استحضر ناجي علاقته بالشاعر الراحل محمود درويش في قصيدته «بحضرة الغايب.. إلى محمود درويش في غيابو»، ومنها: كتار قبلك قالو الشعر/ وانمحو/ غير واحد من هالبشر / كان مِتنبّي/ شاف الشعر وراقو ممزّعا/ ومملّعا/ وريحة شعر ما فيا/ عطاك حروفو خيطان وإبر/ تا ترتيا/ وأجيال تربّي/ من وقتا/ لبسنا عباية شعر». كما قدم صاحب ديوان «أوراق الزيتون» مجموعة من القصائد الفصحى من ديوانه الأخير «قبعة عطر».
وكان منتدى الرواد الكبار أقام أول من أمس أمسية لناجي الذي يرأس فرع رابطة الكتاب الاردنيين باربد، وشاركة الأديب عبد الرحيم جداية بتقديم ورقة نقدية. فيما أدار الأمسية المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان مستعرضا السيرة الذاتية للشاعر، وألقت رئيسة المنتدى هيفاء البشير كلمة بالمناسبة، قالت فيها «يظلّ للشعر بهجته وخصوصيته، وبخاصة حين يتقدم شعر الزجل الى صدارة المشهد، فهو أقرب الى المتلقي والى روحه».
قدم جداية ورقة بعنوان «الزجل والمناخات الأدبية في تجربة الشاعر حسن ناجي»، استهلها بمقدمة تعريفية بفنون الزجل، بوصفه «من فنون القول والشعر العربي باللغة المحكية وسمته الغالبة الارتجال»، لافتاً أن «الزجل تبلور باللهجة اللبنانية عند الأديب ناجي عام 1992م في مجموعته الزجلية (إلك روح غني) وبعد عامين قدم مجموعته الزجلية باللهجة اللبنانية عام 1994م بعنوان (باقة حلى) واستمر نشاطه الزجلي ضمن أنشطة أخرى حتى أصدر عام 2007م مجموعته الزجلية الثالثة (وقف نحكي) ليطرح السؤال نفس عن شخصية الزجال في حسن ناجي ضمن مرحلة طويلة من التأليف امتدت من 1972 إلى 2014م في مجموعته الشعرية (قبعة عطر).
ولفت جداية إلى «الثنائية في المناخات الأدبية المتجانسة عند حسن ناجي بين مجاميعه الشعرية الست، ومجاميعه الزجلية الثلاث شكلا بنية مناخ فكري وأدبي انبعثت فيها شخصية الشاعر والزجال، لكن المناخات عند حسن ناجي أعطت بعدا ثالثا في كتابته المسرحيات الشعرية التي قدمها عام 1984م حيث قدم للمكتبة العربية في نفس العام مسرحيتين شعريتين، الأولى بعنوان (الكنز) والثانية بعنوان (العصفور التائه).
مؤكدا أن «حسن ناجي بمناخاته المتعددة وبناه المعرفية المتوسعة يتجدد بتوليد مناخات وبنى معرفية جديدة، حيث فتح نافذة للنقد عام 2001م حيث قدم كتابه النقدي (غضب الحناجر ودفء الشفاه) تبعه عام 2004م بكتاب نقدي آخر بعنوان (صورة المبدع وصوت الناقد) كما اتسعت مناخاته الأدبية ليقدم دراسات مشتركة عام 2002م بعنوان مسرح الأدب والطفل) ودراسة عام 2007م بعنوان) مسرح الطفل والأبعاد التراثية).
وختم جداية أن ناجي متعدد المناخات والفصول والبنى المعرفية في ديوان (قبعة عطر) الذي أبرز إمكانات الشاعر في التحدي والالتفات بشكل دقيق إلى مسائل الحياة اليومية والأنساق الثقافية الاجتماعية بإسقاطاتها السياسية.