ويتناول الكتاب الذي صدر حديثاً طائفة من قضايا الشعر الأندلسي التي تبحث لأوّل مرّة وتشمل موضوعات متنوّعة جديدة تمتدّ على مساحة زمنية واسعة من الوجود العربي في الأندلس. ومن المباحث التي اشتمل عليها الكتاب دراسة تفصيلية تسعى إلى الربط بين أشعار ابن عبد ربه صاحب كتاب العقد الفريد وبين ما اشتهر عنه من نظم الموشّحات، وتحاول هذه الدراسة الإجابة عن تساؤل حول ما إذا كانت المقطوعات الشعرية التي وصلتنا لابن عبد ربه تمثل في ملامحها  وسماتها العامّة شكل المحاولات الأولى لكتابة الموشح.
 أما المبحث الثاني في هذا الكتاب فيتناول موضوع الشمس في شعر ابن زيدون حيث رصدت الدراسة اهتماماً بالغاً من ابن زيدون في توظيف صورة الشمس في أشعاره للتعبير عن أحواله وسيرته وعلاقاته ومشاعره المختلفة.
وتناول المبحث الثالث في الكتاب قصيدة رائية مشهورة لابن جبير الرحالة الأندلسيّ المشهور يتشوّق فيها إلى زيارة ضريح النبي محمّد صلى الله عليه وسلم وأثر هذه القصيدة على ما جاء بعدها من قصائد تسير على ذات الوزن والقافية وفي الموضوع نفسه.
أما المبحث الخامس فيتناول إحدى المقامات الشعريّة الأندلسية وتعرف بالمقامة المحسنيّة من تأليف أبي عبد الله الجوني المالقي، وهي مقامة فريدة في بابها وموضوعها وطريقة نظمها.
وقد تناول المبحث الخامس موضوع الأثر الإسباني في شعر  الغزل الأندلسي ووقف بشكل خاص على غزل الشعراء الأندلسيّين بالشعر الأشقر والعيون الزرق، والغزل بالروميات.
وأشار الدكتور جرّار في خاتمة كتابه إلى أنّ معظم الشعر الأندلسي كان مبعثه من المجالس واللقاءات والمسامرات والمسايرات، فكان كلّما اجتمع اندلسيّون في أي مكان تولّد عن اجتماعهم شعرٌ أو تطارحوا الشعر واحتفوا به، وهذا ما عرفته المجالس التي كانت تعقد في منازل الأدباء أو الحدائق والرياض والمتنزهات أو قصور السلاطين والأمراء أو مجالس العلم أو قوافل المسافرين والحجيج وحتى المساجد والكنائس.
ومن الجدير بالذكر أنّ للدكتور جرّار عشرات المؤلّفات والبحوث المنشورة في مجلاّت علميّة يتركز معظمها حول موضوع الحضارة الأندلسيّة والأدب الأندلسي وتحقيق المخطوطات الأندلسيّة.