الشاعرة والإعلامية نبيلة حماني: قيادة ثقافية متميزة عبر معهد صروح للثقافة والإبداع وتنظيم ندوات تكريمية ودواوين شعرية مبدعة

الرباط ـ موسى الشيخاني: يواصل معهد صروح للثقافة والإبداع، برئاسة الشاعرة والإعلامية المغربية نبيلة حماني، جهوده النوعية في تنشيط الساحة الثقافية المغربية والعربية، حيث نظم مؤخراً ندوة تكريمية نقدية احتفاءً بالعلامة الأديب والمؤرخ الموسوعي، سعادة السفير معالي الدكتور عبد الولي الشميري، وذلك في إطار الاحتفاء بمنجزه الشعري والفكري.

وجاءت الندوة بمناسبة إصدار المعهد لكتاب جديد بعنوان "إضاءات نقدية حول المنجز الشعري للدكتور عبد الولي الشميري"، الذي شارك في تأليفه نخبة من الباحثين والنقاد المغاربة، مسلطين الضوء على المسار الشعري الغني للدكتور الشميري وما يحمله من عمق فكري وجمالي.

وفي كلمتها خلال الفعالية، أكدت نبيلة حماني، التي تشغل أيضاً منصب مديرة تحرير وكالة أنباء عرار، بوابة الثقافة العربية، وعضو الهيئة التنفيذية لمؤسسة عرار العربية للإعلام، وعضو مجلس الأمناء للمؤسسة، أن هذا التكريم يندرج ضمن رؤية المعهد الهادفة إلى "الاحتفاء بالقامات الثقافية التي أسهمت في إثراء المشهد الأدبي العربي، وتعزيز جسور التواصل بين المغرب وبقية الأقطار العربية من خلال الحوار النقدي البناء".

وشهدت الندوة حضور شخصيات أدبية وأكاديمية بارزة، حيث تم تقديم قراءات نقدية وشهادات في حق المحتفى به، مع الإشادة بجهوده في خدمة الثقافة العربية من خلال شعره ومؤلفاته الفكرية والتاريخية.

ويواصل معهد صروح، برئاسة حماني، تنظيم فعاليات متميزة، من ملتقيات شعرية وورشات تكوينية، بما يعزز مكانته كأحد أبرز المؤسسات الفاعلة في المشهد الثقافي المغربي والعربي.

ولنبيلة حماني حضور شعري مميز في الساحة الأدبية، حيث تنبض قصائدها بروح أنثوية حالمة، تعكس عمق التجربة المغربية وانفتاحها على آفاق إنسانية واسعة. من أشعارها تقول:

"أنا ابنة الحرفِ حين يغضب،  

أغازلُ القصيدةَ كما النهرِ الهارب،  

وأرسمُ على جسدِ الليلِ قناديلَ من لهفةٍ لا تخون."

وفي موضع آخر تخاطب الوطن بعاطفة جياشة:

"يا وطناً يشبهُ قلبي حين ينكسر،  

ويا جرحي المضيءُ في عتمةِ الطريق،  

خذني إليكَ نخلةً لا تموت،  

وخّبئني في رئةِ القصيدة."

وتجمع حماني في منجزها الشعري بين الأصالة والحداثة، مستفيدة من إرث الشعر العربي، لكنها تحرره بلغة مفعمة بالرمزية والحنين، مما جعلها تحظى بمكانة خاصة بين شعراء المغرب والعالم العربي.

وقد أصدرت حماني مجموعة من الدواوين الشعرية التي لاقت صدى واسعًا، من أبرزها:

- "رئة القصيدة" (2018) — ديوان يفيض برمزية عميقة وينقل القارئ إلى عوالم الذات والهوية والحنين.

- "شرفة على القصيدة" (2020) — نصوص تحتفي بالشعر كنافذة للخلاص الروحي وكمرآة لعذابات الأنثى العاشقة والمنفية.

- "أنا ابنة الحرف" (2022) — ديوان يجمع بين الشعر الحر وقصيدة النثر، وفيه يتجلى نضج تجربتها الإبداعية وصوتها الأنثوي الخاص.

وبهذا الحضور المتوهج، تواصل نبيلة حماني تكريس مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات النسائية الريادية في الثقافة المغربية والعربية، حيث تنجح في الجمع بين دورها كمبدعة وشاعرة، وبين مهامها كقيادية ثقافية وإعلامية، تسهم في رسم ملامح المشهد الأدبي الحديث، وتفتح أبواب الإبداع أمام الأجيال القادمة، في زمن تتجدد فيه الحاجة إلى أصوات نسائية تحمل لواء الجمال والفكر الحر.