قصة قصيرة ( نادية وعصام )... لشاعر الصومعة
نادية طفلة في السادسة من عمرها .. أحلامها لم تكن أحلام عادية .. طموحة .. جميلة تمتلك عيون لا ترى بها سوى الجمال .. بريق يتلألأ هناك كأصداف البحر .
ترتب حقيبة طموحها كل صباح .. تغازل مرآتها .. تفتح باب الشمس وتسير في الشارع الطويل النصف مرصوف بعض شجيرات أحاط بها الفقر .
يستظل تحتها من تجاوز حدوده الشيب في رؤوسهم .
طفل الجيران يراقبها .. يسير خلفها يرمي قصاصة ورق مدرسي .. يكتب عليها نصف كلمة حب الحبر يرتجف على الورقة ..
الورقة ذائبة ..
عشرة أيام ونادية لم تلتقط القصاصة
عصام يجن جنونه ..يقرر أن يحادثها
يذهب إلى بقالة جاره المسيحي ... يقتني قلماً موشحاً ببعض رسومات الرومانسية
عصام يوقف نادية وسط الشارع نصف كلمة تنبس من شفاه الطفل الجريئ
تبكي نادية تلتقط من يده القصاصة
تعود للبيت تفتحها ... فهمت إعجاب ذاك الطفل ..
نادية في اليوم التالي تكتب في اللاشعور الذي إنتابها ...
أيا من أفقد اسمك إنتظرني عند مفترق الطموح ربما ألتقيكِ هناك .
ودخلت باب مدرستها تبتسم لكل العيون التي تراقبها .
شاعر الصومعة
محمد ماجد دحلان
فلســـطـــيـــــن