|
|
|||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | |||||
دراسة عن سيرة الشاعرة منية نعيمة جلال (تونسية) .. اعداد موسى الشيخاني
دراسة عن سيرة الشاعرة منية نعيمة جلال (تونسية) .. اعداد موسى الشيخاني:
الانتماء الثقافي: كون الشاعرة تونسية يُعد أمرًا جوهريًا، فالشعر التونسي المعاصر يتميز بانفتاحه على التيارات الحداثية، خاصة بعد الاستقلال، حيث نشأت حركة أدبية تسعى إلى تحرير اللغة والشكل من القوالب التقليدية. في هذا السياق، تنتمي منية نعيمة جلال إلى جيل من الشاعرات اللاتي استفدن من هذا المناخ الثقافي المتحرر.
المرأة في الشعر التونسي: الكتابة النسوية التونسية، منذ جميلة الماجري وآمال موسى، وحتى الأصوات المعاصرة، تحاول دائمًا أن تستعيد صوت المرأة كذات فاعلة، لا مجرد موضوع في قصائد الرجل. منية نعيمة جلال، من خلال قصيدتها، تتحدث بلسان الذات العاشقة المجروحة، وتُوظف صور الطبيعة (الورد، الندى، العطر) كامتداد لجسدها وروحها، وهو مسار شائع بين الشاعرات التونسيات، حيث يختلط الحسي بالوجودي.
خصوصية صوتها: رغم أن قصيدتها تندرج ضمن هذا السياق العام، إلا أن ما يميز منية نعيمة جلال هو ميلها الواضح إلى التكثيف والتلميح بدلًا من الإفاضة، وهذا يضعها في مصاف الشعراء الذين يتوسلون بالصورة الرمزية لا بالتصريح:
لا تذكر الرجل بشكل مباشر، بل تحيل إليه من خلال الأثر: الوردة التي لم "تُثمر"، القبلة التي لم "تُعدها".
تكتب تجربة أنثوية ذات طابع صوفي وشهواني في آن، مما يعكس عمق المخزون الثقافي التونسي، حيث تتجاور الصوفية مع الحسية في الشعر.
تأثيرات محتملة: يمكن ربط أسلوبها بروافد عدة:
الشعر الصوفي التونسي (كما لدى أبي الحسن الشاذلي وأحمد بن علي)، حيث الذوبان والفناء في الآخر.
الشعر النسوي الحديث، خاصة أصوات مثل نزيهة سعيد وفاطمة بوساحة، حيث يُعاد بناء الجسد والذات عبر رموز الطبيعة.
خاتمة : قصيدة منية نعيمة جلال ليست مجرد بوح ذاتي، بل تنتمي إلى التيار الأوسع في تونس، حيث تكتب المرأة ذاتها عبر استعارة الطبيعة والذوبان الكياني، متجاوزة الحب العابر إلى حالة من الانصهار الصوفي والخذلان الوجودي. بتكثيفها الشديد وصورها المركبة، تواصل الشاعرة التونسية تثبيت موطئ قدم في الشعر العربي الحداثي، خصوصًا في مجاله النسوي.
ّندَى على وَرْدٍ انفرطتْ أنفاسي فيه ولم تُثْمرني *************** عِطرٌ لا يُنسى سكبتُ عليه بِعُذْري وغاب الظلُّ **************** رُطوبةُفجرٍ سكبْتَني فوق شذاه وما أوْرَقَني ****************
ذبتُ في ورد كان وهما أو تجلّى فغِبتُ عنٍي ************* في حُضن وردة ٍ أودعتُني قبلة ولم تُعِدني ******** الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 11-05-2025 04:17 مساء الزوار: 47
التعليقات: 0
|