|
عرار: كتب خديجة باللودمو :الحداثة اللامتناهية الشبكية آفاق بعد ما بعد الحداثة أزمنة النصّ ميديا" إصدار جديد للشّاعر المبدع اليمني "هاني الصلوي" من إصدارات مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة، كان هذا الإصدار المنتَظر لما يتضمّنه من أطروحات حداثيّة جريئة والتي قال بها "هاني الصلوي" في كتابه هذا؛ و رغم اكتفائه بتسميتها بالمنهج أو المرحلة إلا أنه بلورها وبما يليق بالنظرية التي تفتح أمامها رؤى قادمة مُربكة و هذا الذي يُجيز وصف الكتاب بالمجازفة. يقع الكتاب في 348 صفحة، الجميل فيها أن الكاتب "هاني الصلوي" و في ملاحظة "أخيرة غير مهمة" و أراها جدّ مهمّة يشير إلى أن القارئ يمكنه ان يبدأ بقراءة الكتاب من أي فصل أو مبحث يريد، و هذا سيعطي القارئ رغبة في تقليب الكتاب و تصفّحه بصورة هستيريّة تجعله يلتهمه محاولا استكشاف مكنوناته و جديد أطروحاته. فجرأة الشّاعر الباحث "الصلوي" تدفعنا لقراءة الكتاب دون توقّف و نحن نشعر بمتعة روحية فكرية ، فحين يفتتح دراساته بالاهداء متسائلا عن جدواه و قد أقرّ بالمابعد كتابيّة في طيّات هذا الكتاب، لكنها لفتة جريئة منه للتعايش الحاصل بين المرحلتين و هذا الذي تركه يجتهد لوضع أسس لنظريته التي تستوقفنا لقراءاتها و الاعتراف بها. و المُلاحظ في هذا الكتاب أن "الصلوي" جاء بترتيب متميّز لفصوله و أجزائه؛ فقد افتتح كتابه بسطح فائض عن الحاجة –كما عبّر- ضمّنه خاتمة ثانية فخاتمة أولى، في الخاتمة الثّانية حدّثنا عن رحلته مع مصطلح "الحداثة" و ما بعدياتها بدءاً بمقال "فريدة النقاش"، مرورًا بكتاب "عبد العزيز حمودة" المعنون بــ "الخروج من التّيه" و كتابات ليوتار و إيهاب حسن، و يتحدّث هنا عن تجربته سنة 2008 المتمثّلة في تأسيس "أروقة جنون الثقافية" وهو موقع إلكتروني يحتوي مجموعة من المنتديات المتخصصة في شتى الفنون والعلوم. وقد أثمر عنها وتقرر عقـد المؤتمر في الفترة من 3 ـ 7 فبرائر 2010م بالتعاون بين المنتديات تلك واتحـاد كتاب مصر ليجتمع فيه كتاب النصوص الجديدة من مختلف الأقطار العربية. فكان الملتقى الأول للنص الجديد ـ مابعد قصيد النثر؛ و بعد عام و في التحضير لملتقى النص الجديد في طبعته الثّانية عادت الأفكار ذاتها لتحاصر الصلوي فطرح الفكرة في أحد محاور الملتقى. في خاتمته الأولى فضّل الصلوي الحديث عن تجربة الكتاب في مسودته الأولى بعد أن تداوله بعض الأصدقاء؛ تحدث هنا الصلوي عن علاقة الإنسان بالنار في محاولة لقراءة لهيئة الانسان و محيطه. ثم يقف عند اختراعه للحاسوب كنائب عقلي عنه؛ و هنا يتساءل عن الإنسانية التي هي في الحقيقة سؤال مابعد الحداثة بحكم أن ثورة الحاسوب الأولى قد بدأت مع ما بعد الحداثة. ثم يتقدّم شيئا فشيئا لتناول موضوعاته التي تبلورت في نظرية جريئة متحدّثا عن النقد الثقافي و الحداثة و ما بعدها و بعد ما بعدها، و عن الأدب الرقمي و اللاتناهي الشّبكي مُحاولا توضيح ملامح اللامُتناهية الشّبكية و بأسلوب جريء واثق يتحدث الصلوي عن هذه النظرية الجديدة موضّحا أبرز أسسها و المقولات التي اتّكأت عليها. و عن مصطلح "الحداثة أو الحداثات اللامتناهية الشبكية" فيرى الصلوي في كتابه أنه المصطلح الأكثر تعبيرا عن مرحلة بعد ما بعد الحداثة، فأزمنة النص ميديا أو اللاتناهي الشبكي هي روح العصر و المعبّر عنه، حيث انبثقت هذه المراحل المابعد كتابية، و هذا لا يعني انتهاء مرحلة الكتابية و زوالها. لكنه يجتهد في هذا المقام إلى تقسيم اللامجتمعات اللامتناهية –كما وصفها- إلى قسمين أحدهما ما أطلق عليه: المجتمع المعتمد "المجتمع المعتمد على الكتابية وماقبل اللامتناهية، والآخر: اللامجتمع الافتراضي المحض أو مجتمع المآل. يتحدّث الصلوي في هذا الكتاب عن "ما بعد قصيدة النثر "، ويلي المتن مباحث: لعنة الافتراض: الرقمية بين إشكاليتي: الورقية وهدم الأطر والرؤى الفلسفية. ثم مبحث: الحداثة اللامتناهية الشبكية.. نافذة على فوضى الكائنات ـــ مالايعنية اللاتناهي الشبكي ..صراحة الفضيحة ووهم العمق أو الحياة بوصفها إشاعة ـــ الحداثة ومابعدها.. تفاوض غير مجد ٍ ــــ اللاتناهي الشبكي.. انهيار المثقف وبروز مجتمع مابعد الإعلام ومابعد الاستهلاكـ ــــ الفن اللامتناهي الشبكي ــــ ماقبل بعد مابعد الحداثة ــــ جدليات اللامجتمع.. اللامجتمع الافتراضي، المعتمد، المتون اللامتوازية ــ ملحقات، صدمة بودريار، بيان النص الجديد . يقول "هاني الصّلوي" : »لا تقوم متواليات اللامتناهية على المقارنات النظرية بين بعد ما بعد الحداثة وماقبلها لاتساع الفجوة ـ كماسبق ـ كوننا سنتحدث عن مرحلة أجد من تاريخ الكون تختلف كلياً عما سبقها، مراحل ـ مراحل عاصفة ومع ذلك لابد من الاستئناس دائما بما بعد الحداثة كما فعلت هذه مع الحداثة حد حملها لا سمها داخل مصطلحها ـ للتأكيد تكرر هذه الدراسة هذا ـ. « و هذا الذي يعزّز ما ذهبتُ إليه في كون هذا الكتاب يؤسّس نظريّة واضحة الأسس و المقولات و لكم أن تتعرّفوا عليها من خلال مطالعة هذا الكتاب الجريء الذي يمكنكم قراءته من أي نقطة تختارونها كأنّه عمل إبداعي رقمي متّسم باللاخطّية الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 25-01-2015 09:05 مساء
الزوار: 6372 التعليقات: 0
|