ياسر العبادي

صدر حديثا للأديبة د. نهلة الجمزاوي مسرحية شعرية للأطفال بعنوان «الأشجار العطشانة»، وهي مسرحية رمزية تعزز الروح الوطنية لدى الطفل وتغرس فيه المحبة ومقاومة المحتل، وترمز المسرحية الى أطفال فلسطين في دفاعهم عن الوطن وقدرتهم على التصدي للأعداد، وتحقيق حلمهم في النصر، وطرد الأعداء المحتلين، من خلال حكاية تدور أحداثها في قرية مفترضة جميلة ووادعة، تدعى «أم الخيرات»، تهاجمها أسراب الغربان وتحتل أشجارها وتطرد سكانها من العصافير والطيور والكائنات الأخرى، فتحزن أشجار الزيتون والتين والرمان واللوز وتشارف على الجفاف، لكن أهل القرية لا يستسلمون، للغربان فتهب العصافير مدافعة عن أعشاشها، كما تهب الطيور الأخرى لمساعدتها، وتتدخل الشمس والنجوم والقمر والريح والغيوم والأشجار، وكلّ مكونات الطبيعة لمساعدة الأطفال في معركة التحرير التي تنتهي بهزيمة الغربان والبومة وعصاباتهم وتعود الفرحة والنور إلى قرية أم الخيرات. وتقول الكاتبة في معرض تقديمها للمسرحية الصادرة عن جدل للنشر والتوزيع: « إنّ مسرحية الأشجار العطشانة تتّكِئُ على الموروث الشعبي في إيقاعها الموسيقي واللغوي العام . لذا جاء الاشتغال على اللهجة المحكية في معظم بنائها اللغوي مُبرَّرًا، من أجل الحفاظ على جماليات الموروث، والتأكيد على إمكانية توظيفه في بناء حكاية غرائبية الشكل عَمَدت خلالها إلى تعميق الارتباط بالوطن، وضرورة الدفاع عنه عبر حكاية رمزية تدور أحداثها بين شخصيات غريبة، هي مفردات الطبيعة المكوِّنة لهذا الوطن من شمسٍ وهواءٍ وشجرٍ ومطرٍ وطيورٍ.... واستنطاق هذه المفردات لتؤدّي أدوارًا على خشبة المسرح تُعبّر من خلالها عن نفسها، بوصفها شخصياتٍ كاملة متكاملة، ما يجعلها أكثر التصاقًا بروح الطفل وخياله بلغة شعرية مُستمدّةً من إيقاع الموروث ولكن عبر كلمات جديدة تتلاءم وطبيعة الحكاية. التي تهدف إلى تعزيز فعل المقاومة ضد المعتدين، فالعصافير ومن ساندها من الطيور، ومن مفردات الطبيعة في مواجهة الغربان والبومة، وعُصبتها المعتدية، ليكون النصر في النهاية لقيم الخير والحب والحق والعدل». .. معبرة ومتسقة مع الأحداث التي يعيشها أهلنا في فلسطين.

وتأتي «الأشجار العطشانة»، بوصفها واحدة من سلسة الأعمال المسرحية «أنا الفرح» الشعرية التي أطلقتها الجمزاوي عبر سنوات قدمت خلالها قضايا الحياة الإنسانية بلغة مجازية رمزية في أغلب الأحيان وفق لغة شعرية غنائية سلسة...

ويذكر أنّ د. نهلة الجمزاوي حاصلة على درجتي الدكتوراه والماجستير في الفلسفة، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية. وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب والأدباء العرب، واتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأمريكيا اللاتينية. صدر لها ما يقارب الخمسين عملاً إبداعياً حتى الآن، ما بين المقروء والمرئي المسموع، في مجالات الفكر، والفلسفة، والقصة، والشعر، والمسرح، والرواية، وأدب الطفل بفروعه الشعرية والنثرية.