|
عرار:
عمان - عمر أبو الهيجاء صدر الجديد رقم 351 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. نقر في مقال رئيس التحرير تكتب د. هويدا صالح عن كتاب المفكر الإيطالي جاني فاتيمو "نهاية الحداثة"، الذي صدر عن المركز العربي للترجمة وقام بترجمته نجم بوفاضل، حيث يقدم المترجم للكتاب بمقدمة يتحدث فيها عن السياقات التاريخية التي أدت إلى انتهاء الحداثة ونشوء مرحلة فكرية جديدة ومغايرة، فنحن دائما ما نسمع من يردد أن الحداثة قد انتهت وأننا الآن نتعامل مع فكر جديد هو ما بعد الحداثة، غير أن الانتقال من مرحلة ساد فيها فكر بعينه إلى مرحلة أخرى ساد فيها فكر آخر مغاير يتطلب منا أن نحدد ملامح المرحلة الفكرية التي انتهت وأسس ارتكازها. و في باب "ملفات وقضايا" يترجم محمود المصري مقال الكاتب نيكولايا ريبس عن "الخبز بين الأيديولوجيا والحاجة البيولوجية"، فبسبب دوره الرئيسي في تغذية الإنسان ورد ذكر الخبز في عدد لا يحصى من المراجع الثقافية والدينية مثل ملحمة جلجامش، وصف مصر كأرض لأكلة الخبز، عيد الفصح (خبز المنكوبين)، الصرخة الرومانية "الخبز والسيرك"، الخبز كرمز في شعر عمر الخيام، الخبز الذي يدل على جسد المسيح في القربان المقدس.. باختصار، وبأبسط تعبير، يُعَدُّ الخبز، بمكوّناته الصحية، قوام الحياة. وفي باب "تراث شعبي" يكتب محمد جمعة توفيق عن الثراث الثقافي للأطعمة والمأكولات التقليدية، موضحا ان الأطعمة ليست مجرد وسيلة لإشباع الجسد، بل هي تعبيرٌ عن تاريخٍ مشترك، ولغةٌ تتجاوز الأجيال وحدود البلاد. فالمأكولات التقليدية، بوصفاتها التي تناقلتها الألسن عبر الأزمنة، تمثل جسرًا يربط بين الحاضر والماضي، وتجسد ثقافة شعبٍ بأكملها على أرضه وتقاليده. في هذه المقالة، ننطلق في رحلةٍ عبر نكهاتها الرمزية في إسبانيا، ومصر، وبعض بلدان أمريكا اللاتينية، مستعرضين كيف أصبحت أطباق مثل الباييّا، والكشري، والسيفيتشي، وغيرها جزءًا من التراث الثقافي غير المادي، محافظةً على إرثٍ إنساني فريد، ونقله للأجيال القادمة. وفي باب "آثار" يكتب د. حسين عبد البصير عن القيمة الأثرية لشارع النبي دانيال بالإسكندرية، حيث يُعد شارع النبي دانيال واحدًا من أبرز الشوارع التاريخية في مدينة الإسكندرية، حيث يمتد عبر قلب المدينة جامعًا بين عبق الماضي وروعة الحاضر. أُنشئ الشارع مع تأسيس الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر في عام 332 قبل الميلاد، ليكون جزءًا من الشبكة التخطيطية التي وضعها المهندس الإغريقي دينوقراطيس، وقد شُيِّدت المدينة لتكون عاصمة للإمبراطورية التي جمعت بين الشرق والغرب. على مر العصور، شهد شارع النبي دانيال تطورًا حضاريًا وثقافيًا، ليصبح من الشوارع الرئيسية التي تعكس تاريخ المدينة وتنوعها الثقافي والديني. يعتبر شارع النبي دانيال مجمعًا للأديان الثلاثة: الإسلام، والمسيحية، واليهودية. وهو ما يُميزه عن غيره من شوارع الإسكندرية. وفي باب "فنون تشكيلية" تحاور سماح عبد السلام الفنانة التشكيلية حبيبة السماحي حولها معرضها الأخير "زهرة اللوتس"، الذي استضافه جاليرى أكسيس، حيث يكشف المعرض عن شغف الفنانة بالحكي البصري، وسرد أدق التفاصيل الحياتية بطاقة تعبيرة هائلة. وفي باب "خواطر وآراء" تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى "الكوكب تاني"، حيث تطرح قضايا اجتماعية يومية تناقش فيها القارئ الذي تطلب منه في بداية كل مقال أن يرافقها إلى كوكب آخر هروبا من مأساوية الواقع، وتضع حلولا متخيلة لما تناقشه من قضايا. وفي ذات الباب تقدم هبة أحمد معوض قراءة لأفكار الفيلسوف فريدريك نيتشه، أبرز فلاسفة عصره، فمنذ مؤلفه الأول ميلاد التراجيديا، الذي تمخض عن ثورة فكرية ضد العقل، حتى هكذا تكلم زرادشت الذي فيه ولدت فكرة موت الإله وثنائية العالم، وقد أحدثت كتاباته ضجيجًا هائلًا لا يزال صداها موجودًا حتى الآن، كما توضح أن نيتشه في مؤلفه "هذا هو الإنسان" كان مختلفًا تمامًا، أرخ حياته بشكل موجز، من كونه قس بروتستانتي صغير إلى تطور فكره وتحوله إلى فيلسوف غير نسقي مثيرًا للفكر، وفيه لم يُعِد كلماته أو يحسب لها، بل أرادها أن تستهدف إحداث انقلابات في نفسية القارئ. وفي باب "كتاب مصر المحروسة" يكتب محمد حسن الصيفي، عن "بهلوانات الكتابة"، ويقصد بهم من يستخدمون لغة معقدة وغير واضحة في كتاباتهم وخاصة من مشاهير الكتاب للإيحاء بعمق الكتابة، حيث يتعجب ممن مر عليهم سنوات في صنعة الكتابة ولا يزال لديهم هذا التصور الساذج بأن الكتابة هي فن الألغاز والفذلكة والتقعر التافه، بينما الكتابة هي البساطة والسهولة والسلاسة مثل جريان الماء. وفي ذات الباب تواصل شيماء عبد الناصر حارس دفقاتها عن الكتابة باعتبارها علاج للنفس وطريقة لفهم الذات قائلة: حينما تحب، فأنت تحتاج إلى أن تكتب نفسك أكثر من أي وقت مضى، في الحب يتحول الطعام إلى وجبة من أثير، والروح إلى ملاذ، في الحب نفهم الشفق ونذوب في النفس، نكتب نبضات وجداننا ونكتب أنفاس الحبيب، ننسى هذا العالم المليء بالضجيج. وفي باب "قصة قصيرة" نقرأ قصة بعنوان "الابتسامة التي صبت في البحر" للكاتب الليبي عمر أبو القاسم الككلي. وأخيرا في باب "شعر" نقرأ نصوص شعرية مكثفة أقرب لنمط شهر الهايكو الياباني بعنوان "حكمة في قصة" للكاتب مصطفى علي عمار. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 24-10-2024 09:59 مساء
الزوار: 92 التعليقات: 0
|