|
عرار:
عمان صدر للناقد الأدبي الدكتور إبراهيم خليل كتاب بعنوان «في الأدب العراقي الجديد» يتضمن 18 دراسة ومقالا عن الأدب العراقي منها دراسة للديوان الأخير للشاعر الراحل سامي مهدي (لو كنت حكيما) ودراسة حول غواية المكان في (تفاحة الضوء) لعلي جعفر العلاق. و دراسة في ديوان (نجمة.. بعد حين) لحميد سعيد بعنوان «حميد سعيد.. ذاكرة الوردة» وأخرى في شعر سعدي يوسف نشرت بعيد رحيله عليه الرحمة، ودراسة عن حسب الشيخ جعفر والقصيدة المدورة، وآخر ما يتناوله الكتاب عن الشعر دراسة في ديوان « ترانيم سومرية « للشاعرة لهيب عبد الخالق. وفي النثر ثمة فصل مطول عن «نازك الملائكة والقصة القصيرة»، فأكثر القراء يعرفون نازك بصفتها شاعرة وناقدة، اشتهرت بكتابها «قضايا الشعر العربي المعاصر» 1965، لكن قلة من القراء يعرفون أن لها مجموعة قصصية صدرت في القاهرة بعنوان «الشمس التي وراء القمة» وكان المؤلف قد سعى للاطلاع على المجموعة بعد رحيلها عليها الرحمة عام 2007 وتناولها في مقال مطول نُشر في ملف خاص عنها في مجلة أفكار الأردنية. وفي هذا الفصل يرى المؤلف أن الشاعرة لو لم تنشر هذه القصص لكان خيرًا لها، وأكثر صونا لسمعتها الأدبية من حيث هي شاعرة ناقدة. وفي الرواية نجد سلسلة من المقالات، والدراسات، التي تناولت بطرائق مختلفة كلا من «في مديح الحب الأول» لعلي خيون. و»مقتل بائع الكتب» لسعد رحيم. و»خاتون بغداد» لشاكر نوري. و»شامان» للكاتب نفسه. ورواية «زجاج الوقت» لهدية حسين، ورواية «نساء العتبات» للكاتبة نفسها. ورواية «غايب» لبتول الخضيري مع إشارة لروايتها السابقة «كم كانت السماء قريبة». ورواية «سمعت كل شيء» لسارة الصرَاف. واللغة في رواية ميسلون هادي «نبوءة فرعون». وفي السير والتراجم فصلان: أولهما عن الراحل عبد الرحمن مجيد الربيعي، الذي توفي في العام الماضي وتطواف في بعض رواياته: كالوشم، والأنهار، وخطوط الطول خطوط العرض، ومجموعاته القصصية، ودراساته النقدية، مع تعريف بسيرته، ودراساته، وبداياته مع الفن التشكيلي، والشعر، وتنقلاته بين الناصرية، وبغداد، وبيروت، وتونس. وفصل آخر عن الشاعر الراحل « شاذل طاقة في كتاب جديد للجنابي (قيس كاظم) وشعره، بعنوان «شاذل طاقة شاعر البحث عن الجذور» وإلقاء الضوء على منزلته في الشعر العراقي، وهي المنزلة التي لم تسلط عليها الأضواء، كغيره من شعراء الجيل ممن سُلطت عليهم كثيرا، فهو من جيل السياب والبياتي وبلند الحيدري ونازك الملائكة، ولميعة عباس عمارة. وقد جاء في مقدمة المؤلف للكتاب ما ينمّ على علاقته الوطيدة بالأدب العراقي، وشغفه به ولا سيما الشعر، يقول: تربطني بالأدب العراقي، شعرا ونثرا، روابط عاطفية، ووجدانية، عميقة، تعود بي إلى مراحل التحصيل والطلب. فما زلتُ أحفظ- عن ظهر قلب - أبياتا من قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري التي أنشدها يوم مروره بيافا عروس الشاطئ الفلسطيني، وفيها يقول: بيافا يوْمَ حطّ بها الرِكابُ تمطّرَ عارضٌ ودَجا سحابُ وقد حَمَلَنا -فيما أذكر- معلم العربية على حفظ هذه القصيدة، وإلقائها في الحفل السنوي في المدرسة، مع أنّ القصيدة، من حيث اللغة السياسيّة، أعلى من مستوى طلبة الصفوف الابتدائيّة وبصفة خاصة قوله: أحقا بيننا اختلفت حدودٌ وما اختلف الكتاب ولا التراب. ومع ذلك تلذَّذْنا بإلقائها، وبما فيها من نغم يوفره لها البحر الوافر، بتفعيلاته ذات الحركات المطَّردة، وقافيتها الاحتباسية المجهورة المُجلْجلة. وما هي إلا سنواتٌ حتى وجدتُني استعيد مع الجواهري والمرحوم الدكتور هاشم ياغي صوته الغاضبَ في قصيدة أخرى يقول في مطلعها: نامي جياعَ الشَعْبِ نامي هجرتْكِ آلـــهةُ الطَعـــــــام ِ وهذا الكتاب «في الأدب العراقي الجديد» يأتي اعترافا بما يدين به المؤلف للشعر العراقي خاصة، وللأدب العراقي عامةً، فقد تتلمذ على هذا الأدب في جلّ مراحل الدراسة، وعشق ما يتفتق عنه من روح الأصالة العربية، والابتكار الذي ياسرُ العقول، ويأخذ بالألباب. ويذكر أن للمؤلف كتبا أخرى عن الأدب العربي منها مقدمات لدراسة الحياة الأدبية في الأردن، والرواية الكويتية بين جيلين، وصفوة المجتبي من الأدب المغربي، وواقع الدراسات النقدية العربية في 100 عام، ومشكلة البنية في الرواية العربية المعاصرة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 30-08-2024 10:45 مساء
الزوار: 133 التعليقات: 0
|