|
عرار:
نضال برقان صدر في العاصمة العراقية بغداد، ديوان شعر جديد للشاعر العراقي أحمد مهدي، الديوان الصادر عن دار آراء للطباعة والنشر والتوزيع جاء في مئة وثلاثين صفحة من القطع المتوسط، وضمَّ قصائدَ تنوعت في مضامينها بين الوجداني والوطني والقومي والديني والإنساني، واتَّخذت الشعر العمودي شكلا فنيا لها، وحمل الغلاف لوحة للفنانة سحر الجابر. الشاعر أحمد مهدي الذي يعمل طبيبا عبَّر عن تجربته الشعرية من خلال تناوله مفردات خاصة كالحديث عن طفلته التي خاطبها بحنان الأبوَّة وأهداها أكثر من مقطوعة شعرية إلى الحديث عن زوجته، التي وقف إلى جانبها ودعمها حتى استطاعت إكمال دراساتها العليا، وهو يتحدث في أكثر من قصيدة عن وطنه العراق، ويتمنَّى أن يتجاوز بلده المحن والصعوبات التي يمر بها، وكذلك يتحدث الشاعر في ديوانه عن فلسطين وجراحها وعذابات أهلها ويبشِّر بقرب تحرُّرهم من الاحتلال ويتناول ما خلفه هذا الاحتلال من آثار مدمرة على الأرض والإنسان الفلسطيني، الذي يناضل للتخلص من نِير الاحتلال. ديوان (عذْبٌ فُراتٌ) كتبَ مقدمتَهُ الشَّاعر الأردني سعيد يعقوب ومما جاء في هذه المقدمة: «إن الشعر دواء الأرواح، والطب هو علاج الأجساد، وهل المرء إلا جسد وروح، وكلاهما يحتاج لمن يخفف عنه الألم، ويدرأ عنه غائلة الوجع والعلل والأدواء، وإذا كان الشاعر طبيبا، جمع إلى شفاء الجسد شفاء الروح، فتحقَّق له ما لم يتحقق لغيره من فضل، هذا بما يعالجه من آلامه الجسدية، وذاك بما يعالجه من همومه، ويروِّح عنه، ويخفف من أحزانه وأشجانه، وبما يمدُّه من أمل وتفاءل، ويقدِّمه من مسرَّة وفرح، بألحانه العذبة، وأنغامه المنسابة، ومعانيه الدافقة، وموسيقاه الرقيقة، وصوره الخلَّابة، وأخيلته المنطلقة المحلِّقة، وبيانه وبلاغته، وكلّ ما في اللغة من جماليات، يوظفها في إبداعه، فأين نجد ونرى شاعرنا الطبيب الشاب، أحمد مهدي كامل، من كل ذلك، في ديوانه الأوَّل، « عذب فرات « باكورة دواوينه الشعرية، التي نأمل أن تتوالى تِباعا، وأن تكون في مستوى هذا الديوان الجميل، بل وتتفوَّق عليه في عمق التجربة، واتساع الآفاق، وقد وجدت في عنوان هذا الديوان، أن الاسم جاء منطبقا تماما على المسمَّى، فهو بحقّ شعر عذب، سائغ للشاربين، وفرات زلال، لذَّة للمترشفين من كؤوسه، والناهلين من ينبوعه الطَّيِّب، السلسل الرقراق.» ومن أجواء الديوان نقرأ قصيدة تصور الحجاج بعنوان، وقفوا بعرفات: «وقفوا/ على عَرَفاتِ/ لمّا أدرَكوا/ أنَّ الذنوبَ تَموتُ في عَرَفاتِ/ جاءوكَ/ من كلِّ الفِجاجِ وأسرعوا/ لبوا النِّداءَ لِأعظمِ النَّدَواتِ/ واستَذكروا/ ذنباً مضى فاستَغفروا/ رَفَعوا الأكُفَّ لِمُنزِلَ الآياتِ/ يا مُنزِلَ القُرآنِ/ قَلباً خاشِعاً/ سَكبَ العُيونَ وذابَ في العَبَراتِ/ لَبّى ونادى/ بينَ مَرْوَةَ والصَّفا/ ما أسعدَ الرَّامينَ للجَمَراتِ/ حنَّ الفؤادُ لِرَبّهِ/ فَسَعى لهُ/ وكَذاكَ لَمُّ الشّمْلِ بَعْدَ شَتَاتِ..». جريدة الدستور الاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 17-07-2023 08:04 مساء
الزوار: 374 التعليقات: 0
|