|
عرار:
يقع كتاب مفاهيم نقدية الصادر عن دار الخليج للطباعة والنشر والتوزيع بعمان للناقد الأديب د. إبراهيم خليل في 138 ص من القطع المتوسط مشتملة على خمسة عشر فصلا تلقي الضوء على بعض المفاهيم النقدية والأدبية المتداولة فتحاول توضيحها أو مناقشتها مناقشة تبين بعدها عن الواقع، أو حاجتها الماسة لإعادة النظر. ففي فصل النظم ونظريته يؤكد المؤلف على حقيقة غابت عن كثير من الدراسات وهي أن النظم في البلاغة العربية القديمة، ولا سيما عند عبد القاهر الجرجاني، مقارب لمفهوم الأسلوبية عند اللسانيين في العصر الحديث. وفي فصل بعنوان حجاج أم بلاغة يثبت المؤلف أن الحجاج الذي ينتشر هذه الأيام في الدراسات الأدبية انتشار النار في الهشيم لا يعدو كونه حذلقة تفسد الدرس الأدبي والنقدي. وفي فصل بعنوان بلاغتنا وبلاغة الآخر يرد المؤلف ردا جميلا على من يدعي أن علم البلاغة العربي يقتصر على البيت ولا يتعدى ذلك للقصيدة أو النص موردا أمثلة تناول فيها البلاغيون في القديم نصوصا، وعابوا على بعضهم الوقوف عند الجزء من النص دون سائره. ومن أولئك البلاغيين حازم القرطاجني وعبد القاهر الجرجاني وآخرون. ويؤكد المؤلف في الفصل الخاص بالمقامات ما توهمه بعض المعاصرين من أن المقامة كغيرها من الفنون الأدبية يمكن إعادتها للحياة من جديد، مؤكدا أن قوانين الفن التي حتمت على المقامة التراجع حد الانقراض هي التي تأبى انبعاثها من جديد على أيدي بعض المعاصرين من أمثال اليازجي، والمويلحي، وحافظ إبراهيم، وغيرهم من أخفقوا في إثارة الاهتمام بهذا الفن. وبهذه المنهجية توقف المؤلف إزاء الخلط بين الرواية التاريخية وغيرها، كالذي يقرأ رواية عمارة يعقوبيان على أنها تاريخية، مع أنها تتناول الفترة التي تناولتها رواية القاهرة الجديدة لنجيب محفوظ، ومع ذلك لا نجد من يعد القاهرة الجديدة رواية تاريخية. ويعيب المؤلف على بعض الدارسين إخفاقهم في التفريق بين الرواية الرواية وما ينشر على أنه رواية، وهو بريء من السرد الروائي براءة الذئب من دم ابن يعقوب. ولا يفتأ المؤلف يُلح على الخطأ الشائع لدى غير قليل من الدارسين، وهو الخلط بين التناصّ من حيث هو مفهوم تفكيكي عند جوليا كرستيا والتلاصّ الذي هو ضربٌ من السَرَقِ، والانتحال، والاعتداء على إبداع الآخرين. وقد أشار لهذا في فصلين، أولهما بعنوان بين التناص والتلاص، والثاني بعنوان المثاقفة بين الانتحال والتأثر. وإلى جانب هذه المفهومات، ثمة مفاهيم أخرى توقف عندها المؤلف، كالنظرية النقدية، وسؤال التجنيس في الأدب العربي في قديمه والحديث. ومفهوم الحساسية الجديدة في القصة القصرة. والكتابة العابرة للنوعية. ومفهوم الأدب العجائبي والفرق بين العجيب والغريب. وتوقف كذلك إزاء مفهوم المقارنة في الأدب، مسلطا الضوء على بعض الدراسات، وما في الكثير منها من تضليل علته الانطلاق من الانطباعات الذاتية، بعيدا عن المنهجية العلمية التي تجمع بين الدقة، ونزاهة البحث. ويُذكر أن هذا الكتاب هو الكتاب الثاني والثمانون للمؤلف، وقد نشر نيفًا وثلاثين بحثا في المجلات العلمية المحكمة، وأشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه جريدة الدستور الاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 06-12-2021 09:53 مساء
الزوار: 1006 التعليقات: 0
|