حاورها موسى الشيخاني : شاعرة تألقت في سماء معرض القاهرة الدولي للكتاب مؤخراً ، تقول بهذا الصدد لعاشقة الصحراء " ستكون لدي مشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في بداية شهر شباط، من خلال أمسية وحفل توقيع ستقام في المعرض في جناح دار كليم للنشر والتوزيع، وأمسية خارج المعرض سيتم الاعلان عنها لاحقاً، ومجموعة من اللقاءات مع النقاد في الوطن العربي وأيضاً التواصل مع المتابعين من الوطن العربي. ستكون هذه المشاركة بالنسبة لي فرصة جميلة للقاء الأدباء من كافة الدول العربية والتمتع بأدبهم.

وكانت الشاعرة ايمان زياد قد وقعت ديوانها في المكتبة الوطنية بعنوان شامة بيضاء" عبارة عن نصوص نثرية وقعت في 129 نص، وصدر عن دار دجلة للنشر والتوزيع في الأردن ، شاعرة تعزف على اوتار الشعر لتطرب كل متذوق له ، دعونا نستمتع بهذا الحوار .

من هي ايمان زيادة وماذا قدمت للساحة الشعرية في فلسطين بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام ؟
بداية، يسعدني أن اكون ضيفتكم اليوم في مؤسسة عرار وأن أحظى بهذا الشرف وكل محبة وتقدير لكافة العاملين فيها؛ انا اسمي إيمان زيّاد ابنة فلسطين، مواليد الأردن وأعيش منذ طفولتي في فلسطين. حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الانجليزية وآدابها ودرجة الماجستير في النوع الاجتماعي والتنمية ، وأعمل في مجال التدريب والدراسات في مجال التنمية والجندر. متزوجة وعندي 3 أطفال .

بالنسبة لموضوع كتابة الشعر، قد بدأت محاولاتي الشعرية في المرحلة الابتدائية في المدرسة، بدعم من الأهل والأصدقاء. وتطور تعلّقي بالكتابة حتى عايشت مراحل مختلفة منها، حتى يومنا هذا.
أعترف أنني تأخر قليلاً في طباعة أول اصدار باسمي، لعلّ حرصي أن أنشر شيئاً مميزاً أو استثنائياً لعدة معايير، وكأني بحثت عن رضاي أولاً عن ما أنشر ولو قليلاً، ومن ثمّ نوعا ما تنوع آراء الجمهور بما يدعم ويطور النص. وربما لأني كامرأة أردت أن لا يؤخذ أي مأخذ على امرأة تكتب.

أصدرت لغاية الآن " شامة بيضاء" في تشرين أول 2015، وشاركت في عدة مهرجانات شعرية وأمسيات داخل وخارج الوطن. أهمها مهرجان السوسنة الشعري الأول في عمان سنة 2014. ولدي الكثير من المشاركات في المرحلة المقبلة ان شاء الله.

تخصصك العلمي وعملك بعيد عن الأدب والثقافة , من كان ملهمك في كتابة الشعر ومتى كان ذلك .
في اعتقادي كل انسان يولد شاعر، والشعر أبو الأدب، وخصوصاً في المنطقة العربية. واكاد أعزي كشفي لهذه الموهبة الى تجربة عودتي الى فلسطين مع الاهل ابان اندلاع الانتفاضة الاولى، فمن جهة عانيت من فراق متعلقات الطفولة ومن جهة أخرى بدأت بمعايشة واقع مختلف تماما عن الأردن، ومشاهدة ممارسات الاحتلال العنيفة بأم عيني وتمحور المفاهيم بين السجن والشهادة والاصابة والمسيرات ومنع التجوال وغيرها..كل هذه الامور مع حبي للغة العربية دفعتني لرتق ما أمرّ به من تجارب قاسية بكلمات أقسى.

وقعتي بعمان ديوانك الشعري هل لنا ان نخوض في مكنونات هذا الديوان من حيث ماذا يحتوي وبعض من قصائده ومن قدمه لك ؟
شامة بيضاء" عبارة عن نصوص نثرية وقعت في 129 نص، وصدر عن دار دجلة للنشر والتوزيع في الاردن وقد قدّم الكتاب الشاعر والفنان التشكيلي محمد خضير من الأردن، وقد تنوعيت النصوص ومحتواها في الكتاب بين مواضيع انسانية وعربية ووطنية وعاطفية، لا سيما موضوعي المرأة والطفل وهنا أرفد بعض النصوص؛

23.

راحتي نخلةٌ

آتت رُطبَها فوقَ صدرك،

فجَنت قَمراً

ينحني النخلُ لأجله

راحتي شمعدانكَ المُقدّس

فاعتنقني..
5.
نَحَتَت شاربهُ

عندَ طَرف سَريرها

تستحضرُ صَبابتها في صورته،

وتُغمضُ جُرحَ الغياب؛

كلّما أبصرته

بصمت..

75.

الكَنارُ المُعلّقُ في ضَباب الأواني

بينَ لبنّشيد،

وركن المكتبة؛

صارَ يعوي،

وإذا مَددتُ إليه يَدي

أسبَلَ جناحيه..وعَضَّها!

70.

ليست النساء بعثة المماليك!

هنّ أوراد السلام

جئن يبعثن الحياة

بكف الهواء

ويمطرن بالحب أنغام الرعاة .

هنّ المزاريب

يجمعن

في أفواههن ريق السماء

هنّ غربتنا...

هنّ وطنٌ مبتور اللسان

مبتور السيقان ،

مُغتصَب النهد!

ولسن دمىً

على رفِّ النخاسة

لسن كَفافاً في دعاءٍ...

هنّ الدعاء.

79.

طلَّني،

بكلّ ما أوتيتَ من ظلال

و قني هذا الفراغ الّلعين،

كي لا يمرّ الهواءُ المدجّجُ بالألم

اقترب حدّ الالتصاق،

حتى تتفرّقَ أنفاسُكَ في حَدقة عيني!

كلُّ الضّجيج..وارايا،

والهروب..والغياب،

وتظنُّ أني لن أبادلك الغَرام!!

اقترب حدّ التوحدّ

لننسى مَن نكون.

علمنا انك ستشاركين في معرض القاهرة للكتاب ، هل تم تحضير برنامج لمشاركتك وماذا يحتوي البرنامج من امسيات وحفل تواقيع؟
ستكون لدي مشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في بداية شهر شباط، من خلال أمسية وحفل توقيع ستقام في المعرض في جناح دار كليم للنشر والتوزيع، وأمسية خارج المعرض سيتم الاعلان عنها لاحقاً، ومجموعة من اللقاءات مع النقاد في الوطن العربي وأيضاً التواصل مع المتابعين من الوطن العربي. ستكون هذه المشاركة بالنسبة لي فرصة جميلة للقاء الأدباء من كافة الدول العربية والتمتع بأدبهم.

لمن تكتب ايمان زيادة وبمن تأثرت من شعراء المعاصرة ؟
إيمان زيّاد تكتب باسم الانسانية ببساطة، أضع نفسي في مكان المظلومين في بقاع الأرض ومن تصل الى روحي قصته، اتاثر بالنص الجميل، ولست مواليه لكاتب محدد او كاتبة محددة، احب الاطلاع على الأدب القديم لأنه ركيز هامة لأي كاتب، والأدب الحديث عموما أدب رائع .

ما هي الوان الشعر الذي تكتبنه ، وما هي طقوس كتابة القصيدة لديك؟
في الواقع ليس لديّ طقوس خاصة للكتابة، ولكني أقتنص فرصة انسكاب الفكرة أمامي بغض النظر عن الظروف المحيطة وفرصة تدوينها قبل فقدها، واكتب الشعر العمودي لكني أفضّل النثر لما يغدق بد عليّ من مساحات للرسم بالكلمات والخيالات والانزياحات في التراكيب..والتي من شأنها تكثيف النص واختزاله وتقديم الفكرة في قالب مميز.

قصيدة قريبة لقلبك تهديها لمتابعيك من خلال هذا الحوار؟
بالطبع هناك نص أعشقه وأميزه في داخلي عن غيره وهو غير مضمن في "شامة بيضاء"، وأحب ان أقدمه لكافة المتابعين والمتابعات:

من منا..ﻻيأكل نفسه
من منا..لم يمتط صدره
ويعدو
في مضمار الحكمة..
ويخسر
من منا..ﻻ يشتاق الى ذات هجرته
ﻻ يسرق صورته
ويقبلها في الظلمة
من منا..
لم يوشم ظله في سقف الغرف

هل للرجل مكان في قصيدتك ، وهل للمرأة كذلك مساحة ؟
 المرأة والرجل مشاركان في ماراثون الحياة، مكملان لفعل الحياة . لا تخلو النصوص من الاشارة الى المرأة سواء المناضلة أو المضطهدة او العذبة وغيرها..والنصوص ايضاً لا تخلو من دور الرجل العاشق البطل الفذ الظالم المظلوم الخائن ..وصفات أخرى تجلّت في النصوص بشكل واضح وأهمها العاشق.

النقد العربي هدفه تسليط الضوء على النصوص الادبية من النواحي الجمالية ، هل تم قرأت قصائدك ونقدها نقداً ابداعياً؟
نعم لقد تمت قراءة نصوصي قراءة نقدية ابداعية، بداية طبعا بالاستاذ الشاعر محمد خضير الذي قدّم الكتاب، ومن ثمّ الاستاذ الشاعر ابن القدس الاستاذ رفعت زيتون، والجميلة القاصة الفلسطينية صابرين فرعون، والاستاذ الشعر فراس حج عمر من فلسطين ورؤية الشعراء الصحفيين عمر أبو الهيجا من الأردن ويوسف الشايب من فلسطين وبالطبع الكثيرون الذين ناولوني شفهياً رؤيتهم ونقدهم لشامة بيضاء مثل الأستاذ الشاعر أحمد بخيت من مصر وآخرون من الوطن العربي ..لا أريد أن أنسى أحدهم ولكن بشكل هام قدمني في الأردن د. مصلح النجّار وفي فلسطين د. محمود العطشان وقدما بالطبع دراستان نقديتان حول الكتاب تطرقا فيهما حول شكل وجماليات وأدوات وتقنيات الكتابة في شامة بيضاء.

مواقع التواصل الاجتماعي الايجابيات والسلبيات ، برايك ما هي محاذير النشر في تلك المواقع؟
مواقع التواصل الاجتماعي فرصة جميلة لتبادل الاراء بين الأدباء، وتعديل النصوص أحياناً حسب آراء الاخرين، كما هي فرصة لتقديم الدعم والمعلومة للاخرين. وكما يمكن معرفة أخبار الآخرين ومواعيد تخص اصداراتهم لتحظى بفرصة مشاركتهم هكذا مناسبات ، وتقديم ما تكتبه لجمهور يتابع كلماتك ويتمنى لك النجاح.

الا ان مواقع التواصل الاجتماعي ممكن أن تكون سيف ذو حدين حيث يتعرض كثير من الكتاب لسرقة منشوراتهم من قبل اخرين حيث لا شيء يضمن ملكيتهم لنصوصهم طالما خرجت للجمهور.

كلمة اخيرة ترسليها لجمهورك ولعاشقة الصحراء ووكالة انباء عرار ؟
كل ما اتمناه هو فقط أن أقدّم للجمهور ما هو اجمل دائماً وان أظل أحمل على عاتقي حفظ اللغة العربية من خلال نصوص بريئة من اهتراء اللغة فيها. وأن تتطور دائما نصوصي بما يرفع صوت القضايا الانسانية عالياً حتى نيل الحقوق، اولا واخيراُ الشاعر ان لم يحمل قضية ليس شاعراً. وارسل لكم جميعا كل الحب والاحترام.