افتتحت الندوة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بتهنئة الكاتب بالفوز مشيرة الى أن الكاتب قدم مجموعة من العلاقات المتشابكة والمتقاطعة بمشهد سردي استطاع به أن يحافظ على التوزان وانسيابية الأحداث رغم تشابكها ونجح بتضفيرها حتى الفصول الأخيرة لنرى المشهد كاملا.

وقالت إن الرواية تلقي الضوء على المجتمع الأردني وترمز للمجتمعات العربية التي تعاني العديد من الأزمات كأزمة التحول الرقمي السلبي واتجاه المثقف لحرق كتبه يأسا مع انعدام الأثر الحقيقي للمثقف العربي بمجتمعه وانهزامه أمام قوة تأثير رواد التواصل الاجتماعي أصحاب المضامين السطحية وعدم مرونة المثقف العربي حديثا بالتعامل مع التطور التكنولوجي فمازال الكثير من المثقفين واقفين خلف قناعاتهم ووسائلهم القديمة وهذا يقلل كثيرا من حجم الأثر بالمجتمع.

وأشارت إلى أن الرواية طرحت أزمة الازدواجية الأخلاقية للمجتمع والتي من خلالها ينظر للأطفال مجهولي النسب نظرة دونية وهم ضحايا في حين أن مرتكبوه هم الفاسدون لكن المجتمع يعاقب الضحية لا الجاني وتلك ازدواجية أخلاقية عميقة بتركيبة المجتمعات العربية إضافة للخلل القيمي بنموذج روبين هود والنظرة البطولية للسارق من أجل الفقراء.

من جانبه أعرب الكاتب جلال برجس عن جزيل شكره للاستضافة الكريمة وإعجابه بطرح مجلس الفكر المتعمق كما أجاب على أسئلة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد حول فكرة التقمص مشيرا أنه ثمة رابط ما بين تلك الشخصيات المتقمصة وبين بطل الرواية موضحا أن اختياره على سبيل المثال لشخصية سعيد مهران بطل رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ والذي كانت مشكلاته وأزماته تشبه أزمات إبراهيم الوراق لنقف على انه رغم المسافة الزمنية لكنه لم يتغير شيء في مشكلات وأزمات مجتمعاتنا العربية وحول فكرة الانتحار فكانت بمثابة صرخة مثقف في وجه المجتمع من أجل الاستفاقة 

المصدر: وكالة انباء الشعر