«سلامٌ على الشُّهداء»ِديوانٌ جديدٌلكوكبةٍ من الشعراءِالأردنيينَ والعربِ يُمجِّدالشَّهادةَوالشُّهداء
عرار:
نضال برقان
عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمَّان صدر حديثا ديوان شعريّ جماعيّ بمشاركة واسعة لشعراء من الوطن العربيّ يحمل عنوان «سلامٌ على الشهداء»، وقد احتفت مضامين الديوان بالحديث عن الشهادة، باعتبارها قيمة عليا، في منظومة القيم العربية والإسلامية، وعن الشهيد الذي قدَّم دماءه وروحه فداء لأرضه وعرضه ومعتقداته ومقدساته وثوابته، فاستحقَّ الثناء والإشادة والتكريم، الديوان الذي أعده وحرَّره وأشرف عليه الأستاذ الدكتور صلاح جرَّار والشاعر سعيد يعقوب، جاء في مئتين وثمانٍ وثلاثين صفحةً من القطع الكبير، وتضمَّن مئة قصيدة تمَّ اختيارها ضمن معايير صارمة من قبل لجنة أكاديميَّة متخصصة، بعد وصول مئات المشاركات للجنة المشرفة على الدّيوان لشعراء وشاعرات من مختلف أقطار الوطن العربيّ. وقد جاء في إهداء الديوان ما نصُّه: «إلى أرْواحِ الشُّهَداءِ والشَّهيداتِ... الذينَ ارْتَقَوْا في الدِّفاعِ عنْ حِياضِ الأُمَّةِ، وشَرَفِها وعِزَّتِها وكَرامَتِها... إلى أُمَّهاتِ الشُّهداءِ وآبائِهِمْ، وأزْواجِهِمْ وذُرِّيَّاتِهمْ... إلى القابِضينَ على جَمْرِ الصَّبْرِ، والمُتَشَبِّثينَ بِرايَةِ النَّصْرِ والتَّحْرير،ِ في غَزَّةَ والضِّفْةِ الغَرْبيَّةِ، وكُلِّ الأراضي العَربيَّةِ ... إلى الذينَ أَبْقَوْا أصابِعَهُمْ على الزِّنادِ، رُغْمَ التَّحَدِّياتِ، وصُوَرِ التَّواطُؤِ الصُّهْيونيِّ والعالَمِيِّ... إلى حامِلي قاذفاتِ الياسينِ «105»، وحاضِني عُبوَاتِ الشُّواظِ، وصانِعي الأمْجادِ، ومُدْرِكي الثَّاراتِ،ِ مِن الغُزاةِ المُجْرمين... إلى الصَّادِحين بِالكَلِمَةِ الحُرَّةِ الشَّريفَةِ، مِن الشُّعراءِ والأُدَباءِ والفَنَّانينَ...» وقد صُدِّرَ الديوان بكلمة للجنة المشرفة على الديوان تحت عنوان «كلمة لا بدَّ منها جاء فيها: «...ونغْتَنمُ هذهِ الكلمةَ لِتوْجِيهِ الشُّكْرِ الجَزيلِ لِجميعِ الشُّعراءِ الذينَ أرْسلوا لنا مُشاركاتِهم، ونُقدِّرُ لَهم حِرْصَهُمْ على نَشْرِ مُشاركاتِهم في هذا الدِّيوانِ، ونعتذرُ لِمَنْ لَمْ تُضَمَّنْ قَصِيدتُهُ في الدِّيوانِ لِعَدَمِ قُدْرةِ الدِّيوانِ على استيعابِ جميعِ القصائدِ التي وصلَتْ إليْنا، مُؤَكِّدينَ على أنَّ عدَمَ اخْتيارِها لا يَعْني رفْضَها أو عَدَمَ صَلَاحِيَّتِها...» ديوان «سلام على الشهداء» كتب مقدمته الأستاذ الدكتور فايز عبد النبيّ القيسيّ، أستاذ الأدب والنقد في جامعة مؤتة، ومما جاء في مقدمته: «...لقد انمازتْ قصائدُ هذا الدِّيوانَ بأنَّها جاءَتْ مُنحازةً لِلحديثِ عن شُهداءِ فلسطينَ وحْدَهم ابتداءً بالقَسَام ومُروراً بأحمدِ ياسينَ وشِيرينَ أبو عاقلةَ وكانَ آخرَهم- يوْمَ إصْدارِ هذا السِّفْرِ - شيخُ الشُّهداءِ إسماعيلُ هنيَّةَ، وهُم يَسْتَبْشِرُونَ بِمَنْ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ، مِن القابِضينَ على جَمْرِ الصَّبْرِ، والمُتَشَبِّثينَ بِرايَةِ النَّصْرِ والتَّحْرير،ِ في غَزَّةَ والضِّفْةِ الغَرْبيَّةِ، الذينَ أَبْقَوْا أصابِعَهُمْ على الزِّنادِ، رُغْمَ التَّحَدِّياتِ، وصُوَرِ التَّواطُؤِ الصُّهْيونيِّ والعالَمِيِّ. كما انمازَتْ بأنَّها توشَّحَتْ بالحَديثِ عن ثُلَّةٍ مِن الشُّهداءِ الرِّجالِ الكِبارِ إلى جانبِ الحَديثِ عنْ الشُّهداءِ الفتيانِ الصِّغارِ الذينَ نُظِمُوا جَميعاً قِلَادَةً طوَّقوا بها عُنُقِ الأُمَّةِ. وممَّا يسْترعي الانتباهَ براعةُ الصُّورةِ التي قدَّمَها الشُّعراءُ لِلفِتيان الشُّهداءِ الذينَ ولِدَتْ نُفوسُهُمْ كِباراً فقَوِيَتْ هِمَمُهمْ رغْمَ المُعاناةِ، وكَبُرَتْ نفوسُهم، ولم تتعَبْ أجسامُهمْ الهَشَّةُ في طَلبِ غاياتِهم، فخاضُوا غِمارَ الهَمِّ في طَلَبِ العُلا، في زَمَنِ الصِّبا، وغدَتْ أفعالُهم في سِجلَّاتِ المجدِ تحْكيها مراكِبُ غزَّةَ لِلأمواجِ، وتُخْبرُ عنها أشجارُ جبَلِ الزَّيتونِ الرِّياحَ، ويُحدِّثُ عنها الرُّكبانَ زعترُ جِنينَ، فهُمْ بنُو قوْمٍ ينْشأُ الصَّغيرُ مِن أمثالِ الطّفلةِ الشّهيدةِ ريم، والشَّهيدِ الطِّفْلِ يوسفَ صاحبِ الشَّعْرِ الأشْقَرِ على الذي في مِثْلِهِ نشَأَ الكَبيرُ مِثْلُ شَيخِ الشُّهدَاء إِسماعِيلَ هَنيَّة وغيرِه؛ حتَّى غدا لاَ فَرقَ بَيْنَ كَبِيرِهم وَصَغِيرِهم في المُواجَهَةِ والمَصِيرِ، وغَدَوْا ذُرِّيَّةً طَيِّبةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، وسيكونُ مِــن بعْدِهِمْ درْبُ الشَّهادَةِ طَويلاً لِلخُلْــدِ والنَّصْــرِ المُــؤَزَّرِ وَالعُــلا، واسْتِرْدادِ الأرضِ المُغْتَصَبَةِ. وانْمازَتْ أيضاً بأنَّها تضَمَّنَتْ الحَديثَ عَن شَقائِقِ الرِّجالِ النِّسْوةِ الشَّهيداتِ في الضِّفْةِ الغربيَّةِ وغَزَّةَ، اللواتي لم يخمدْ جَمْرُ العِزَّةِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ فـي صُدورِهِنَّ، فكانتْ شيرينُ أبو عاقلةَ وغيرُها كثيرٌ أمْثلةً شَامِخَةً لِلتَّضْحِيَاتِ وبذْلِ الأنْفُسِ، وقد غدوْنَ شقائقَ الأطفالِ والرِّجالِ في الشَّهادةِ وبيْعِ أنفسِهنَّ، وقد وَقَفْنَ معهمْ مُرَابِطَاتٍ فِيْ شُمُوخٍ، يَذُدْنَ عَنْ حِمَى فلسطينَ: مُدُنِها وقُراها وبَوَادِيها ومَساجدِها وكَنائِسِها، وَكُنَّ كما كانُوا لَها سُورَاً يَقِيهِا مِنَ الغُزَاةِ المُعْتدِينَ. ومِمَّا يسْترعي الانْتِبَاهَ وقُوفُ بعْضِ قصائدِ هذا الدِّيوانِ عنْدَ شَخصيَّاتِ شُهداءَ مُحدَّدَةٍ بعَيْنِها مِثلِ القَسَّامِ وأحمدَ ياسينَ وإسماعيلَ هنيَّة وغيرِهِمْ مِمَّن ضَحَّوْا بأنْفِسِهم في سَبيلِ دِينِهم ووطنِهِمْ. وجاءَ حديثُ غالبيَّةِ القصائدِ عن شُهداءِ فلسطينَ عامَّةً وشُهداءِ غَزَّةَ خاصَّةً، دونَ ذِكْرٍ لِشهيدٍ بعيْنِهِ وفي ذلكَ إِشارةٌ إلى أنَّ الشَّهادَةَ أصْبَحَتْ خَياراً جَمْعِيَّاً لَدَى أبناءِ فلسطينَ الذينَ أدْركُوا أنْ لا طَريقَ لَهُم لاسْتعادَةِ حُقُوقِهم سِوى مُقاومَةِ العَدُوِّ المُحْتَلِّ والتَّضْحِيَةِ بالنَّفْسِ عَبْرَ الشَّهادَةِ...». ومن الجدير بالذكر أن هذا الديوان «سلامٌ على الشُّهداء» الصادر حديثا هو حلقة في سلسلة من الدواوين الشّعرية التي بدأ بإصدارها الشاعر صلاح جرّار والشاعر سعيد يعقوب، منذ العدوان على غزة والضفة الغربية فكان الديوان المشترك للشعراء العرب «رباعيَّات جنين»، ثم تلاه ديوان مشترك لشعراء من الوطن العربيّ «طوفان الأقصى»، ثم ديوان مشترك بين الشاعرين جرَّار ويعقوب مناصفة بعنوان «ضربة القرن» ثم أصدر الشاعر سعيد يعقوب منفردا ديوان «من مسافة صفر» وديوان «للحديث بقيَّة» وكان قد أصدر يعقوب ديوان غزة تنتصر عام 2014 بعد العدوان الغاشم على قطاع غزة في ذلك العام...
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 04-10-2024 09:17 مساء
الزوار: 170 التعليقات: 0