|
في ضيافة الندوات الفكرية لمهرجان تويزة الدولي ... بقلم الباحث العيد بودة أيام حافلة بالتواصل البناء والنقد الايجابي والطرح الموضوعي عشناها قبل وخلال وبعد انقضاء مختلف الأنشطة الفكرية التي سجلتها فعاليات المهرجان المتوسطي للثقافة الامازيغية تويزة بحضور كوكبة من الفاعلين السياسيين والكفاءات الأكاديمية و النشطاء المدنيين الذين قدموا من مختلف بقاع الأرض كما اشرنا الى ذلك في ورقتنا السابقة بعنوان : لقطات من ذاكرة مهرجان التويزة الدولي بالمغرب الاقصى وهي الورقة التي أكدت من خلالها على تشريفي بدعوة المشاركة من طرف مؤسسة المهرجان بالشراكة مع المنتدى الإفريقي للشباب والحوار الذي أكرمني مكتبه التنفيذي بمنح عضوية الانضمام الى هيكله النشيط تجسيدا لمبدأ التجاور الشباني الإفريقي وتكريسا لقيم الحوار الثقافي الذي صار في تقديري الخاص ضرورة حضارية لا غنى عنها هذا المنتدى الفتي الذي أجدني مدين له بالامتنان الوافي على اهتمامه بالبعد القاري والعالمي في الدعوة الى السلام ورؤيته الحكيمة الرامية الى ترسيخ قيم الحوار الذي من شانه إذابة الكثير من كتل الأزمات الجليدية الحاصلة في المعمورة ومنتدى الشباب الإفريقي للحوار والسلام فضاء مدني تتلاقي فيه إرادات من دول افريقية عديدة يتقاسمون هموم القارة الإفريقية وشعوبها ومستقبلها وذلك من خلال: الدفاع عن القضايا العادلة للشعوب الإفريقية
وفي إطار الفعاليات الفكرية للمهرجان فقد برمج المنتدى أول ورشاته البحثية بعنوان: الشباب الإفريقي بين الدين والسياسة ترأسها السيد رئيس منتدى الشباب الإفريقي للحوار والسلام " الهيبة عدي" ونشطها الباحث الليبي " رواد صقر" الذي حاول الإلمام بأهم المفارقات الحاصلة بين الدين والقانون الذي تضعه السلطة السياسية متحدثا في الوقت نفسه عن صورة الدين الإسلامي في ليبيا قبل وبعد ثورة فبراير التي تندرج ضمن ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي كما نظم ذات المنتدى ورشة أخرى مساء اليوم الموالي تناولت ملف المرأة الإفريقية ترأسها السيد الهيبة عدي ونشطتها من الجزائر زهرة بوراس ناشطة سياسية وصحفية مستقلة ومناضلة في حقوق الإنسان
أما الندوة الثالثة التي حظيت أيضا بفرصة الحضور والتدخل فيها كانت عبارة عن حوار بعنوان : إفريقيا بعيون جيلها الجديد من البرلمانيين نشطها برلمانيون من مختلف دول إفريقيا على غرار جنوب إفريقيا ورواندا و الطوكو والمغرب الاقصى توجهت خلالها بسؤال الى البرلماني المغربي انس الدكالي مؤداه: أما مشاركتي الرسمية في ندوات المهرجان فقد سجلتها في حلقة المائدة المستديرة الموسومة ب : إفريقيا الدين والسياسة . أي تأثير على الديمقراطية وقد ضمت إليها أرماده من الباحثين يحملون جنسيات مختلفة على غرار الجنسية المغربية والاسبانية والمصرية والسينغالية والموريتانية والليبية .. هذه الندوة التي استضافت من خلالها مؤسسة التويزة (الجهة المنظمة للمهرجان ) منتدى الشباب الإفريقي للحوار والسلام بغية التحاور حول الإجابات المتعلقة بسؤال الديمقراطية في إفريقيا وحول العلاقة الجدلية المتماوجة بين الخطابات السياسية والرؤية الدينية ويعتبر هذا الملف من أكثر الملفات تماسا على مستوى القارة الإفريقية ويأتي هذا اختيار هذه المحاور في ظل العديد من التشنجات وتعدد المكون الديني في ظل الشرط السياسي المتماوج مع مجموعة من التعقيدات الإيديولوجية ...وقد جاءت مداخلتي مقسمة الى محورين حيث قدم المحور الأول مجموعة من المعطيات الواقعية حول الصراع الذي حصل بين التيار الإسلامي في الجزائر والسطلة السياسية وما ترتب عن ذلك من نتائج أضرت بالبنية التحتية للمجتمع والاقتصاد وبالمكانة الديبلوماسية للبلد في الخارج بغض النظر عن المتسبب في ذلك أو بمعنى أدق حاولت أن اربط بين موضوع الإشكالات الأمنية في بلدنا على أيام العشرية السوداء وما خلفه من صدام دموي مع الاختلاف الإيديولوجي الحاصل بين التيار الإسلامي والسلطة الجزائرية أراني قائلا في الأخير بخطورة سؤال العلاقة بين الدين والسياسة وبصعوبة الإجابة عليه عبر حفنة من سطور ورقات مستعجلة كما أجدني داعيا وبشكل لا يقبل التأني الى إعادة النظر في مصطلح "الإسلام السياسي" لان الإسلام دين كامل متكامل لاتصح تجزئته بحسب النظم والممارسات وإنما هو مصدر تشريعي تستوحي منه النظم والممارسات قوانينها ومن ثمة فإنني أضم صوتي لكل المتحفظين على ذلك المصطلح والداعين الى استبداله باسم : النظام السياسي في الإسلام . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 10-12-2014 08:56 مساء الزوار: 12192
التعليقات: 0
|