من المؤسف أن لا نرى من لا يبتهج بعقل عالم أكتشف أو طور نظرية أو عقل مخترع قدم للوطن والعالم أختراع أردني أو قد يغير مسيرة إقتصادنا ومفاهيم وقيم حضارتنا ، كما نبتهج بفوز فريق كرة القدم ، حيث نشاهد أعداداً ضخمة من الموطنين تخرج محتفلة بفوزه ترقص وتغني وتطلق الأعيرة الناريه ، وتظل مناسبة الفوز حديث المجتمع لأيام طويلة، وتعد انجازا وطنيا جسد إرادة الشعب وكرامته في الميادين الدولية، وكأن كرامة الوطن وسمعته مرتبطة بأقدام لاعبي كرة القدم وليس بعقول مخترعيه وعلمائه.
ومن المؤسف والمعيب أن نهمش عقول العلماء والمخترعين ولانساويها على الأقل بأقدام لاعبي كرة القدم حيث تصرف الملايين على تدريب أقدامهم لتنشئتها وتقويتها بلا طائل وبلا مردود لوطن تزداد فيه جيوب الفقر والبطالة ويعاني اقتصاده الأمرين
حقاً انه ترهل علمي وفكري وثقافي وحضاري ، وتغييب لدور الشباب و أضعاف شعور الفرد بمسؤوليته نحو الجماعة ، وتنمية مستدامة لعدم إدراك أهمية ترتيب الأولويات الضرورية لحياتنا واقتصادنا ومستقبل أجيال الوطن وعماده التي ستكون حياتهم أكثر تعقيداً وصعوبة يوماً بعد يوم .
متى نعلم ان دولاً كبيرة نما اقتصادها على نتاج عقول أبنائها كاختراع محرك ميتسوبيشي باليابان وجنرال التكريك بأمريكا والقائمة تطول
متى نؤمن بثقافة الأختراع والابداع ونعممها ، ونستغل ونفعل عقول شبابنا وطاقاتهم بدلاً من افسادهم وهدر أوقاتهم لساعات طويلة أمام شاشات التلفاز تلغى فيها عقولهم وهم يصرخون ويصفقون وأحياناً سصفع منهم وجه الآخر على وقع أقدام اللاعبين وبصحبة الأراجيل .
متى نفعل طاقات الشباب ونطلق عنان ابداعهم كبقية دول العالم التي تنشئ ورش لعقول مخترعيها وحاضنات لعلمائها ومبديعها لأن التحولات الأقتصادية والاجتماعية في يومنا هذا تؤكد أن المعين الدائم لثروة الوطن ورفعة شأنه يكمن في عقول مخترعيها وعلمائها ومبديعها وليس بأقدام لاعبيها مع احترامي الشديد لهم،
ترى كم من شبابنا يعرف أو يردد أسم توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي الذي أضاء ظلمات الحياة في أرجاء المعمورة كما يعرفون ويرددون اسم اللاعب ميسي؟
ألا ترون أن تغييب العقل الأردني ووضعه في زنزانة الجهل سياسية ممنهجة تخضع لسياسة وسيادة البنك الدولي المخترع فايز عبود ضمرة