|
عرار:
محمد رمضان الجبور من الكتب الصادرة عام 2019 للشاعر صبحي الششتاوي عن دار أمجد للنشر والتوزيع، وبدعم من أمانة عمان الكبرى، يقع الديوان في مئتي صفحة، ويضم عدداً كبيراً من القصائد بلغت سبع وثمانين قصيدة، تفاوتت في أطوالها وتعددت عناوينها رغم ثبات مضمونها، فقد اختار الشاعر صبحي الششتاوي في ديوانه خط الرومانسية والهوى، فالمرأة هي الهاجس الأكبر في ديوان الشاعر، فهي سر الوجود، وهي المنارة والقمر، وهي التي تستطيع أن تلملم أجزاء الشاعر المبعثر: أحتاجُ إلى ألف امرأةٍ وامرأةٍ/ كي تلملمني/ وإن عادت/ تكفي وحدها/ بأن تجمعني./ الديوان ص133 جميل أن تكون المرأة هي الهاجس والرئة التي يتنفس منها الشاعر، فهي رمز للحياة والسعادة والجمال، وقد وصفها الشاعر الششتاوي بالعديد من الصفات، فهي المكان الذي يطمح في الوصول إليه : أحبك ِ بسمةً ونظرةً/ وثباتاً ووفاءً/ وصدقاً في الكلام/ أحبكِ ثقةً بالنفس/ لتحقيق الآمال/ أحبكِ اجتمعت فيك/ الكلمة والجسد ُ/ بداخله إنسان/ أحبكِ لأنك/ المكان/ الديوان ص63 تعددت وتنوعت عناوين قصائد الديوان إلا أن معظم هذه العناوين قد التصق بمفردة لا تغادر قلب الشاعر، المرأة أو الحبيبة فهي المفردة التي تسيطر على أحاسيس الشاعر، فهو بأنفاسها ينتشي كما في قصيدة (بأنفاسه أنتشي): قالوا لأميرتي: اجتثيه/ قالت: إني بأنفاسه أنتشي/ كأنه الروح لجسدي/ كيف لكم/ بفصل كوكباً عن مداره/ يحاولون المستحيل/ في المتمكن/ طُبع في ذاكرتي....أنه حبي الأوّلِ/ الديوان ص 173 والمرأة أو الحبيبة هي سبب مرض الشاعر، وهو لم يشف منه بعد، فهو دائما في عطشٍ لتلك المرأة أو الحبيبة: اشربي من كلماتي/ وارتوي/ قد لا تجدين ماءً/ للصلاة/ فكلماتي إليكِ/ تنساب فوق السطور/ لأجلك...للاغتسال ِ/ ماء زمزمٍ/ يشفي/ لكنه يُبطُ الصيام/ ورذاذ شفتيك ِ/ يُذهبُ العقل/ ويغرقني في الغياب/ فما عاد يكفيني/ منك تضلُّعاً/ وما ارتويتُ/ منك عشقاً/ بعدُ/ الديوان ص 125 قدّم د. خليل اطرير شهادة إبداعية عنونها بـ(منصة المميز) بدأها بقصيدة جميلة قال فيها : «الزهر ُ لا يخفي العبير......والنسم يحضنه الأثير صوت المميز شاعراً......سكن إذا انعقد العسير ثم قال : المميز....كما أصر محبو شعره على وصفه، لأنهم ميزوه برقته وعذوبته، ولون إلقائه، وطر يقه الذي اختطه. واتجاهه للغزل الرقيق. « (الديوان ص 11) وقدّم الشاعر والناقد عبد الرحيم جداية ، دراسة نقدية للديوان « ولادة عشق قد تكون في أي فصل من الفصول، قد يولد العشق في الخريف، قد يجذبني ويجذبك الورق الأصفر، وتجذبك رياح الخريف، وتشدك نسمة عطر خريفية، تشعل النار في حطب روحك، فيولد العشق في بقعة لم يمارس المطر عليها طقوسه.» (الديوان ص 18) هذا الديوان باكورة أعمال الشاعر صبحي الششتاوي، الناشط الثقافي، المميز كما وصفه الشاعر خليل اطرير بحراكه وبحضوره في المشهد الثقافي الأردني، أرجو أن نلتقي بأعمالٍ أخرى للشاعر صبحي الششتاوي، ونرجو له التوفيق دائما والمزيد من النجاحات. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 03-02-2022 10:36 مساء
الزوار: 464 التعليقات: 0
|