|
قراءة في كتاب ... المعالم الإسلامية المنوي إلحاقها بالتراث اليهودي عرض وتعليق:د.إدريس جرادات مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل صدر كتاب المعالم الإسلامية المنوي إلحاقها بالتراث اليهودي عن هيئة العلماء والدعاة في فلسطين-بيت المقدس- سنة 2012م من تحرير ومراجعة أ.د.عبد الرحمن عباد بحجم 206 صفحات من القطع المتوسط . حمل الغلاف الأول صورة المسجد الأقصى المبارك،
أشار الشيخ عكرمة سعيد صبري في تصديره للكتاب: "أن المقامات الأثرية الإسلامية المنتشرة في أنحاء فلسطين:" فهي عبارة عن رموز دينية تحمل أسماء الأنبياء، والمرسلين، وهي أوقاف إسلامية أرضا، وبناء، أقامها القائدان صلاح الدين الأيوبي، والظاهر بيبرس لأهداف عسكرية، وسياسية، ولحشد المسلمين في مواسم معينة حماية للبلاد من الغزو والاستعمار، والاحتلال ، وهذه المقامات ليست قبورا –أي لا يوجد أي آثار لأي نبي من الأنبياء والمرسلين"-صفحة 6. الكتاب ضم مجموعة من البحوث والدراسات حول المعالم الإسلامية ، قُدِمَتْ في مؤتمر المعالم الإسلامية المنوي إلحاقها بالتراث اليهوديبتاريخ 27 شعبان 1434هـ - 6/ تموز (يوليو) 2013م ، في مقر الهيئة الإسلامية العليا بباب السلسلة من البلدة القديمة بالقدس إشراف وتنظيم هيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس. الدراسة الأولى بعنوان : "مشروع إحياء التراث اليهودي في فلسطين للدكتور إبراهيم أبو جابر وعدد صفحاتها 13 صفحة-والذي سيأتي على كثير من المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى ، وتكلفته مائة مليون دولار ستصرف على ترميم هذه الأماكن ،وإقامة متاحف ومراكز معلومات ،ونصب تذكارية ،وكادرا مهنيا متخصصا ، وجاء هذا المشروع في سياق مشروع إحياء التراث اليهودي-تمار-لتأكيد الجوانب التراثية ،والتربوية ،والثقافية ،والانتماء للصهيونية بهدف صناعة الهوية ،والتراث المفتعل ،ومحاولة نقل الإرث التاريخي لتلك المواقع من تاريخها الإسلامي إلى خانة التراث اليهودي-صفحة 12. جاءت الدراسة الثانية بعنوان :"أسوار القدس بين الأصالة العثمانية والتشويه الإسرائيلي " للدكتور نظمي الجعبة
وعدد صفحاتها 44 صفحة، وكان الهاجس الأمني في القدس وراء تشكيل المدينة في كثير من الفترات التاريخية ،وتميزت حجارة السور بضخامتها ،وحسن تهذيبها ،ووجود إطار مسمسم لها ، وفوقها حجارة على نسق المستخدمة في القصور الأموية-دار الأمارة-وهي حجارة ملساء أصغر حجما ،ووجود مداميك مرتفعة ،وأخرى منخفضة، وأعيد بناء السور ،وترميمه ،وزيادة الارتفاع القائم على يد السلطان العثماني سليمان القانوني بناء على النقوش التأسيسية الإحدى عشرة الموجودة حتى اليوم في سور المدينة، وبشكل خاص عند البوابات ،ولكنها لم تمتحن ولم تجرب عسكريا لمعرفة مدى صمودها أمام المدفعية والجيوش الغازية.-صفحة 33. يلاحظ اليوم الاعتداء على أفق مشهد أسوار القدس ببناء الأبنية العالية جدا ،والتشويه داخل الأسوار بعمل أبنية إسمنتية في حارة اليهود-صفحة 47. والعبث بأسوار المدينة من قبل بلدية القدس وسلطة الآثار الإسرائيلية ونقش شعار بلدية القدس الإسرائيلية على حجارة السور والتي يقصد منها امتلاك المكان ،وامتلاك الأسوار. ويستطرد د.إدريس جرادات استعراضه لمادة الكتاب ، وبخصوص الدراسة الثالثة بعنوان:"مسجد بلال بن رباح-مسجد ومقام قبة راحيل—بيت لحم للأستاذ الدكتور عبد الرحمن عباد، والشيخ محمد إسماعيل عايش وعدد صفحاتها 22 صفحة ، وشملت الحديث عن موقع المسجد في مدخل مدينة بيت لحم الشمالي من جهة القدس على يمين الذاهب إلى الخليل ،وتسمية المكان بالقبة ،وهو مكان مقدس ،ومحترم للديانات السماوية الثلاث ،وهو مكان قديم مكون من غرفتين :الأولى تضم القبر ،والثانية بمثابة المسجد ،ويوجد فيه محراب للصلاة ،ويعلو الغرفة الأولى التي تسمى المقام ،القبة ،والرأي الأرجح بالتسمية مسجد بلال ابن رباح ،وأنه بناء مملوكي-صفحة 72. واستعمل في العهد التركي مسجدا ،ومزارا، وفي عهد الانتداب بقي مسجد ،وزيارة المقام ،والصلاة على الموتى ،وتجهيزهم للدفن-صفحة 77. كما عمل اليهود على منع المسلمين من الصلاة فيه ويرى البروفيسور اليهودي "فينكشتاين" رئيس قسم الآثار في جامعة تل أبيب بتاريخ 10/11/1996م:"أن قبر راحيل في بيت لحم،وقبر يوسف في نابلس ،والحرم الإبراهيمي في الخليل ليست لأماكن مقدسة لليهود-صفحة 87. وفي دراسة:" تهويد قرية برج النواطير ومقام النبي صموئيل للدكتور جمال عمرو وأ.زينة عمرو" وصفحاتها 27 صفحة، حيث أشارالباحثان :" أن قرية النبي صموئيل من القرى التابعة لمدينة القدس ،وتقع على أعلى سلسلة جبال القدس الشريف ،وفيها اكتشافات أثرية مهمة ،وقبور منحوتة في الصخر ،وآبار، وبرك ،وحصون منيعة ،وأسوار، وفيها مقام النبي صموئيل ،وتقوم على أنقاض بلدة النواطير الكنعانية ،وذكرت في السجلات العثمانية وهي تمثل مجموعة من العناصر المعمارية، والأثرية ،ومنها برج المراقبة ،والمنارة الكاشفة، والقلعة الحصينة. صفحة 102. لم يذكر أي من الباحثين، أو المؤرخين على اختلاف اتجاهاتهم، وجنسياتهم ،وعقائدهم ما يؤكد وجود كنيس يهودي فوق المقام، والذي يتعرض لانتهاكات سافر ة من الجانب الإسرائيلي. وفي دراسة :"الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس-حائط البراق ورباط الكرد نموذجا " للدكتور ناجح بكيرات ، "وان الحفاظ على هذه المقدسات هو تجسيد لإصرار الأمة الإسلامية ،والعربية على البقاء في ركب الحضارة الإنسانية ،ومن يعتدي عليها سواء بالهدم ،أو الحرق، أو النسف، أو التدمير يكون عدوا للإنسانية ،وإشارة إلى الحاخام اليهودي "يهورام مزور"، والذي يخلع القدسية اليهودية عن حائط المبكى بنشره مقال في مجلة تيلم اليهودية 1999م.
أما دراسة:" نمط البناء المعماري للمسجد الإبراهيمي الشريف للباحثين د.إدريس جرادات و أ.محمد دياب أبو صالح وصفحاتها 35 صفحة،" حيث سعت الدراسة إلى بيان نمط البناء المعماري في الحرم الإبراهيمي الشريف ،والذي يتعرض لعمليات طمس، وتهويد، واندثار وتكريس عروبته، بالعمل على توفير الخدمات من ترميم ،وإصلاح ،وعدم إعطاء مجال لليهود بالعبث فيه وتدخلهم في شئونه.
الدراسة الأخيرة في الكتاب:" لقبر يوسف للدكتور إبراهيم الفني وصفحاتها عشرة ، وان المقام الموجود في قرية بلاطة داخل حدود بلدية نابلس مدفون فيه الشيخ يوسف دويكات من نابلس ،وأول دراسة ظهرت عنه بين أعوام 1771-1799 وذكر المقام في خريطة مادبا وحوله 150 سطر كتابه في أرشيف القسطنطينية تحت رقم 8/37 قام بنشرها "بتروزيزي" ونقلها عن الرحالة أريحاي عام 384.وزاره المؤرخ المسلم" الهروي" عام 1171م والرحالة ولسون 1868م ولم يعثر على عظام بشرية حينما فتح الضريح 1941م. وأن الاعتماد على القصة الأسطورية حول شخصية صاحب الضريح، ومدى سلطته على نفوس العامة هي الدافع الذي كان الرحالة ،والزوار يقدمون الهدايا ،ويؤدون الطقوس إلى هذه المقامات.وفي العام 1959م كان الموقع وقفا إسلاميا وخُص كي يكون مدرسة لأهل ا لقرية.
بعد هذا العرض السريع للدكتور إدريس جرادات ، وعليه يمكن الإشارة إلى الملاحظات الآتية:
2-إتباع التوثيق في نهاية كل دراسة، وعمل ملخص لها بهدف العرض في المؤتمر . 3-زاد من أهمية بعض الدراسات التوثيق بالصور والخرائط. 4-عملت الدراسات جميعها على تفنيد الادعاءات الإسرائيلية بإلحاق المعالم إلى التراث اليهودي. 5- ركزت الدراسات على الرأي القائل:" من فمك أدينك" بذكر تصريحات علماء آثار إسرائيليين ، وأكاديميين حول الادعاءات الإسرائيلية، بإلحاق المعالم التراثية لتراثهم المزعوم.مُعِدْ الدراسات باحثون ,أكاديميون لهم دراسات منهجية علمية ويظهر العمل بروح الفريق في إعداد بعض الدراسات ، والتي اشترك في إعداد بعضها باحثين وأكثر- دراسة مسجد بلال-قبة راحيل، تهويد قرية النواطير، نمط البناء المعماري في الحرم الإبراهيمي. يرى د.إدريس جرادات:" أن الكتاب درة ثمينة، ومرجع للباحثين، والدارسين، وطلبة العلم، والمهتمين، وُيُعَدْ بصمة ثقافية تصدر عن هيئة العلماء والدعاة في فلسطين، وجهد بطولي لفريق اللجنة التحضيرية، واللجنة العلمية للقاء العلمي التاريخي للمعالم الإسلاميةِ في فلسطين، والذي عُقِد في مقر الهيئة الإسلامية في البلدة القديمة في القدس-باب السلسلة، ولهم كل الشكر، والتحية، وإلى الأمام نحو جوهرة تراثية علمية أخرى تؤرخ لفلسطين، وعراقتها، وجهد الساكنين فيها، للحفاظ على عروبتها في وجه مخططات الاستيطان، والسرطان من قبل المستوطنين للاستيلاء عليها . عرض وتقديم:د.إدريس جرادات-مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي- سعير الخليل جوال 0599206664 البريد الالكترونيsanabelssc1@yahoo.com الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: السبت 06-07-2013 10:56 صباحا الزوار: 1431
التعليقات: 0
|