نضال برقان

صدر حديثاً عن دار العائدون للنشر في عمّان المجموعة الشعرية «درَجٌ يخفضُ السَماء لَنا» للقاصة والكاتبة سامية العطعوط. تضم المجموعة عدداً من القصائد الشعرية والنثرية موزعة على سبعة أبواب وهي: كثيرٌ من وجع الحب، نصٌّ مفتوحٌ يترصّدُ باباً مغلقاً، عبثُ الأقدارِ بساعاتِ الرمل، الحربُ فنونٌ بارعةٌ للموت،طقوسُ الحياة، مواقف ومخاطبات. وتنوعت الموضوعات ما بين حالات الحب والاغتراب الوطني والوجودي، كما تفاوتتفي الأسلوب ما بين قصيدة التفعيلة والنثر والقصيدة القصة. ومن أجواء الكتاب قصيدة بعنوان شظايا:

انْكَسَــَرَ الكَلامُ ...

هَوى

تَشــظّى

فانجرَحَ الصَمْتُ

أَنَّ الصَّدى

وَبَيْننا خُطْوَةٌ

تَعبُرنا الهُوَيْنا ...

تُباعِدُنا عنّا

حَتّى انتَهَيْنا

شُموساً بارِدةً

وَخَواءً مُقفّى ..

ومن الجدير بالذكر أن القاصة سامية العطعوط من الأسماء البارزة والمؤثّرة في القصة القصيرة في الوطن العربي، وقد أصدرت سبع مجموعات قصصية كان آخرها (كأيّ جثّة مباركة) بالإصافة إلى رواية مصوّرة (عالميدان رايح جاي) عن الحراك العربي في بداياته، وكتاب نصوص (بوذياً حافي القدمين)، كما تحصّلت على العديد من الجوائز خلال تجربتها الممتدة منذ العام 1986.

وفي تقدمتها لكتابها الشعري الأول، أشارت الكاتبة إلى محاولاتها الشعرية منذ الطفولة، حين كانت في الثانية عشرة من عمرها وكتبت حينها ما أسمته قصيدة شعرية تأثراً بوفاة والدها وهي الأكبر بين إخوتها. وفي الثمانينات بدأت في كتابة القصة القصيرة لكنها لم تغادر الشعر إلى الأبد، فكتبت في التقديم: «وخلال السنوات الماضية، كنت أشعر بين الحين والآخر بتلك الرغبة الجامحة في كتابة الشعر. فتتلبّسني العبارات والصور الشعرية وحدها. تحتلُّني وكطائر العنقاء، تنهضُ فاردةً ذراعيها لتحلّق في روحي بعد أمسيةٍ ما أو بعد لحظةٍ سرمدية عشتها، فأسطرها في دفاتري، وأكرّر الأبيات نفسها بتغييرات حتى أستقر على شكل ما.

تجّمع لديّ عدد منها، واخترت منها ما يضمّه هذا الكتاب الأول، كطفلٍ في حضن أمه.

أتمنّى أن يكون فيه ولو قليلاً من الشعر وكثيراً من عسل الحب.. «.

ومن نصوص الحرب والموت عن الجدار العازل:

«كَالأفْعى

يَتلوّى في عِزّ الشَمْسِ

يُحايلُنا

هذا ما لَيسَ لَكم،

أما هذا فهو لَنا

وَيُشيرُ إِلى ظِلّ اللهِ عَلى الأرضِ

بِلا جُدْران..! «