عن خليلةِ البحرِ والبَرِّ، والسماءِ. عن غزّةَ التي نُحبُّ تفاصيلَها/نحبُّ غزّةَ من بَحرِها الأزرقِ بعينيهِ/ إلى الرّملِ الحامي الأصفر/ نُحبُّ غزّةَ بغبارِها الصّاعدِ إلى السّماءِ التي تعبُرها سهامُ الجحيمِ/ إلى نخيلِ رفح والظلّ بسعْفِه اليابسِ بخشونةِ الكفّين القابضتين على الجَمرِ الحالكِ/ نُحبُّ غزّةَ بتفاصيلِ قصيدتِها وبسطرِ الرّوايةِ الذي لا ينتهي/ نُحِبُّ غزةَ مخيّمًا مَخيَّما ورمْلةً رَمْلة/ نُحبُّ غزّةَ كُلّما استيقظَ النّومُ مِنْ سُباتِنا العميقِ". ومن ثم كانت إطلالة ثانية وقراءة من نصوص الكاتبة والأكاديمية المقيمة في رام الله باسمة صوّاف حيث قرأ نصين لها أم تناجي ابنها الشهيد" : "أترحلُ دون َوداع/يمزقُني سؤالُ الرحيلِ أشلاءً/ويزرعُني في كهوف معتمة/فيغدو نهاري ليلاً/يزورني الموتُ، فاتحاً ثغره/يشدني إليه بقوة، فأرى شواهدَ قبور/تتراقص لي من بعيد، وتستقبلني هياكلُ/فرحة،ً مستبشرة/فيتلبسني رعبٌ/أنادي عليك/فلا أسمعُ سوى صدى صوتٍ مخنوق/فيأتيني صوتُك/يزداد أنينُ وجعي/أمد ُيدي إليك متجاوزة ألمي/فلا أرى سوى قاعِ عتمة/ فتذهب دون كلمةِ وداعٍ/ترحلُ بعيداً.. بعيداً". ومن خلال نصوصه التي ألقاها إياد حسن تباعاً، تعرّف جمهور البيت على الكاتب طارق عسراوي. وهو كاتب وحقوقي فلسطيني من مدينه جنين، شاعر وقاص. ومما قرأه له إياد حسن: "خُذنا إليك/وبقيتَ حُرّاً/تُشعِلُ ثورةً في المستحيل/وفكرةً/تمضي بقلبكَ عاشقاً صوب البلاد/يَدُكَ الزِّنادُ، وتستمرّ/وخُطاكَ مثل رسالةٍ نَزَلَتْ على ليل المخيّم/وبقيتَ حُرّاً/نداً بوجه الموت تظهرُ/تخطِفُ الأنظارَ/تُعلي ساقك اليسرى/ وترقصُ/ثُمّ نهتف باسمك الفضيّ دهراً/وتصير نهجاً". وتخلل الأمسية شعرية قراءات نصوص النثرية . ومن قصائد طارق عسراوي المغناة نختار: "لو سكّروا بواب البلد/يبقى المدى مفتوح/لو كبّلوها بالجدار ما بيحبسوها الروح/صوت الأمل وِسع المدى/محمول ع كتاف الصدى/ولمّا الحبيب قلبه اهتدى/فاض الورد .. عبّا الفضا/ لو سكروا بواب البلد/لو عتموا هالليل/فجرك ع فجأة بنولد ويعلا صهيل الخيل /وسع المدى.. اسمك فلسطين .. ما يهمك لو سكروا بواب البلد/يضوي السما نجمك/يضوي السما اسمك". لم تكن ختام القراءات مؤثرة فحسب وإنما كانت مؤلمة وموجعة مع نصوص للكاتبة نجوى جمعة التي قالت بأنها مختنقة ولا صوت لها ونقلت للحضور والمستمعين رسالة مفادها بأنها أم لأربعة أطفال مفطورة القلب تتابع الأخبار على مدار الساعة بعد أن انقطع التواصل بينها وبينهم تعيش بانتظار رسالة من يوم لآخر تقول (نحن أحياء). نجوى جمعة هي مترجمة، محررة، قاصة، كاتبة مسرح. من غزة. رئيس ملتقى الإبداع الثقافي بمؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية. مؤلفاتها: "أُغْلِقَتْ دونَها" مجموعة قصصية ومما قرأت: "وأجنحة الخوف/قراصنة الليل/ هاجموا المدينة/سرقوا نجومها/ عبأوها في قوافل الأفول/والعالم ينام /ينام ملء الجفون/ويترك المدينة تغرق في العتمة نازفة مرعوبة/وحده القمر بقي ساهراً/ يلملم من تبقى أرقًا/من صغار المدينة/ یحكي لهم قصة النجم الهارب/علّها تلهيهم/ عن رعبهم والضجيج/الضجیج یعصف بالرؤوس". اختتمت الأمسية بالأمنيات الطيبة والصادقة بتخفيف معاناة أهلنا وانهاء العدوان الغاشم البغيض، وحضر الأمسية العديد من أقطار الدول العربية. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 02-11-2023 10:52 مساء
الزوار: 395 التعليقات: 0
|