|
سليمان آزر: أحسد الآن الشباب الذين يكتبون القصيدة الحديثة، والسبب في عدم طباعتي لكتبي يعود إلى أسباب
عرار: سليمان آزر: أحسد الآن الشباب الذين يكتبون القصيدة الحديثة، والسبب في عدم طباعتي لكتبي يعود إلى أسباب شخصية. كلَّما جالسته وكم تطول جلساتنا، إذ يتربَّع الشعر على عرش الوقت، فتقصُرُ المسافات الطويلة ويغيب الزمن، نمضي بالذاكرة المعبَّأة بعبق الريف والطفولة، في دروب الحلم. يتحدَّث بروحه الملائكية عن قصيدة يحلم بكتابتها، ثمَّ يصمت، فيأخذني صمتهُ إلى ذاته القلقة.. الضاجَّة من كل ما يحيط بهِ، فأدرك أنَّه مأخوذٌ بالكلمة... بشطط الخيال.... مسكون بالشعر. إنَّهُ الشاعر الكردي سليمان آزر، من أهالي مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا ، وقد سألته ذات مرَّة هذه الأسئلة. س1- حدثنا عن سليمان آزر * سليمان آزر إنسان أحب منذ صغره كل مايتعلق بالفن, أحببت الموسيقي والغناء، كما أحببتُ الشعر والمسرح والرواية, كنتُ أجد نفسي دائما انجذب نحو الفن كأنَّما قوة خفية تسحبني للولوج في عالم لاأعرفه، وليس لي اطلاع عليه, ففي الوقت الذي كنت أحاول أن أعيش مراهقتي كأيِّ شخص وجدتُ نفسي في عالم آخر, باختصار هذا هو سليمان آزر. س2-هل كان للريف تأثير على نمط الكتابة لديك * بالطبع كان للريف تأثير بالغ ، ولم يزل يؤثر كثيراً في كتاباتي لأنِّي ابن الريف، طبيعي المنشأ، رغم انقطاعي منذ سنين عن حياة الريف,إلا إن بداياتي كانت في أجواء الطبيعة الريفية حيث كلَّ شي فيها يشي بلحظات البدء ومن ثمَّ الخلق,الريف زرع بدواخلي لحظاته التي انطبع بها عالمي الصغير الذي حاولت فيما بعد أن أكيَّفه على مقاس كل تفصيل أو جزئية فيه وبيوته الواطئة تحت ثقل قصص فقدناها في خضم اللهاث وراء المدنية التي تنخر في لحظات حياتنا رغم جمال بعض أوجهها. س3-كتبت القصيدة الكلاسيك، بمن تأثرت * بالتأكيد كان لي تجربة مع القصيدة الكلاسيكية ككل أقراني من الشعراء الكرد اللذين بدؤوا بكتابة القصيدة, تأثرت أكثر بالتراث أكثر من شاعر محدد لأنَّي لاأخفي قلة الكتابات التي كانت متوفرة في تلك الفترة لم يسمح لنا بالاطلاع على أعمال الكثير من الشعراء الكرد, لكن التواصل أكثر مع الفلكلور كان ذو تأثير أكبر,بالطبع قرأت للكلاسيكيين من الشعراء الكرد وكان لهم تأثير ولكن ليس بتلك الدرجة الكبيرة. س4- متى بدأت كتابة القصيدة الكردية الحديثة * لم أبقى طويلا في عالم القصيدة الكلاسيكية,لأنِّي اخترت طريق القصيدة الحديثة مبكراً ورغم المعاناة التي لن أخفيها عنكِ إلا أنني حاولت جاهداً الخوض في عالم القصيدة الحديثة، وأستطيع القول فعلياً في نهايات الثمانينات من القرن المنصرم. س5- أستاذ آزر أي النوعين من كتابة القصيدة تجد نفسك منطلقا فيها. * بالتأكيد أكتب القصيدة الحديثة، لأنِّي فعلياً تركت كتابة القصيدة الكلاسيكية بعد أن أخذني عالم القصيدة الحديثة، ولم أحاول بعدها كتابة القصيدة الكلاسيكية رغم أني لست ضدها كي لايُفهم كلامي بصورة غير صحيحة أما بالنسبة لي فأنا شاعر وكاتب للقصيدة الحديثة وكما يقال بالكردي( نوجن) . س6- لم تطبع حتى الآن سوى ديوان شعري واحد علماً أنك تعتبر من جيل الوسط وتكتب منذ ثمانينات القرن الماضي، ما السبب في ذلك؟ * هذا الكلام صحيح وأصدرت مجموعتي الأولى في نهاية عام 1996 ومنذ ذلك الحين لم أصدر أي عمل آخر،لأسباب عديدة: أولها صعوبة النشر والتوزيع، وكذلك قلة اللذين يقرؤون بلغتهم الأم للأسف، رغم ذلك لا أعتبر هذا مبرراً لعدم الطباعة والنشر، قد يكون السبب الأساسي متعلق بي شخصياً، ربما هي ردَّة فعل ضمنية,رغم وجود حوالي ثلاثة مجموعات شعرية لي جاهزة للطبع. س7- قمت بترجمة ديوان الشاعر أديب حسن( ملك العراء) ولم تطبعه ، هل أنت من امتنع عن طبعه أم أن الشاعر أديب حسن هو من رفض طباعة العمل مترجماً؟ * قمت بترجمة ذلك الديوان وقد أخذ مني الكثير من الوقت. طبعاً لست نادماً على وقتي، لأنَّني اعتبره من أجمل ماقرأت كديوان شعري منذ سنوات، وهو عبارة عن قصيدة واحدة, لم أقم بطباعته كدواويني الشعرية، بل على العكس كان الشاعر أديب متحمساً للطباعة أكثر مني، أحياناً أقوم بترجمة قصائد أخرى وهنا يجب أن أنوِّه بأنِّي لاأعتبر نفسي مترجماً، بل قارئ متذوِّق للنص ،فعندما أقرا قصيدة جميلة، أترجمها واحتفظ بها عندي. س8-هل تجد صعوبة مع الكتابة باللغة الكردية علما أنك درست في مدارس لغتها عربية . * هذا السؤال يفجر في داخلي الكثير من منابع الحزن,لأنِّي عندما بدأت بكتابة القصيدة، أقصد الحديثة تحديداً كنت أبحث عن قصائد كردية حديثة كي أقرأها، لأتعلَّم كيف تكتب القصيدة الكردية الحديثة وقد تستغربين من الجواب كنت أعود خالي الوفاض, يعني بصريح العبارة كنت أقرأ بلغة، وأكتب بلغة أخرى ، رغم ذلك تجاوزت هذا العائق، ودعيني أبوح لكِ بسرٍّ صغير، أحسد الشباب اللذين يكتبون الآن القصيدة الكردية الحديثة، الآن هناك عشرات المجموعات المطبوعة والتي باستطاعتهم الاستفادة، في وقت لم يكن بمقدورنا الحصول على كتاب واحد عندما بدأتُ أنا وأبناء جيلي بكتابة الشعر الكردي ، يعني أننا عانينا الكثير. س9- ماذا تقول للشعراء الكرد في سوريا * بجملة قصيرة ستنجحون مع كل الصعوبات بشرط أن تحبُّوا القصيدة أكثر من أسمائكم. س10- مامشاريعك الشعرية في الأيام القادمة * أنا يهمني دائما شي واحد، أن لا انقطع عن القراءة، لأنَّ الكتابة ستأتي حتماً، بعدئذ نستطيع طباعة أعمالنا ونستطيع أن نعبر كل الدروب الوعرة، المهم أن نكون للقصيدة وبها، هذه هي مشاريعي الصغيرة. س11- هل لك رغبة في الترجمة مرة أخرى؟ أم أنها كانت تجربة يتيمة. * كما ذكرت سابقاً لم أنقطع عن الترجمة يوماً ، ولكن كما أسلفت لاأعتبر نفسي مترجماً، فقط حبي للنص الذي يجذبني إليه يدفعني لترجمته. س12- هل سبق وزرت كردستان، على أنَّها حلم كل كردي. * لا لم أقم بزيارة كردستان رغم رغبتي الجامحة، الاكتشاف يدفعني لذلك، وقد دعوت إليها أكثر من مرة، ولأسباب عدة لم أستطع تلبية الدعوة حتى الآن. س13- في نهاية هذا الحوارماذا تقول لوكالة عرار * اشكر وكالة عرار القديرة على إتاحة هذه الفرصة كي أحدِّث قرَّاءها قليلاً عني، وأتمنى لها دوام النجاح والتألق. وأنا بدوري أشكر الشاعر الكردي القدير سليمان آزر على أنَّهُ فتح لي باب قلبه على مصراعيه. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 26-04-2012 10:23 مساء
الزوار: 1420 التعليقات: 0
|