«أبو شاور وآثاره في القصة والرواية» في كتاب جديد للناقد إبراهيم خليل
عرار:
عمان «رشاد أبو شاور وآثاره في القصة والرواية» عنوان الكتاب الذي صدر حديثا عن دار الخليج للطباعة والنشر والتوزيع في 112 ص من القطع المتوسط لمؤلفه الناقد الأدبي إبراهيم خليل. يتناول المؤلف بالدراسة عددا غير قليل من المجموعات القصصية كذكرى الأيام الماضية وهي أولى المجموعات وقد صدرت في بيروت عن دار الآداب سنة 1970 ولكن معظم القصص التي تتضمنها المجموعة كانت قد نشرت في المدة من عام 1962 إلى عام 1968 وهي قصص لا تخلو من التذكير بالحوادث التي شهدتها فلسطين قبل عام 1948 وما بعده وبصفة خاصة بلدة ذكرين مسقط رأس الكاتب. وفيها قصص تصور وقائع تجري في فلسطين بعد نكسة 1967 ومنها العمليات الفدائية خلف خطوط العدو. ومن المجموعات التي يتوقف عندها المؤلف مجموعة الأشجار لا تنمو على الدفاتر، ومجموعة بيت أخضر ذو سقف قرميدي، ومجموعة مهر البراري، ومجموعة بيتزا من أجل ذكرى مريم، ومجموعة الضحك في آخر الليل، وسفر العاشق الصادرة عن دار الشروق بعمان. ويؤكد المؤلف أن القضية الفلسطينية، ونضال شعبها، تحتل حجر الزاوية في جل ما كتبه ونشره من قصص. وشملت اهتماماتُه ذكريات ما قبل عام 1948. ونكسة حزيران 1967 وظهور المقاومة، وما تخللها من تداعيات تشمل الحياة اليومية للمناضلين، والتنقل من قاعدة لأخرى، ومن ساحة للعمل الفدائي لساحة أخرى. فضلا عن تأثيرات الحرب في الجنوب اللبناني، والانتفاضة الشعبية في الأراضي المحتلة في ديسمبر 1987 وما أحدثته من اهتزازات أضفت تغييرا نوعيا على أنماط السلوك المقاوم. وقد رافق ذلك حرصُ الكاتب على تصوير حياة الناس البسطاء من الداخل، ضاربا بذلك مثلا للمثقف العضوي بتعبير غرامشي، وهو الذي لا يتعالى في كتاباته عن المهمشين والمسحوقين بل ينصهر في العمل الجماهيري، ويستلهم إبداعه من إبداع الطبقات الفقيرة على مستويات القول والممارسة. أو الفعل ورد الفعل، أو التطبيق والتنظير. لذا جاءت قصصه بسيطة في نسيجها العضوي والرمزي والتاريخي، بعيدة عن الاستغلاق والغموض النابع من التجريب المجاني الذي يجد فيه بعض الكتاب معيارا للزهو، وسبيلا لتفريغ الأدب من محتواه. ويتوقف المؤلف إزاء العطاء الروائي للراحل. مبينا أن الكاتب أبا شاور، وفي رحلته الطويلة مع الكتابة، تنبه في آخر الأمر لضرورة الاهتمام بالذات فكتب روايتين عرض لهما المؤلف. إحداهما «وداعا يا ذكرين» والثانية «الحب وليالي البوم» وهما سيرتان ذاتيتان، الثانية منهما متممة للأولى. والمؤلف يرى في السيرتين سيرة للكاتب، ولأبيه محمود أبو شاور. ولم يفته الوقوف عند مجموعته سفر العاشق التي عُني في دراسته لها بمحكي المكان والعشق. هذا ويذكر أن الكتاب في أصوله بحث نشر في مجلة عالم الفكر الكويتية عام 2000 أضيفت إليه وقفات عند روايات الكاتب الأخيرة، وقصصه التي صدرت بعد ذلك. ويهتم المؤلف بتراجم الأدباء ومن ثمرات هذا الاهتمام: جبرا إبراهيم جبرا الأديب الناقد، ومحمود السمرة والنقد الأدبي، ومحمد القيسي الشاعر والنص، وناصر الدين الأسد، وجمال أبو حمدان قريب من الذاكرة بعيد عن النسيان. والإعلام عمن عرفت من الأعلام، والقابض على الجمر حميد سعيد، وعلي جعفر العلاق شعرية الحداثة وحداثة الشعر.
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 18-10-2024 10:31 مساء
الزوار: 65 التعليقات: 0