|
عرار:
صدر عن دار إبهار للنشر والتوزيع ديوان كانڨاس لسيد عبد الرازق، الشاعر المصري الذي حصد عدة جوائز على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، مثل جائزة الشارقة للإبداع العربي، وجائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية للشعر العربي، وجائزة البردة، وجائزة وزارة الثقافة المصرية المركزية، وجائزة المونودراما من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي وغيرها. يصدر هذا الديوان في مائة وأربعة وعشرين صفحة من القطع المتوسط، محتويا قصائد الشاعر التي نسقها في شكل لوحات ما بين القصائد العمودية التي تحتل المساحة الأكبر من الديوان وقصائد التفعيلة، ليبدأ ديوانه في إهداء مقدمة ديوانه للقصيدة التي يراها حلقة وصل بين السماء والأرض، ويدعوها لردم الهوة بين الطوائف والقمصان والعمائم، ليعود الإنسان/ الكون إلى نقائه الأول. ثم يصدر الشاعر ديوانه بأسطر شعرية لبودلير الشاعر الفرنسي الذي يبدو أنه له مكانة خاصة لدى الشاعر لأنه سيطالعنا بقصيدتين أخريين يحضر فيهما بودلير بقوة هما وجع ثلاثي الأبعاد، وخمسة فرانكات للويز، وعن الهبة السماوية: الشعر يرسم عبد الرازق بورتريه يتحدث فيه عن تعريفه الخاص بالشعر، ودعوته لأن يتخلص الشعر من مجرد اجترار الماضي، ويوضح أشكال العلاقة بين عناصر العملية الإبداعية، وغرائبية تلك العلاقة على الأخص بين المبدع والمتلقي. من ثم يرى الإنسان أسيرا للواقع إذ إنه يحمل جينات الماضي بكل تجاربه البشرية السابقة، ومطالب بالعيش في زمانه الحاضر في نزاع بين الموروث والمعاصر، مما يدعوه إلى التجريب باستمرار منذ مرحلة الجمع والالتقاط إلى لحظته الآنية، في تسابقه المحموم مع زمان حياته المحدود، محاولا تغيير الواقع والتوافق مع تناقضات عصره بما يؤهله للوصول لمبتغاه. واحتلت الفلسفة لوحات متعددة من ديوان سيد عبد الرازق؛ لأنه يرى فيها السبيل لتخلص الإنسان من عماه، فهو في العصر الذي تصعب فيه الرؤية من زاوية واحدة مطالب بالشك حتى يصل إلى اليقين، ومطالب بطرح الأسئلة ليصل إلى الإجابة، ليدرك ماذا وراء الحقيقة، ناظرا لديكارت وابن رشد وسقراط، متأملا سماواته وأرضه، باحثا عن جدلية تروي غليل تساؤلاته بإجابات منطقية، معبرا عبر مسرحة الأحداث والمشاهد على لوحاته عما يجوب خاطره من تساؤلات. يرى الشاعر أن الخسارة جزء لا ينفك من طبيعة الإنسان، لذا يفرد لها عددا من لوحات ديوانه مستعينا بالليل، والعبور المتواصل لدروب الخسارة، وخيانة الرمل والطريق، وضياع حقائب سفره الوجودي، وغيرها ليصور قدر انهزام الإنسان أمام الحياة، وإحساسه المتوالي بالاغتراب، وضياع عمره في الوعود المرجأة. لكن لا ينفك يطالعنا بملمح جمالي في جناح خاص من لوحات الديوان يتعلق بما يراه التجسيد الأمثل والأوحد لكل مفردات الجمال ويعني في ذلك المرأة. المرأة المرشدة التي تمحو أميته في الكشف، والتي تفرد له مساحات من القراءة المغايرة للكون، وتدعوه إلى ألوانها الخاصة، وتحضر له رسامي العالم ليضموه إلى لوحاتهم الخالدة، وتأخذه في رحلتها لمكان للجوء جديد، وتفضي بأسرارها إليه، لتعطيه بعضا من مشاهد حياتها يلتقطها بفرشاته وكاميراه مجسدا لمعنى الجمال. ويعد ديوان (كانڨاس)الإصدار الشعري السادس للشاعر سيد عبد الرازق بعد ويرسمها الدخان، وأخيرا تصمت الزرقاء، ونيرڨانا، ووحدها في الغرفة، ويقامر شعره. هذا إضافة إلى إصداراته المسرحية والغنائية الأخرى. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 25-12-2022 09:59 مساء
الزوار: 288 التعليقات: 0
|