|
عرار:
نضال برقان صدر حديثا في عمان ديوان جديد للشاعر سليم أحمد حسن بعنوان» لجنين أغني»، عن دار الخليج للنشر والتوزيع ويقع في مئة وأربع وثلاثين صفحة، من القطع المتوسط، ويضم بين دفتيه خمسا وعشرين قصيدة، وتدور قصائد الديوان حول مدينة جنين، وما تعرضت له مؤخرا من عدوان غاشم على مخيمها، ويصور الديوان المعاني الوطنية التي تمجد الشهادة باعتبارها بوابة النصر، وطريق الأحرار، وتؤكد على التمسك بالوطن، والتشبث بترابه، وتصور الجرائم التي أرتكبها الاحتلال الصهيوني، من قتل وتدمير. حظي ديوان لجنين أغني بمقدمتين الأولى للدكتور صلاح جرار والثانية للشاعر سعيد يعقوب، يقول جرار في مقدمته: «...حينما وجّـهـت أنـا والصديـق الشاعـر «سعيد يعقوب»، دعـوة للشعراء العرب للمشاركة في ديوان شعري نصرة لمدينة جنين ومخيمها البطل في مواجهة الاقـتحامات الإسرائيليـة لهما، كان الشاعر سليم ضمن مجموعة كبيرة من الشعـراء الـذين كـتـبـوا رباعيات شعرية لجنين، وقمنا نشر المشاركات في ديوان يحمل عنوان «ربـاعـيات جـنين»، وقد سعدنا بمشاركة الأستاذ سليم كونه من أبناء جـنين. ولعلّ هذه المشاركة ألهمـته لتأليف ديوان خاص به يحمل عنوان «لـجـنين أغـنّــي..». أعجبني هذا العنوان لأن جنين النموذج المقاوم تستحق أنُ يُـفرد لها ديوان يتغنى بها وببطولات أهلها أن نغني لها، فهي سـرّ من أسرار فرحنا الحاضر، ومفتاح لحاضرنـا القــادم بإذن الله تعـالى. ومن حـقّ جنين أن يتغـنى بها أبناؤهــا، كما يتغـنى بها محبــوها وعاشقوها. لقـد عبّر الأستاذ سليم في هذا الديوان عن حبِّه لجنين، واعتزازه بتاريخها وبطولات أبنائها قديما حديـثًـا، فقد كانت ميدان معـارك، وساحة نضال فريد ضد المحتلين الصهاينة. غـير أن من يطالع هـذا الديوان يُـلاحظ أنه لم يقتصر الغــناء فيه لجنين، بـل شـمل فلسطـين كلها إذ نجـد فيه قــصائد عـن الخليــل وغـزّة، والقدس الشريف وغـيرهــا، مـما يعــنـي أن جــنين رمـز لفلسطين كلها، بـل رمـز لكـلِّ نـضال صادق ومـقـاومـة مخـلـصة وشجاعة نادرة...». ويقول الشاعر سعيد يعقوب في مقدمته للديوان: «لطالما قامت الكلمة الحرّة الجريئة بدور فعّال، في استنهاض الهمم، وتنبيه العيون من غفلتها، وهزّ الضّمائر، وتحريك السّاكن، وبعث الأمل، وتطبيب الجراح، الكلمة كانت في البدء ،ثم تلاها بعد ذلك الفعل ،حيث التصوُّر السّابق للأحداث، حيث التّثوير والتّحريض ،فلا يقلِّل من شأن الكلمة أحد، وهل وصلت لنا الآيات والحكم والأمثال والمواعظ والأشعار والسِّير وتواريخ الوقائع ومرويات التاريخ، إلا من خلالها، ولا يستخفّ بأثرها إنسان ،فالكلمة قد تكون في لحظة ما قنبلة ،وقد تكون وردة ،وقد تكون قبسا من نور، وهل الشّعر إلا كلمة ،وهل الشّاعر إلا من حملة المشاعل ،في الدروب المظلمات، والّليالي الحالكات، وما هذه المشاعل غير الكلمات المحفّزات الموثّبات، باعثات الأمل، ووائدات اليأس، الكاشفات عن مواقف الرّجولة ،ومواطن البطولة، الدّاعيات إلى الحقّ والخير والجمال، في زمن أرخى الليل سدوله، وغشّى العيون ما غشّى، زمن تُستهدف فيه القيم، وتحارب فيه المُثُل، ويراد به للشّعوب أن تغفو قريرة على الذلّ والهوان، بعد أن سُلبت كرامتها وصودرت إرادتها ،واضطهد أحراها، وسُجن مفكِّروها، وهُمِّش أصحاب المبادئ، وتسيَّد المشهد الرُّويبضات، هذا هو واقع الأمّة، وإن شئت فقل جزء كبير من واقع الأمّة فأين دور الشاعر الحر في كل ذلك؟ هل يلتزم السكوت؟ ويركن إلى الصمت؟ ويفر إلى الراحة ويلوذ بركن قصيّ، متلذّذا متنعّما تحت ظلال الرّفاهيّة، وعلى أرائك الترف، أم يدرك دوره، ويقوم بواجبه، ويقفز إلى المقدِّمة أمام الجماهير، ينير لها الطريق بكلماته الحرّة الجريئة، في زمن التردِّي والخذلان هذا، أظنّ أنّ كثيرا من هذه التساؤلات دارت في ذهن الشاعر المبدع، سليم أحمد حسن، واجتاح سيلها الهادر فكره وخواطره، قبل أن ينبري لكتابة قصائد هذا الديوان الرائع، (لجنين أغنّي)...» ومن أجواء الديوان نقرأ: «جـنـين عـصـفــورة تـشــدو عـلـى فــنـن ِ/ عاشت هـدوءًا وحـبًـا في مـدى الـزمـــنِ / وجـاءهـــا الصـقــر مـزهــــوًا بـقـــوَّتـــهِ/ فـــعـــاجـلـــتـــهُ بــمــا أرداه بــالـكــفـــن/ جـــنــين مـكلــومــة لـكــن بــفــرحـتـهــا/ بالنصر غـطّـت عـلى الأحـزان والـمحــن/ أبـنـاؤهـا الصـيـد كانـوا رمـز مِـنـعــتـهـا/ الله يـحــفــــظـهــم بـالـسِّــــر والــعـــلــن ِ». يشار إلى أن الشاعر سليم أحمد حسن من مواليد مدينة جنين، عام ألف وتسعمئة وأربعين، عمل في حقل التربية والتعليم، وأصدر عددا من المؤلفات والدواوين الشعرية منها: رباعيات سليم أحمد حسن، عكازة الثماني، أوراق خريفية، قال الراوي وغيرها كثير. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 24-11-2023 08:02 مساء
الزوار: 458 التعليقات: 0
|