• ينتهي علم كثير من الناس في موضوع الاستنساخ بحالة النعجة دولي والكثير منهم يعتقد أنها تجربة فاشلة لمجرد أن النعجة المستنسخة ماتت بعد بضعة شهور والحقيقة أنها كانت في بداية التجارب وسبقتها حوالي 45 تجربة كلها كانت تأتي بكائن مشوه إلي أن انتهي الأمر بالنعجة دولي ،
والنعجة دولي استنسخت من خلية من ثدي شاه عمرها 6 سنوات فهي خلية جسدية عادية وباستخدام الخلايا الجسدية العادية المتخصصة يظهر علامات السن والشيخوخة على الكائن المستنسخ وتظهر فيه عيوب خلقية نتيجة لعمر الخلية الجيني وتعرضها للسموم ، ولتلافى هذه العيوب لجأوا إلى الخلايا ا لجذعية وكثفوا أبحاثهم فيها واستخدموها في الاستنساخ .
• واليوم في الغرب يمكنك إذا أردت أن تستنسخ أي حيوان تريد ، وهذا دليل علي أنهم أنتجوا بشراً وظهرت عليهم علامات الشيخوخة المبكرة بسبب استخدامهم لخلايا جسدية عادية وقد اذاعت قناة الجزيرة الوثائقية فلما وثائقي علمي بهذا الخصوص .
لكن لا تنتظروا الإعلان المكثف وبشكل صريح في الإعلام عن نتائج أبحاثهم في استنساخ البشر التوالدي كما هو الحال في النعجة دولي وغيرها من استنساخ الحيوانات فهم يعرفوا معارضة شعوب الأرض لذلك ولن يعلنوا عنه إلا في الوقت الذي يرونه مناسباً .
- يبرر العلماء تجاربهم وأبحاثهم في مجال استنساخ البشر التوالدي بمحاولة معرفة الغالب علي سلوك الإنسان هل هي الجينات الوراثية أم البيئة التي يتربي وينشأ فيها الإنسان ، فقد احتاروا في معرفة الغالب علي طباع الإنسان هل هي الجينات أم البيئة ؟ ويعتقدوا أن الاستنساخ يمكن أن يحل لهم هذا اللغز علي أساس أن الجينات واحدة والذي سيتغير هو البيئة التي يمكن أن يعيش فيها الشخص المستنسخ ، كما يحاول العلماء الوصول الي الحياة الأبدية ويعتقدوا أن الإستنساخ يمكن أن يحقق لهم هذا الهدف وهم مخطئون كما يعتقدوا أنهم يمكنهم استنساخ بشر خارقين وهم مخطئون أيضاً .
هل في هذا فائدة للبشرية ؟ لو قدر لهتلر جديد مستنسخ أن يعيش في حمى عائلة يهودية كأحد أفرادها ، فهل سيبادل هتلر الجديد اليهود الحب والمودة ؟! أم أنه سيسير على الدرب ذاته الذي سار عليه هتلر الأصلي ؟ الأغلب أن هتلر الجديد سيكون يهودياً يكره هتلر الأصلي ) .
- ويقول أيضاً أنه إذا كان المقصود من ذلك استيلاد أناس خارقين في بعض المجالات والميادين فإنه يمكن تحقيق ذلك عن طريق تزويج إبطال السلة العالميين مثلاً من بطلات هذه اللعبة للحصول على لاعبين متفوقين في هذه الرياضة ، ويضيف العالم " جريفن " أنه يمكن استنساخ الذكور والإناث من دون أي صعوبة وبالتالي تحديد الجنس المطلوب ، وقال إنه لا يمكن استنساخ الأموات لضرورة وجود خلايا حية لتنفيذ ذلك ، وأضاف جريفن أنه على الرغم من أن المستنسخ يحمل الموروثات ذاتها من المستنسخ منه فإن الظروف والبيئة التي يعيش فيها الإنسان المستنسخ ( إذا قدر يوماً وطبقت هذه التقنية على الإنسان ) هي التي تقرر طباعه ، وهذا أمر يتطلب المزيد من الدراسات والأبحاث لإثبات ذلك علمياً .
- وذكر " جريفن " أنه لا يمكن استنساخ الأعضاء حالياً كالقلب والكبد والرئتين مثلاً لكن قد يحدث ذلك مســـتقبلا ، وقال طالما فتح هذا الباب فلن يغلق بالرغم من بروز عامل الشر وسـوء الاستخدام حيث التوقعات هنا لا تعد ولا تحصى منها تطوير مخلوقات مهجنة وجــيوش كاملة من المستنسخين وربما استنساخ هتلر جديد يربى في أحضان عائلة يهودية لمعرفة الغالب والمحدد لشخصية وطبائع الإنسان هل هي الموروثات الأصلية (الجينات) أم الظروف والبيئة المحيطة ؟ * فالاستنساخ في الحيوانات حدث ومعلن ، أما ما يجهله الكثيرون أن استنساخ البشر اليوم حادث لكن غير معلن بالشكل الذي يتوقعه الناس ، بالرغم
من المعارضة الشديدة من العقلاء في العالم لهذه التجارب لما فيه من عامل الشر والذي أشار إليه جريفن ، وقد عرضت قناة الجزيرة الوثائقية فلماً علمياً وثائقياً لاستنساخ البشر في روسيا ، تم الإعلان عنه اليوم لكن بتاريخ الغد لكن الغد القريب جداً وهو2015 .
1_الاستنساخ هو علامة من علامات يوم القيامة كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم في سنته التي جاءت لتشرح كتاب الله وتبين مجمله ومتشابهه ، وكذلك جاءت الإشارة إليه وأنه من وحي إبليس في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ( لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) ) النساء ، فالاستنساخ من تطبيقات الهندسة الوراثية والتي تعتبر وبحق المثال الصارخ في تغيير وتبديل خلق الله ، وورود حديث صحيح عن رسول الله بشأن الاستنساخ تحديداً هو من الإعجاز العلمي في السنة ، والإعجاز يكمن في إخبار رسول الله بما سيؤول إليه علم البشر في هذا المجال بعد أربعة عشر قرناً من الزمان إلا أنه للأسف في الطريق الخاطئ وتدمير قيم ومقومات المجتمعات الانسانية ، فجاء هذا لأبناء هذا القرن والقرون اللاحقة وهو من دلائل صدق النبوة بالإخبار عما سيحدث قبل أن يحدث ، والإعجاز ليس فقط بالإخبار عما فيه منفعة بل بدرء ما فيه مفسدة
، فدرء المفاسد مقدم علي جلب المصالح وهذه قاعدة فقهية معروفة ، فرسول الله صلي الله عليه وسلم استنكرها واعتبرها من علامات يوم القيامة .
*-يسعي العلماء بالاستنساخ الي فكرة الخلود فهل سيتمكنوا وهل الاستنساخ هو الطريق الي الخلود وهل الآية ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) ) الأنبياء ، ستظل معجزة الي يوم القيامة أم أن للعلم رأي آخر ؟
يمكن من خلال الاستنساخ أن تحافظ علي إنسان موجوداً إلي يوم القيامة كلما ماتت صورة منه استنسخ بدلها عشرات لكن هل هذا هو الخلود ؟ هل الطفل المستنسخ والذي أتي من المعمل هو امتداد للأصل ؟ وهل سيتطابق الاثنان في الشكل والطباع والسلوك ؟ بالاستنساخ يمكن للعلم أن يأتي بإنسان بعد وفاته بسنين عديدة ، لكن هل هذا يعتبر إحياء للموتى ؟
*-هل يجوز للباحثين أن يستخدموا الأجنة الفائضة من عمليات التلقيح الصناعي الخارجي للحصول علي الخلايا الجذعية التي تستخدم في علاج العديد من الأمراض وهو ما يطلق عليه الاستنساخ العلاجي بحجة أنه لو ترك سيموت ؟ إذا جاز هذا جاز تحضير الأجنة في المعمل للاستفادة مما تحتويه من الخلايا الجذعية ، هذا أمر في أبسط حالاته غير أخلاقي ؟ إن فائض الأجنة يستخدم في أبحاث الخلايا الجذعية بعد أخذ الموافقة الخطية من الأبوين كما يقولون وفي هذا قتل لبقية الأجنة لأخذ الخلايا الجذعية لاستخدامها في العلاج والأبحاث وهذا أمر لا تقره الفطر السليمة وإن اقره القانون بأخذ
الموافقة الخطية . * نحن مع العلم والتقدم والتكنولوجيا إذا استخدم لخدمة البشرية وما فيه نفعها ، لكن إذا استخدم العلم في الدمار والهلاك فالكل بلا شك ضده ولا يؤيده ، فهم لا يريدون من خلال العلم إلا الربح المادي على حساب صحة الناس وكل الأعراف والقيم التي اندثرت في هذا الزمان . وهذا
هو الحادث في هذا الزمان فلم يحقق العلم وكذلك المادة سعادة البشرية بل علي العكس تماماً زادت الكوارث وزاد الشقاء والنكبات ، فأصبحنا نسمع عن تجارة الأعضاء وكذلك تجارة البشر . تجدر الإشارة هنا الي أن الإسلام لا يقف حجر عثرة أمام العلم وتطوره اذا كان فيه مصلحة البشرية فأول كلمة نزلت في القرآن علي قلب سيد المرسلين هي اقرأ ثم ذكر مرحلة من مراحل خلق الجنين ثم جاء ذكر القلم فكلها أمور تحث علي العلم والبحث ، لكن العلم النافع والذي لا يتعارض مع الأخلاق *-الاستنساخ في اللغة الانجليزية هو ." clonning " و ينقسم الاستنساخ إلي قسمين :
الأول الاستنساخ التوالدي ، والثاني الاستنساخ العلاجي 1- : - هو صناعة البشر باستخدام تقنية الهندسة الوراثية وباستخدام حضانات بشرية . فهو إنتاج إنسان صورة طبق الأصل من إنسان آخر ، ومثالها آلة التصوير الضوئي فبها تستطيع أن تنتج صور كثيرة من الكتب والمؤلفات والمطبوعات لتوزيعها على القراء ( لكن هل الشخص المستنسخ هو نفسه الأصلي هذا ما سنتعرف عليه لاحقاً ) . الإستنساخ التوالدي يتم في المعامل الطبية ، فأصبح من الممكن خروج البشر إلي وجه الأرض والي الحياة من المعامل وليس من الطريق الطبيعي المعتاد والمعروف والذي أحله الله وجعله سنته في خلقه ، وهو يختلف عن مساعدة الإنجاب باستخدام التلقيح الصناعي الخارجي ( أطفال الأنابيب ) ، حيث الاستخدام هنا لخلايا جذعية وليست حيوانات منوية .
ستخضع هذه العملية أعني استنساخ البشر في المستقبل لدراسة الجدوى الاقتصادية شأنها في ذلك شأن صناعة الكمبيوتر والمحمول والدش ، وسيدخل حساب ثمن التكلفة وثمن البيع والربح في هذه الصناعة ، وجميعاً يعرف أنه في بداية الإنتاج كانت أسعار هذه الأجهزة لا يقدر علي دفعها إلا
الأغنياء ثم عممت فأصبحت في أيدي ومقدور البسطاء وذلك بزيادة كمية المنتج ، فالكائن البشرى المستنسخ سيحسب ثمن أعضائه وثمن إنتاجه والربح وسيتم الاتفاق مع المراكز المتخصصة في نقل الأعضاء في كافة أنحاء العالم بفضل التقنية الحديثة السريعة للاتصالات ووسائل النقل السريعة بالطائرات وستكون طواقم نقل الأعضاء جاهزة وفى انتظار الضحية ، ولن يستطيع الاستفادة من هذه العملية في البداية إلا الأثرياء . *-هل هناك تطابق بين الأصل والمستنسخ في الشكل والجسد والمادة ؟ يتبادر للعقل أن الإجابة نعم لكن الحقيقة غير ذلك فالتوائم المتماثلة متشابهين في الشكل لكن مختلفين في البصمات وهذا من دلائل القدرة والإعجاز الإلهي ، فبالرغم من التطابق في التركيبة الجينية المسئولة عن الصفات الجسدية إلا أنه اختلفت البصمات فسبحان الخالق القادر ، وذكر الحق تبارك وتعالي البنان في القرآن ليلفتنا إلي هذه الحقيقة العلمية المبهرة ، فعندما أنكر الكفار البعث واستبعدوا خلقهم من جديد بعد أن تكون عظامهم وأجسادهم قد بليت وتوارت وأنكروا البعث والمعاد وذكر القرآن قولهم : قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ المؤمنون82 ويرد عليهم الحق تبارك وتعالى بأسلوب تأكيدي فيه من التحدي ما يدل على عظمة القدرة فالله ليس بقادر علي خلقهم من جديد فحسب بل قادر علي أن يعيد تسويه بنانهم كما كان ( والبنان هو نهاية الإصبع ) أيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ
(3) بلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نسوى بَنَانَهُ
(4) القيامة ، فالله سبحانه سيعيد كل
إنسان ببصمته والتي لا يمكن أن تتطابق مع إنسان آخر في العالم ، فالله يتحداهم بما هو أدق وأعظم في إعادة الخلق وهي البصمة لإظهار دلائل القدرة والإعجاز في الاختلاف والتميز .
-وثبت علميا أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق أو تتماثل تماماً مع شخص آخر في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي تنشأ من مادة جينية وراثية واحدة ، فهي تنشأ من حيوان منوي وبويضة واحدة ، وسبحان الله تختلف البصمة فيهم بالرغم من وحدة المنشأ ، وبالتالي الإنسان المستنسخ لن يتطابق
مع أصل صاحب الخلية في البصمة ولا في الروح فهو كائن جديد مختلف تماماً عن الصورة الأصلية ، فليس هناك خلود في الدنيا كما يبحثون ، لأن ليس هناك تطابق في الشكل ولا في الروح وإن وجد تقارب في الشكل لأن المادة الوراثية واحدة ، وكذلك قد يوجد تشابه في الطباع لتشابههم في
فصيلة الدم ، إلا أن ذلك ليس حتمياً فقد يكون هناك تباين واختلاف كبير في الطباع في حالات أخري والذي يحكم المسألة هو طبيعة تلك الأرواح
وهل هي شقية أم سعيدة فالاستعداد الفطري هو الأساس وما سبق في علم الله من قدر .
-والعلماء في علم البصمات يذكرون أن لبصمة الإصبع نحو مائة خاصية وصفة التي تحدد أشكالها وهم يبنون نتائج فحصهم علي اختبار اثنتي عشر خاصية وصفة فقط اتفق عليها رجال الفحص الجنائي وخبراء البصمات ورجال الأمن في كل بلاد العالم ، وذكروا أنه لا يوجد اثنين يشتركان في هذه الخصائص والصفات ألاثنتي عشرة إلا مرة كل أربعة وعشرون بليون مرة والبليون ألف مليون ، وهذا ثلاث أضعاف تعداد العالم ، وهذا يؤكده التباديل والتوافيق ، هذا إذا أخذت بصمة إصبع واحد فما بالنا بالأصابع العشرة ، وما بالنا ببصمات أصابع القدمين ، وقد ثبت حديثاً أن بصمات القدمين تختلف هي الأخرى من فرد إلي آخر وتستعين بعض مستشفيات الولادة في بعض البلاد الغربية من هذه الحقيقة لكيلا تتسلم أم ولداً غير وليدها بطريق الخطأ فيأخذوا بصمة إبهام الأم وبصمة القدمين للطفل في بطاقة خاصة .
والبصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة جلد اليدين والقدمين تعلوها فتحات المسام العرقية ، تجاورها منخفضات تلتوي وتتفرع وتتمادي تلك الخطوط لتعطي في النهاية شكلاً مميزاً يختلف من إنسان إلي آخر ، قد تتشابه لكن لا يمكن أن تتطابق ، وهذا دليل القدرة والإعجاز الإلهي الذي يحير العقول .
فعندما يذكر الحق تبارك وتعالي هذه القدرة علي الاختلاف والتباين في الخلق لا يملك الإنسان سليم العقل سليم الفطرة إلا أن يقول سبحان الله ، وعندما يذكر الحق تبارك وتعالي آيات قدرته في اختلاف ألوان الجلد من أقصي الحمرة إلي أقصي السواد لابد وأن نتذكر آيات قدرته كذلك في اختلاف بصمات البشر فالكل متعلق بالبشرة والجلد ، وكذلك ذكره سبحانه وتعالي لوجود مستقبلات الألم في الجلد والتي أثبتها العلم حديثاً فكلما كان الحرق سطحياً كان الأم أشد .
وذكر الحق تبارك وتعالي دلائل قدرته سبحانه وتعالي في اختلاف ألألسنه والتي تتضمن اللهجات واللغات و نبرات الصوت وهو ما استفاد منه البشر حديثاً في استخدام بصمة الصوت في فتح الخزائن في البنوك ،
َمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ الروم22
فسبحان من أقام في النفس البشرية دلائل قدرته وإعجازه وسبحان من أقام في يد الإنسان وقدمه شاهداً علي ما جنت يداه ، وسبحان من أنزل القرآن الكريم وفيه من الحقائق العلمية ما يتفق مع العلم الحديث الصحيح ويؤكد لكل جاحد ومنكر أن البعث حق كما أن الموت حق . *الإستنساخ التوالدي يعتبر طناعة البشر لأنه يستخدم في الإنتاج الحضانات البشرية فألام هي تلك الحضانة ، ولن يكون لها في وليدها شئ
فالمادة الوراثية والتي تحمل صفات الكائن المستنسخ ستكون بأكملها من غيرها ، وستتقاضى ثمن حضانتها للجنين في بطنها تسعه أشهر كالتي تحتضن الطفل الرضيع في منزلها ، ستصبح الأم مجرد وعاء حامل كصاحب الأرض الذي يؤجرها ولا يستفيد إلا بالقيمة ألإيجاريه وستختلط الأنساب وإن كانت هذه قضية لا تعني علماء الاستنساخ كثيراً ، وسيتوسعون في إنتاج الإناث والتي ستستخدم فيما بعد كحضانات بشرية أثناء فترة الخصوبة لتقليل ثمن التكلفة ثم ستباع قطع غيار فيما بعد ، سيكون هناك في المستقبل مزارع لإنتاج البشر كما للبقر يمتلكها المستثمرون والشركات الكبرى في العالم وستعرض أسهمها في البورصة .
هل هناك امتهان للكائن البشري الذي فضله الله على كل مخلوقاته وحباه بالعقل وجعله خليفة له في الأرض أكثر من ذلك ؟ هل هناك دلائل أقوى من ذلك لإثبات جنون العلم وكوارثه إن لم يحسن تطبيقه ؟ هل هناك دلائل أقوى من ذلك لإثبات كارثة سيطرة المادة على حياة البشر ؟ ماذا سيفعلون بجيوش المستنسخين ؟ عادوا بنا إلي عصر المماليك إلي الرق والاستعباد للبشر ، سيسجلون في الشهر العقاري كالسيارات والعقارات ومن حق هذا العالِم الذي يملكهم أن يتصرف فيهم كيفما يشاء بالبيع أو بالموت لبيع أعضائهم ولا لوم عليه ، فهذه هي حضارة المادة والعلم الغير
مرشد ، وسيأتي اليوم الذي يعيش معنا فيه على هذه الكرة الأرضية ملايين المستنسخين الذين لا يُعرف لهم أصل أو نسب ، فكيف سيكون سلوكهم وأفكارهم .. الله أعلم
*- الاستنساخ العلاجي :-
هو استخدام الخلايا الجذعية سواء كانت بالغة أو جنينية في ترميم الأعضاء التالفة وإصلاحها ، وكذلك محاولة استنساخ أعضاء في المعمل لنقلها إلي البشر ، والحقيقة أن الأعضاء لا يمكن استنساخها وكل كلام في هذا الشأن غير صحيح ، فالأعضاء تركيبها التتشريحي والفسيولوجي معقد ويتكون من العديد من الأنسجة والتي لا يمكن أن تنمو وتتطور إلا في بيئتها الصحيحة وهي رحم الأم في الجنين ، فلا يمكن استنساخ كبد أو كلي أو قلب أو خصية أو رئة كل ما استطاعوا عمله استنساخ صوان الأذن الخارجي أو صمام في القلب أو جلد ، وخرج الجلد كالمشمع خالي من الغدد العرقية والدهنية وبصيلات الشعر ، وكل كلام عن أنه يمكن أن يحدث ذلك مستقبلاً مجافي للحقيقة ، أما علي مستوي الخلايا والتي تمثل نسيج واحد فهذا ما حدث *.وهذايدعونا الي معرفة تقنية الاستنساخ عندما خلق الله أدم خلقه من تراب الأرض سواه ونفخ فيه من روحه فوهبت له الحياة وصار جسداً وروحاً ولكي يتناسل وتكون له ذرية تعبد الله تعالى خلق له سبحانه من ضلعه حواء ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً النساء1 ، فجعلت الذرية والتناسل في الإنسان من ماء مهين ، فهو تكاثر جنسي يعتمد على التزاوج والتقاء الحيوان المنوي للرجل بالبويضة من الأنثى وكل منها يحتوي على 23 كروموزوم ، وبالتقائها تنشأ الخلية الأم وهي أصل تكوين هذا المخلوق الناشئ وتحتوي على 46 كروموزوم نصفها من الأب وتحمل صفاته ونصفها الأخر من الأنثى وتحمل صفاتها ، لكن العلماء بالاستنساخ استطاعوا تفريغ بويضة الأنثى من نواتها والتي تحمل صفاتها الوراثية وكروموزوماتها الـ23 ، وأدخلوا فيها نواة خلية جذعية جسدية من الشخص المراد استنساخه وهي تحمل 46 كرموزوم ، وهذه الخلية قد تكون من الأنثى نفسها إذا أرادوا استنساخها وهي بذلك تكون حملت من خليتها أي من نفسها وأنجبت نفسها ، فالخلية التي حملت فيها جزء من جسدها ، وقد تحمل من خلية أي شخص آخر يراد استنساخه فإن كانت خلية ذكريه كان الناتج ذكراً وإن كانت خلية أنثوية كان الناتج أنثى ، وبالتالي يمكن نقل نواة خلية جذعية بالغة من أمها أو أبيها إلي بويضتها الفارغة وبالتالي يمكن أن تلد أمها أو أبيها . كل ما في الأمر أنهم استغنوا عن الخطوة الأولى في التكاثر وهي التقاء الحيوان المنوي مع البويضة الأنثوية ، فتحول التكاثر بالاستنساخ من تكاثر جنسي إلى تكاثر لا جنسي لا يعتمد على الحيوان المنوي أو نطف الرجل ولا على نواة البويضة الأنثوية .
فقد أثبت العلم الحديث أنه يمكن الإنجاب دون الحاجة إلى حيوان منوي ولا تزاوج ولا جنس .
هذه المرأة التي أنجبت بالاستنساخ ليست زانية شرعاً إذ لم يقربها رجل وهذا يذكرنا بحال العذراء مريم حيث كان حمل بلا جنس إلا أن عيسي عليه السلام أتي بكلمة كن وهذا من طلاقة القدرة .
ذكر ابن كثير في البداية أن غير واحد من السلف ومنهم وهب ابن منبه لما ظهر علي مريم العذراء عليها السلام علامات الحمل فطن لها رجل من عباد بني إسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجار وكان ابن خالها فتعجب من ذلك عجباً شديداً لما يعلم من طهارتها ونزاهتها وديانتها وهو مع ذلك يراها حبلي وليس لها زوج ، فعرض لها ذات يوم في الكلام وقال لها يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ؟ ، قالت نعم فمن خلق الزرع الأول ، قال أيكون شجر من غير ماء ولا مطر ؟ ، قالت نعم فمن خلق الشجر الأول ، قال أيكون ولد من غير ذكر ؟ ، قالت نعم إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثي ، فقال لها فأخبريني خبرك ، فقالت إن الله بشرني بكلمة منه ( تعني أن الله تبارك وتعالي بشرها بغلام له أوصاف سامية )
* -الاستنساخ من علامات يوم القيامة :-
بإشارة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى أنه يمكن أن تلد الأمة( المرأة ) ربتها أي ( أمها ) من الإعجاز العلمي في السنة فقد أخبر بما سيؤول
إليه علم البشر منذ أربعة عشر قرناً وهو إنما أراد بذلك درء الفتنة التي هي مقدمة علي جلب المنفعة .
وهذا من دلائل صدق النبوة والإخبار عن الحدث قبل وقوعه ، وكون هذه العلامة من علامات يوم القيامة لإثبات كارثته وتحريمه واقتراب الساعة . فقد روى في الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام كان يوما بارزاً للناس إذ أتاه أعرابي فسأله عن الإيمان ثم الإحسان
... الحديث إلى أن قال فمتى الساعة ؟ فقال رسول الله عليه السلام ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها :
إذا ولدت الأمة ربتها . . . فذاك من أشراطها
إذا كان الحفاة ألعراه رؤوس الناس . . .فذاك من أشراطها
وخمس لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ قوله تعالي إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ لقمان34 ، ثم انصرف الرجل فقال صلي الله عليه وسلم ردوه علىّ فلم يروا شيئاً ، فقال صلي الله عليه وسلم هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ( رواه البخاري ومسلم )
*رواية البخاري : حدثني إسحاق ، عن جرير، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس ، إذ أتاه رجل يمشي ، فقال: يا رسول الله ما الإيمان ؟
قال: ( الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه ، وتؤمن بالبعث الآخر) .
قال: يا رسول الله ما الإسلام ؟
قال: (الإسلام: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان).
قال: يا رسول الله ما الإحسان ؟
قال: (الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
قال: يا رسول الله متى الساعة ؟
قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها :
إذا ولدت المرأة ربتها ، فذاك من أشرطها ، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطها ، في خمس لا يعلمهن إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام}). ثم انصرف الرجل ، فقال: (ردوا علي) . فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا ، فقال : (هذا جبريل ، جاء ليعلم الناس دينهم ) .
**رواية مسلم : أبو خيثمة زهير بن حرب. حدثنا وكيع ، عن كهمس ، عن عبد الله بن بريده ، عن يحيى بن يعمر.ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري . وهذا حديثه : حدثنا أبي ، حدثنا كهمس ، عن ابن بريده ، عن يحيى بن يعمر؛ قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني. فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر. فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد. فاكتنفته أنا وصاحبي. أحدنا عن يمينه والأخر عن شماله. فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي. فقلت: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم . وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر. وأن الأمر أنف. قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني. والذي يحلف به عبد الله بن عمر! لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب:
-- قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال : يا محمد! أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتقيم الصلاة . وتؤتي
الزكاة . وتصوم رمضان . وتحج البيت ، إن استطعت إليه سبيلا" قال : صدقت . قال فعجبنا له. يسأله ويصدقه. قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال : فأخبرني عن الإحسان . قال : "أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك". قال : فأخبرني عن الساعة . قال : "ما المسئول عنها بأعلم من السائل"
قال : فأخبرني عن أمارتها .
قال : "أن تلد الأمة ربتها. وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان". قال ثم انطلق. فلبثت مليا.
ثم قال لي: "يا عمر! أتدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم .
قال : "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". فأول علامة من علامات يوم القيامة في هذا الحديث هي أن تلد الأمة ربتها فما معنى هذه العبارة وماذا يقصد رسول الله ؟
إذا ولدت الأمة ربتها :
ولدت : فهي للدلالة على الحمل والولادة وهي لم تأتي وليس لها دلالة فهي تدل علي أمر غير طبيعي وغير مألوف وإلا لما كانت علامة علي اقتراب الساعة وبين يديها الكوارث والنكبات .
الأمة : تطلق على المرأة سواء كانت حرة أو جارية بدليل قول الرسول: صلي الله عليه وسلم لا تمنعوا إماء الله المساجد فالمقصود بالأمة ...... المرأة أما أن تكون الأمة بمعني الجارية المملوكة فهذا تخصيص لا دليل عليه وبالتالي فالعموم أولي . خاصة أن رواية البخاري هي ( إذا ولدت المرأة ربتها ) ، فذاك من أشرطها ،
كما أن العبد يطلق علي الرجل سواء أكان حراً أو مملوكاً ، فكان الرسول والصحابة يطلقون علي الرقيق موالي وليس عبيد وهذا تأدباً وحباً .
ربتها : الربة هي المربية وهي الأم ، وبالتالي يكون المقصود هو أن تلد الإبنة أمها ، وهذا يمكن أن يحدث بالاستنساخ كما سبق الإشارة فالمرأة بالاستنساخ يمكن أن تلد أمها وأبيها وأختها وأخيها وصاحبتها وزوجها بل ويمكن أن تلد نفسها ، وهذه كارثة بكل المقاييس وهي تدل علي اقتراب الساعة .
فيكون معنى ربَتَها : أي مربيتها أي أمها ، أي أن تلد المرأة أمها وبالتالي يمكن أن تلد نفسها إذا أدخلوا في بويضتها نواة خلية جذعية جسدية من جسدها أي من نفسها وهي تحمل 46 كرموزوم تكون بذلك قد حملت من خليتها أي من نفسها وأنجبت نفسها فقد ولدت من خليتها أي من نفسها وأنجبت نفسها .
وقد تحمل من خلية أي شخص آخر يراد استنساخه فإن كانت خلية ذكريه كان الناتج ذكراً وإن كانت خلية أنثوية كان الناتج أنثى .
فيكون المقصود بالعلامة هو : أن تلد المرأة أمها أو أبيها وبالتالي نفسها - دون الحاجة إلي رجل أو تزاوج وهذا هو الحادث بالاستنساخ . فبالاستنساخ يمكن للمرأة أن تلد نفسها دون الحاجة إلى نطف الرجل ودون تزاوج ودون جنس ، وكذلك يمكن أن تلد أمها وأبيها وأختها وأخيها ، ويالها من كارثة ستؤدي إلي اختلاط الأنساب وضياعها ، وهذا أمر ضد الفطرة السليمة وتغيير في خلق الله وفي سنته في خلقه وإنا لله وإنا إليه راجعون . **ولكن لماذا لم يقل رسول الله هذا صريحاً ومباشراً كأن يقول أن تلد البنت أمها ؟ وما الحكمة من تعمية السؤال علي الصحابة ؟ -هذا لأن العقل البشري كان حينها غير معد لفهم هذه المقولة فهذا الأمر غير مألوف في حياة البشر وهو أمر سيأتي في المستقبل وهو علامة من علامات يوم القيامة ، ولنلحظ أن لا أحد من الصحابة سأل الرسول عنها فإن قال قائل لم يسأل الصحابة عنها لأنهم عرفوا معناها وهذا غير صحيح ، فقد اختلف السلف في فهم المعني علي أكثر من سبعة أوجه كما سيأتي ذكره فيما بعد من كتاب فتح الباري الذي يشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر رضي الله عنه . -هذا لحكمة أرادها المولي تبارك وتعالي بأن تتجلي في حينها لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ الأنعام67 وفي تفسير الجلالين : (لكل نبأ) أي خبر (مستقر) وقت يقع فيه ويستقر.