|
عرار:
صدر حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع رواية جديدة للدكتور أنور الشعر، بعنوان (راحابيل). وقد تضمن الغلاف الأخير للرواية كلمة للأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، وفيها يقول: "هذه رواية رمزية (أليغورية) تتناول حكايات واقعية في أسلوب غرائبي يكشف العلاقة بين مأساة ضياع الوطن وشراسة المؤامرة التي دُبّرت بليل، وخُطّط لها بشتّى الوسائل، منها استخدام الجنس وسيلة دنيئة لتحقيق الأهداف. وقد جعل الدكتور أنور الشعر العنوان كاشفًا لمضمون الرّواية حين جعل (راحابيل) المشتق من اسم( راحاب) التاريخية التي وظفت جسدها للوصول إلى الهدف المنشود، فكانت القدوة أمام بنات قومها لتحقيق الهدف في قابل الأيام فكنّى بهذا الاسم عن دولة الاحتلال، لقد أدّت كيفيرا ثم أستير الدور التاريخي في تمزيق الوطن العربي وقيام دولة الاحتلال. قام بناء الرواية في صورته الأساسيّة في اتخاذ أسلوب السيرة الذاتيّة في السّرد من خلال جعل الشخصيّات تروي الأحداث وتعبّر عن الأفكار ووجهات النّظر. هذه الشخصيات التي تبدو، أحيانًا، أقرب إلى تفصيلات الواقع، وتبدو أحيانًا أخرى، أقرب إلى حكايات التراث، أو إلى عوالم غريبة، إلى جانب تضمينات تراثية وثقافية دالّة. لقد نجحت كيفيرا وعالم الراحابيات في مأساة الأمير غزوان الذي وقع ضحيّة خططها ومؤامرات قومها الشريرة في إقصائه عن الحكم والتمثيل بجسده بطريقة بشعة. لقد سارت أحداث القصة في جوٍّ من التّشويق حتى نهايتها التي جاءت أقرب إلى الصّدمة من خلال الكشف المفاجئ عن شخصية رئيسية في الرواية. لقد تزوج غزوان من كيفيرا التي أنجبت عفران الذي تزوج من راحابية أخرى هي أستير ليتكاثر الراحابيون. ثم تزوج غزوان من نجود الأبية ولكن بعد فوات الأوان ليقود ابنها عصام، الذي له من اسمه نصيب، جموع المقاومة ضد الظلم والطغيان. ومن أجواء الرواية نقرأ: "وبعد حوالي عشر دقائق مشيًا على الأقدام شعرت أنها أطول من نصف نهار من المشي في جوٍ حار، وصلت إلى المكان الذي قصدته، ووجدت نفسي أمام محل تجاري قديم أغلق بابه الأسود بعدة أقفال كبيرة، وكتب على الباب باللون الأبيض بخط يدوي رديء عبارة (للبيع أو الإيجار/هاتف...). نظرت إلى أسفل الباب، فإذا بي أرى كومة من اللحم على ذمة الحياة تمثل صورة كاملة للعجز البشري وللألم الإنساني في أقسى صوره. أغمضت عيني، فركتهما، ثم فتحتهما غير مصدق لما أرى في الوقت الذي يؤكد جميع المسؤولين أننا نعيش في عصر المساواة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. "مرحبًا يا عمّاه!" قلت له. *** لم تجب الأسمال البالية، ولم يجب من بداخلها. أعدت التحية قائلًا: "مرحبًا يا عم!"، لكن ما من مجيب.وبعد محاولات لحثه على الكلام، قال الصبي الذي يبيع الشاي، وقد لاحظ محاولتي لحثه على الكلام: لقد حاول قبلك كثيرون لدفعه إلى الكلام ومعرفة أهله وعائلته ومن فعل به كل هذا، لكنهم لم يفلحوا في ذلك. *** -أستنتج أن أستير هي ابنة كيفيرا أو فتاة من بلادها أحضرتها بشكل خاص لتزويجها من هذا الشاب عفران، ولكن من هو عفران هذا؟ لابد من أن نتبين ذلك أيضًا، قالت إجلال. يبدو أن الحكاية مليئة بالألغاز، وتحتاج إلى حل، قلت لهما..". وقد حمل الغلاف الأمامي لرواية لوحة للفنان محمد علي الدغليس. المصدر: جريدة الدستور الاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 29-07-2021 09:51 مساء
الزوار: 1070 التعليقات: 0
|