عرار:

في كتابه الصادر عن دار «سليكي اخوين» يتساءل الناقد سليم النجار عن أهمية التجربة القصصية والروائية للقاصة المغربية الزهرة رميج، بما عاين من اسئلة فكرية ووجودية تستدعي زاداً نقدياً واسعاً لولوجه.

جاء الكتاب بعنوان:» ظل القص.. دراسة نقدية في التجربة القصصية للقاصة الزهرة رميج» وتناول في الفصل الأول قصص الحياة التي تبحث عن مخرج ما، وتناقش الاضاءة نصاً، وفكرة العودة للحرية بين الانساني وفكرة المأساة، وفتنة الصورة.

ويرى النجار في هذا الفصل ان الرميج استعملت السردية الاجتماعية في بداية القصة كشكل دعائي مؤثر من اجل شحن القراء بقيم وافكار ومشاعر لتخدم الاهداف التي تسعى اليها، ولعل في مقدمتها الحرية بمعناها الواسع والتمرد على الواقع كما في قصة «اليد البيضاء».

وفي باب فتنة الصورة يرى النجار ان الرميج تمجد الحياة في فتنتها الصورية القصصية، وتقبل عليها بانفتاح كبير، وهي بذلك تقص حكايتها وطريقة المعالجة وغايتها، وتعالج الحكاية بحس انساني ناضج بعيدا عن الخطابية، لتكون قيمة هذه القصة قائمة على قدرتها على التصوير والامتاع من خلال هذا التصوير.

ويناقش الفصل الثاني «القص بين الذكورة والانوثة»، حيث يرى النجار ان من ينتهي من قراءة قصة ما من اعمال الرميج يتساءل هل هذه القصة لمؤلف ذكر ام لمؤلفة؟ حيث تستطيع ان تقودك الى مناخا قصصيا ولك حرية التعاطف بحسب انقيادك لمناخات القصة.

وفي الفصل الثالث، مخلوقات الظل نهايات القص يتناول اغتراب نهاية القص، والاستبداد في نهاية القص، حيث يؤكد ان الرميج في تجربتها القصصية تكشف العلاقة بين المتخيل الرمزي وغيره، في دعوة للتأمل واكتشاف الواقع على حقيقته.في الفصل الرابع يتناول النجار المجموعة القصصية «الشبرق» تحت ضغط الاسئلة حيث يناقش السؤال مفتاح النص، وتكثيف السؤال في القص، حيث ترمزالزهرة الرميج الى السلطة بالكرسي وتوظف القيمة الاجتماعية كبوابة لدخول السلطة بمشهد قصصي لافت خاصة وان السلطة بحاجة عضوية للثقافة كما ان الثقافة بحاجة للسلطة ،واذا كانت العلاقة بينهما جدلية وتشاركية حيث يتحالفان ويتصارعان في آن معاً فان الاستبداد يعتبر هو العدو التاريخيا للثقافة الحقيقية والانسانية ويعمل جاهدا على اقصائها وتدجينها او طمسها واستبدالها بثقافة مزيفة تقوم بترويج سياسته وحماية سلطته وهو بذلك يشن حربا مستمرة على الثقافة والمبدعين، ويحاول بشتى الطرق تحييد وتحريف دورهم ووظيفتهم التاريخية.

وتعري الزهرة رميج هذا الدور التاريخي للسلطة والاستبداد معا في قصتها «درس في اليوغا» والتي تقدم شخصياتها بواقعية لتكشف عن رمزية الموت في نهاية المطاف كسلطة مستبدة.

يقول النجار ان التجربة القصصية لدى الزهرة رميج لم تكن عفوية، ولم تكن تحاول ابتكار قصص اناس بسطاء يحيون تجربة ثمينة قبل قدوم اصحاب النظريات، كما لم تكن القصص للتسلة وانما تجاوزت ذلك الى شيء وجودي يمكن ان تقوم عليه حياة هؤلاء الناس انفسهم، وان الرميج قد حرصت على قص الاحداث للقراء لهذا السبب تضاءلت القصص الخرافية لديها واتسعت مساحة القص الواقعي التي ترصد حياة الناس وملامح العفوية فيها ومعاناة وافراح البسطاء.

ويرى النجار ان الواقع المغربي لدى الرميج يعادل الحكاية، وان الحكاية تعادل الحياة ذاتها، فمن يقص توهب له الحياة.