القصيدة اليابانية التي بدأت تأخذ حضورها وتتبلور بين الشّعراء العرب. هي دعوة للتّأمل.. قصيدة تنقل المشهد الحي باختزال في ثلاثة أسطر أو سطرين .. شعر يقوم على البساطة والعمق.. الدّهشة والمفارقة، الرّؤية بالعين والروح معاً.
المشهد العادي البسيط الذي يحمل عمقاً، وتنحي الشاعر وعدم الافتعال، والحاجة للبديع ومحسناته والخيال وشطحاته خصائص لم نعهدها كثيراً في الشّعر العربي.. هو التّجرد من الأنا والانحياز للكون والحياة من حولنا.. الإصغاء لرسائل يرسلها الكون يوميّا إلينا.. العين التي ترى، والقلب الذي يخفق والعقل الذي يعي ويفهم ويتقبّل ضعفنا أمام أسرار الكون وعظمة الله.
في 2/10/2019 أعلن عن تأسيس النّادي الأول لشعر «الهايكو» في الأردن، في رابطة الكتاب الأردنيين. صدرت شهادة تأسيس جمعية نادي شعراء الطبيعة 7/6/2020 عن وزارة الثّقافة الأردنيّة. وفي تاريخ 6/8/2020 كانت الانتخابات للهيئة الإدارية التحضيرية التي انتخبت كرئيس لها وعددها سبعة؛ وفي تاريخ 8/2/2021 من هذا العام كانت الانتخابات للهيئة الإدارية لسنتين قادمتين بحضور مندوب الوزارة:
فاتن أنور منصور/ رئيسا. محمود صالح أبو جابر/ نائب رئيس. منى عبد المعطي طه/ أمين صندوق. ميسر أبو غزة/ أمين سرّ. منتهى سوداني وتوفيق حسن أبو خميس وعصام الحاج عزمي وزوز/ أعضاء.
تطلّعات النّادي لنشر الهايكو العربي وأن تأخذ هذه القصيدة مكانها على السّاحة الثّقافية العربيّة. والوصول إلى مفهوم وخصائص محددة للقصيدة وإقامة ملتقى الهايكو الأوّل في الأردن.
بعض من قصائد الشّعراء:
فاتن أنور:
«رائحة اللوز/ الطَّريق لم يعد/ ذات الطَّريق!».
«هاجرة../ السَّماءُ قريبةٌ/ يهمِسُ الضَّرير».
«صَباحٌ ضبابيّ/ أرى العالم/ من غيمة».
توفيق حسن أبو خميس:
«يَا لِرَوْعِةِ النَّجيل/ حِينَ لَا أَرَى بِعَيْنِيّ/ الأعْشَابُ الضَّارَّة!».
«أَوْرَاقُ الكِينَا -/ حَفِيفٌ يُغَطِّي الْقَمَر/ وَبُرعُمٌ نَابِت».
«ضَرِيحٌ مُقَبَّب/ يَا لِسُرْعَة اِنْزِلاَقُهَا/ حَبَّاتُ الْمَطَر».
ميسر أبو غزة:
« مُرّة../ في ساحات العزاء/ أكواب الفقد».
«مبعثَرة/ على تلّ الرّمان/ ذكرَيات الأمس».
«على الجانبين/ بهدوء يتفرع/ ماء السّاقية».
عصام الحاج عزمي وزوز:
«طنين/ على بتلات الورد/ حبات الندى!».
« مياه صافية/ تسبح على سطحها/ غيمات!».
«طير محنط/ على الحائط معلق/ عود جدي!».
منتهى السوداني:
«المكان الوحيد/ أود لو انني ماء/ حيث تعيش الزنابق».
«مطعم مهجور/ أمن الكأس المكسورة/ يسيل كل هذا الفراغ».
«هلال الليلة/ بخنجر فضي/ كأن أحدهم خدش العتمة».
محمود صالح أبو جابر
«شتاء غزير/ في فلسطين تفوح مسكا/ قبور الشهداء».
«في المنفى/ وثائق لا تهترئ/ وجوه الغرباء».
«نابض بالحب/ والرصاص من الجهات الأربعة/ قلب الفلسطيني».
منى عبد المعطي طه:
«في المنتصف،/ أفعى تتلوى../ ظل الجبل».
«من قمة الجبل/ أتأمل البحر../ أغرق في عينيك».
«في الوادي البعيد/ من ذا الذي يأوي/ إلى أسفل الجبل؟».ا

المصدر: جريدة الدستور الاردنية