تحية مباركة الى الام نور العالمين ورمز التضحية والوفاء ... بقلم سميرة البتليوني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع عشية هذا اليوم المبارك الذي نحتفي به بعيدكن والمتزامن مع بداية فصل الربيع ومن عبقه المشرق على الكون ومن عيونه المتفجرة عطاء مستلهما من قلوبكم المتفجرة حنانا وحبا وعطاء وتضحيات ابتدأ رسالتي اليكم بهذه المناسبة الكريمة التي تتواءم مع عيد الطفولة الذي هو سر امومتكم في هذه الحياة لانكن الوجود كله ....كيف لا فالجنة تسير تحت اقدامكن ...انتن يا طيور الجنة وملائكة الرحمة التي تبلسم جراح الناس على الارض وتطهرها من اثامها واخطاءها.... فالام هي سر لا يفقه معناه سوى الخالق عز وجل لان الام اكبرمن كل ذلك فهي ليست اما لاطفالها فحسب بل هي ام الارض وام الوطن وام العالم كله وقد اوصي بها الله في القرآن الكريم وتأكيدا علي فضل الام العظيم رد رسول الله صلي الله عليه وسلم لرجل يسأله عن من أحق الناس بصحابة قائلا: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال "أبوك في عيدك يا امي تتألف القلوب كما تتآلف الطبيعة في صفاءها وجمالها كما تتراقص العصافير على افنان الشجر . فامام هذا الفيض العاطفي الذين تختصرن به الكون بتضحياتكن وحنانكن ماذا عساي اقول من اين ابدأ الحديث معكن؟ .... ماذا عساي اقول لكن في هذه المناسبة ؟ وهل في هذه الدنيا لفظة اجمل من لفظة ام؟ انت ملاك الرحمة وانت نبض الحياة لانك تضفين على الروح الهدوء الطمئانينة ...من روحك استمد النقاء ومن تضحياتك العزيمة ومن قلبك الحب ومن صبرك الارادة انت وردة الحياة وكل الوجود ...انت ملهمتى وقدري ..انت الفكر والروح....انت ببسمتك تمسحين البرد من قلب يتيم او فقير او مظلوم انت النور على كل البشرية انت كل الحب والايمان ..انت تختصرين الوجود كله لان قوام الكون المرأة والرجل وقلب الام اكبر من كل ذلك لانك انت ام العالم كله كيف لا وانت عبق القلب وصوت الضمير ورمز التضحيات انت الحنان والرجاء كما انت البلسم لكل معذب وضاميء الى الحب والحنان ولعل التضحيات الجسام التي اضنيتن حياتكن بهامن اجل اولادكن الذي هم مبعث وجودهم في هذه الحياة ام من خلال الليالي التي كنتن تسهرونها للذود عن صحتهم ورعايتهم ام من عظمة الحنان التي اسبغتم به عليهن ام من تضحياتكن الجسام تجاه الوطن بتقديم اولادكن شهداء على مذبحه المقدس ام من خلال الامومة العظيمة المقدسة التي تسبغون بهاعليهن انتن اكثر من ذلك بكثير لانكن تختصرن كل شيء في الوجود فالامهات هن طيور الجنة وملائكة الرحمة للاطفال وللعالم كما كما للرجل الذي يضع قلبه ما بين ضلوع الام ويربت على صدرها ليشكي آلامه ومعاناته كما يبثه فرحه وسعادته ونجاحه . ماذا اقول لكن في هذا العيد الذي يتزامن مع عيد الطفولة التي انتن مصدر وجدوهن في هذه الحياة أنتن نبض الحياة وسيرورة الكون ومبعت تجدده كما هو الربيع هو مبعث تجدد الطبيعة والعطاء فما من عطاء في الوجود يضاهي عطاء وتضحيات الام فالام التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها والام حتى ولو كانت غير مثقفة قادرة على تغيير مجرى الحياة فكيف اذا كانت مثقفة لان الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق فكم من عباقرة وقادة وانبياء كانت الام هي ملهمتهم ومبعث تبوأهم في اي مرتبة روحية او فكرية او ايمانية ولعل الشواهد كثيرة نذكر منها فاطمة ابنة الرسول عليه السلام وزوجة الامام علي عليه السلام وغيرها الكثيرات من الامهات التي انجبت قادة عظماء ورسل روح عطروا التاريخ بسيرهم الطافحة بالارشاد والتقوى والعطاء ...ان الام هي النبع الذي يمدنا بالحنان كما يروي الكون بالمطر وكما يبعث القمر النور في الليل وتبسط الشمس اشعتها على الكون قاطبة ...مهما قلنا عن الامهات لا يختصر ذرة من تضحياتهن وتقديم انفسهن قرابين من اجل سعادة اطفالهن منذ الله انعم عليها بهن حتى النبض الاخير ...ان رسالتي اليكن اليوم هي ليست سوى محطة للاحتفاء بعطاءكن الذي ليس له حدود لان حبكن ليس محددا بهذا اليوم ولكن انما اختير هذا اليوم لانه يستمد حيويته وعطاءه من الينابيع المتفجرة بحبكن كما هو الربيع المتفجر بشلالاته افي الطبيعة وفي كل شيء وهذا اليوم ليست سوى مناسبة لاستذكار العطاءات والتضحيات الجسام التي تبذلونها في سبيلنا كما هو مناسبة تذكير لنا بواجباتنا تجاهكن وعدم التغاضي عن رعايتكن لانه هذا من اهم وصايا الرسول عليه السلام الينا : "ولا تقل اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" "لان رضا الام والاب هو من رضا الرب ." فهنيئا لكن بهذا العيد وكل عام وانتن بالف خير ...تحياتي الحارة لكن جميعا والله ولي التوفيق .