الأديب فايز سليمان المعايطة
ص 132 , من كتاب مملكة الشيطان , الوطن العربي
--------{{{ المؤلف فايز سليمان المعايطه }}}--------
الغيورين على دينهم والغافلين عن دينهم والصامتين لعل ذلك يحرك في
الناس إحساســاً بالغـــيرة على العقــيدة التـي باتت مسـتهدفة بشكل
مباشر بعد أن عاد بوش يكــرر حـديثة عن حـرب صليبية جـديدة دون أي
رادع أو خجل أو وجل أو اعتبار قد لا تصدق عزيزي القارئ ما تقرأه ولكن
هــذه حقيقة راسخة ثابتـة بأن معسكر الشـيطان يناضل وبقـوه لطمس
الــدين الإســلامي وإن دل ذلك على شـيء فإنما يـدل على الجهل ولو
كان مـعـسكر الكـفر لديـهـم ذرة من إيـمان بأي ديــن من الأديان لأدركوا
حقيقة الخالــق ووجـوده وقـدرته ولكنهم لا يعترفـون بأي دين أو بالخالق
لذلك هم يحاربون الله تعالى وهذا هـو الجهل المطبق لأن الله قادر على
كل شيء ولكنه يمهلهـم ولن يهمـلهـم وهـم يسـيرون في مخططاتـهم
لايقف في طريقهم أحد والآن يجري الإعداد بعد احتلال العراق لتقسيمه
إلى ثلاثة دول تقـــوم بمـحاربة بعضها البعض في حروب أهلية طاحنة لا
تبقي ولا تذر ويجـري إمداد هــذه الدويلات بالسلاح وأدوات التدمير على
قــدم وســاق ثــم يصار إلـى الانتقال إلــى دول كـبيرة مجاورة لاحتلالها
وتقسيمها . وبذر بذور الفتنة بين الأسرة الواحدة ليتم الاقتتال . وإضعاف
الوطن بواســطـة أبنائـه أما المواطن العــربي يتفنن فــي أساليب البذخ
والإنفاق . والجميع يدعون الفقر وذلك لفقرهم من الداخل فإن الغنى هو
غنى النفس ، والنفوس خاوية فارغة وقد نسوا أو تناسوا أن الرزق على
الله مقـــدر مقسوم لا يـزيـد ولاينقص لقـد نسـوا أن الله يهب الملك لمن
يشاء وينزع الملك ممن يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير كذلك
تفتت معسكر المسلمين وأصبح الكثير الكثير يقفـون في صف الشيطان
ومـعسكره مع أن معسكـر الإيمان لا يـزال واقــفاً يدافــع عن هــذا الدين
بالرغـــم من كل العـــواصف التــي تهب علــيه من كل جانب حــتى من
المسلمين أنفسهم. ومع ذلك فإن إيمانهم راسخ لا يزعزعه زخرف الدنيا
ومـباهـجها لثقـته في ربه وقناعـته بأن الله يدخـر له الطيبات مما لا عين
رأت ولا أذن ســمعت ولا خطــر على قلب بشر ويدركـون أن رجال ألله لا
خـوف عليهم ولا هم يحزنون كما وعـد الله تعالى معسكره بجنة عـرضها
السـماوات والأرض كما قال جل وعلا لقــد كان حقا علـينا نصر المؤمنين
وليعلم معسكر الشيطان أن هذه الدنيا ما هـي إلا ممر والآخـرة دار مقر
وليقرءوا التاريخ كم مر على هذه الأرض من عظماء وجبابرة وقـد نبه الله تعالى إلــى ذلك قائلا سـبـحانه وتعالى وانظروا إلى أثارهــم أنظروا إلى
الأهرامات من بناها أين من بنــوا ســور الصين العظـيم ومن نحت البتراء
لقــد مضوا لم يتخلد منهم أحــد لـذا على كل إنسان أن يدرك تماما بأن
ملك المـوت خلفه وأنه ميت لا محالـة لذلك على الإنسان أن يعــود إلى
الله عـز وجل القائل فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُـونَ عَنْ أَمْــرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ
يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63] وكذلك قالوَ كَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى
وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هـود : 1.2]. وقد قال رسول الله عليه
الصلاة والسلام (إن ألله تعالى يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حـرم ألله
عليه ) متفق عليه . وإنني أدعـو الإخوة المسلمين إلــى التوبة والعـودة
إلى الله والابتـعاد عن المعاصـي والإقـلاع عنها والنـدم على ما فعل وأن
يجزم ويعزم على ...